1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الطريق إلى أوروبا- عائلات سورية تتمسك بالأمل رغم العقبات

هارفي غميما/ سهام أشطو١٢ مارس ٢٠١٦

في الوقت الذي تتساوم فيه تركيا وأوروبا على سبل التحكم في تدفق اللاجئين، يستمر هؤلاء في التدفق إلى شواطئ الجزر اليونانية. DW رافقت عائلتين سوريتين لمعرفة قصة وصولهما إلى جزيرة لسبوس.

https://p.dw.com/p/1IBxc
Odysee einer syrischen Familie auf Lesbos
صورة من: DW/G. Harvey

في الوقت الذي يحكي فيه عمر الحمود عن رحلته الصعبة على متن قارب من تركيا إلى اليونان، تنهمر الدموع على خدي مفيدة عمر، بينما يحدق رياض، وهو واحد من أبناء مفيدة، والبالغ من العمر 20 عاما، في باب الملجأ المؤقت الذي يأويهم في كاراتيبي بجزيرة لسبوس.

أفراد من العائلتين السوريتين التين عبرتا بحر إيجة على متن القارب ذاته، يجلسون معا ويتقاسمون نفس الأعباء. وألان يدور التفكر المستمر فيما إذا كانوا سينجحون في عبور الطريق التي ستوصلهم إلى هدفهم. "الرحلة التي دامت ثلاث ساعات في القارب بدت وكأنها دامت ثلاث سنوات" يقول زوج مفيدة لـ DW"كنت أفكر طول الوقت في سؤال واحد: ماذا لو بدأ القارب في الغرق، من سأنقذ أولا، أطفالي أم زوجتي أم أمي؟"

قاربهم الذي لا تتجاوز قدرته الاستيعابية عشرة أشخاص كان يحمل خمسين شخصا على متنه. أطفال ومسنون تكدسوا وسط الزورق بمن فيهم والدة عماد "عارفة " البالغة من العمر 72 عاما والتي لا تقوى على الحركة. كانوا يتناوبون على حملها، في رحلة سرية، بين الجبال والسهوب الممتدة على الحدود السورية التركية.

عماد كردي من حلب، يقول إنه كان يملك دخلا جيدا وحياة مستقرة في بلده قبل اندلاع الحرب. عائلته حاولت الانتقال إلى أماكن أكثر أمانا لكن نيران الحرب لاحقتهم في كل مكان.

Odysee einer syrischen Familie auf Lesbos
صورة من: DW/G. Harvey

"الحرب أفقدتنا كل شيء"

إن الحرب جعلتنا "نفقد المقربين ونرى الناس تموت من حولنا، ونرى الأطفال جياعا"، هكذا يقول مصطفى ابن الرابعة والعشرين الذي هرب هو وأخواته من القنابل الروسية، إحداها سقطت على بعد 100 متر فقط من منزل العائلة. مصطفى كان يدرس إدارة الأعمال في جامعة بماليزيا وعاد مؤخرا إلى سوريا قبل أن يضطر إلى الهرب. بينما درست أختاه رولا ورؤى القانون والعلوم السياسية وكانتا معا على وشك التخرج عندما بدأت الحرب.

يتحدث مصطفى عن رحلة الهروب من نيران الحرب في سوريا، رحلة لم تكن سهلة، فـ"إذا حاولت عبور الحدود من سوريا إلى تركيا ستطلق عليك القوات التركية النار. وإذا بقيت في سوريا ستموت وإذا حاولت عبور الحدود ولم يحالفك الحظ قد تموت أيضا".

المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين بوريس شيشيركوف يقول لـ DW، إن تركيبة اللاجئين المتدفقين تحولت في الآونة الأخيرة، إذ أصبحت تصل أعداد أكبر من النساء والأطفال. ووصلت نسبتهم الآن إلى 60 بالمائة. في سبتمبر 2015 كان الأطفال يشكلون نسبة ضئيلة، أي طفل واحد من كل تسعة وافدين، الآن أصبح الأطفال يشكلون واحدا من كل ثلاثة لاجئين. "الكثيرون يحاولون الالتحاق بذويهم وأقربائهم في المنطقة، فمن العار أنهم لا يستطيعون القيام بذلك بطرق آمنة ومضطرون لركوب قوارب وبدء رحلات خطيرة. يجب إيجاد بديل ملائم، ففي غياب ذلك لن يجد الأشخاص اليائسون بدا من اللجوء إلى شبكات التهريب".

Odysee einer syrischen Familie auf Lesbos
"عارفة" البالغة من العمر 72 تم حملها بالتناوب لتصل إلى هنا.صورة من: DW/G. Harvey

ويستمر التدفق

أزيد من مليون لاجئ ومهاجر عبروا البحر إلى أوروبا السنة الماضية، 800 ألف من هؤلاء عبروا بحر إيجة من تركيا إلى اليونان، ويصل معظمهم إلى جزيرة لسبوس. "لحد الآن وصل إلى لسبوس وحدها 70 ألف شخص هذا العام وإذا قارننا ذلك بالعام الماضي فهو عدد مرتفع"، يقول شيشيركوف.

تشير معطيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن 91 بالمائة ممن يصلون إلى اليونان ينحدرون من 10 دول هي الأكثر تصديرا للاجئين في العالم. معظم الوافدين هربوا من سوريا وأفغانستان والعراق. في الوقت الذي يعرف فيه تدفق اللاجئين إلى أوروبا ارتفاعا قياسيا لم تشهده القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية. ولم يسبق في التاريخ أن انتقل هذا الكم الهائل من الناس حول العالم، فالأرقام تشير إلى وجود 60 مليون لاجئ ونازح حول العالم، يقول شيشيركوف، والذي يضيف أن "أوروبا هي أغنى اتحاد في العالم، وتستطيع التعامل مع هذه الوضعية. ولا ينبغي تبني حالة الطوارئ".

مع إغلاق دول البلقان حدودها أمام اللاجئين، تقطعت السبل بأكثر من 13 ألف شخص على الحدود اليونانية المقدونية. فيما طلبت اليونان من الاتحاد الأوروبي 480 مليون يورو على نحو طارئ للمساعدة في إيواء مئة ألف لاجئ. وحذر مسؤول أممي كبير من أن عدد اللاجئين العالقين في اليونان قد يصل إلى 70 ألفا في الأسابيع المقبلة.

Odysee einer syrischen Familie auf Lesbos
المساعدات المحلية تخفف قليلا الأوضاع المأساويةصورة من: DW/G. Harvey

حياة جديدة في ألمانيا؟

بالعودة إلى كاراتيبي، عاصفة رعدية تلوح في الوقت الذي تستعد فيه العائلتان للمغادرة الجزيرة وركوب العبارة نحو أثينا، قطرات مطر سميكة بدأت في الهطول. وخارج المخيم بدا قوس قزح بالظهور فوق بحر إيجه والأطفال يتجمهرون للاستمتاع بألوانه. مفيدة وهي أصغر أبناء عماد، أما ماهر البالغ من العمر 11 عاما فيرسم بيديه حركة قلب، ويقول "أنا أحب الأمم المتحدة".

حان وقت الصعود إلى العبارة في ميناء ميتيليني، حيث تبدو معنويات عائلتي الحمود وعمر عالية رغم القلق من الأوضاع على الحدود مع مقدونيا. انهم يقفون جنبا إلى جنب مع المئات من اللاجئين في رحلة يأملون من خلالها أن يجدوا الاستقرار لأبنائهم. فيما يقوم ناشطون بتوزيع البيض والشكولاته على الأطفال وحزما تحتوي على قفازات ووشاح وقبعة صغيرة للاحتماء من البرد.

خلال سفرهما معا، تكونت صداقة كبيرة بين العائلتين، والصور التي التقطت لدى وصولهم إلى جزيرة لسبوس اليونانية اكبر دليل على ذالك. لكن بعد مرور أيام مازالت العائلتان تنتظران على الحدود اليونانية المقدونية في خيام صغيرة بمخيم على مقربة من مدينة إندومني. "الوضع هنا سيء، هناك ازدحام كبير. اليلة الماضية كانت تمطر ووصل الماء إلى خيمنا" يقول مصطفى لـDW عبر واتساب. و"لا نعلم ماذا يحدث وما الذي سيحدث. نتمنى أن تفتح الحدود قريبا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد