1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انتخابات لبنان ـ ديموقراطية على مقاسٍ طائفي ونفوذٍ إقليمي

حسن زنيند
٣ مايو ٢٠١٨

بعد عقد من الزمن سيتمكن اللبنانيون من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة تجري وفق قواعد، وإن كان بعضها جديدا، فستكرس الطابع الطائفي للمشهد السياسي في سياق إقليمي متوتر بين السعودية وإيران قد ينعكس سلبا على استقرار البلاد.

https://p.dw.com/p/2x6KC
Libanon Proteste in Beirut
صورة من الأرشيفصورة من: Reuters/A. Haju

عائلات تطغى على المشهد السياسي في لبنان

اعتمد لبنان قانونا انتخابيا جديدا يقوم على نظام التمثيل النسبي، غير أنه من المستبعد حدوث مفاجآت في المشهد السياسي، إذ يتوقع المراقبون إعادة تكليف رئيس الوزراء الحالي سعد الحريري بتشكيل حكومة وحدة وطنية أخرى، تضم حزب الله وربما بنفس التشكيلة الحالية. التغييرات قد تكون طفيفة، فقد تخسر كتلة سعد الحريري بعض المقاعد، غير أنه سيظل يتزعم المعسكر السني.

وبهذا الصدد، أوضح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جورج علم في حوار مع DW عربية أن "اللبنانيين أمام امتحان جديد يطبقون فيه لأول مرة قانونا انتخابيا قائم على النسبية وعلى الصوت التفضيلي. التغيير ربما يحصل بشأن بعض الوجوه، ولكن من حيث الجوهر أنا لا أعتقد ذلك، لأن هناك خلل كبير في النظام اللبناني القائم على معايير طائفية ومذهبية وليس على معايير وطنية".

ديموقراطية المذهب..!

أغنية لبنانية ساخرة تثير الغضب واتهامات بالعنصرية

تتقاسم القوى الطائفية السلطة بينها وفقا لنظام الحصص التي تم تعديلها في نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وهكذا فإن منصب الرئيس يعود دائما للمسيحيين المارونيين ويكون رئيس الوزراء مسلما سنيا ورئيس البرلمان مسلما شيعيا. أما مقاعد البرلمان الـ 128 فيتم تقاسمها بالتساوي، 64 مقعدا للمسيحيين ومثلها للمسلمين بمن فيهم الدروز، على أن يتم تقاسم هذين النصفين بين ما حوالي 11 طائفة.

وفي الماضي كان بإمكان الناخبين الإدلاء بأصواتهم لكل المقاعد في دائرتهم الانتخابية وفقا للقانون الذي يحسم فيه النتيجة من يفوز بأغلبية بسيطة بخلاف القانون النسبي الجديد الذي يسمح بمنح صوت تفضيلي واحد لكل مرشح على اللائحة الأمر الذي أوجد تنافسا بين أعضاء اللائحة الواحدة على الصوت التفضيلي. وأبدى جورج علم شكوكه بشأن القانون الانتخابي الجديد، فالنظام النسبي يستوجب أحزابا وطنية خارقة للطوائف والمذاهب على حد تعبيره.

مسائية DW : ما تداعيات "تريث" الحريري في استقالته لبنانيا وإقليميا؟

ويرى أن غياب هذه الأحزاب وبرامج عملها يجعل من الورقة الانتخابية أداة لمزايدات طائفية ومذهبية وشتائم لهذا المرشح ضد ذاك "غرضها استثارة الغرائز عند الناخب اللبناني كي يعيد انتاج نفس الطبقة السياسية ربما بأحجام مختلفة عن السابق ولكن سنرى الكثير من الوجوه الحالية ستعود للمجلس المقبل. أنا لا أتوقع أي تغيير سيكون له تأثير على الحياة السياسية اللبنانية كما نعرفها".

ودعا جورج علم إلى إلغاء كل الأحزاب الحالية والعمل على قيام أحزاب جديدة تقوم على مبادئ وطنية وتضم كل الطوائف وليس طائفة معينة كما هو الحال اليوم. "حينها ربما يكون هناك تطور للحياة السياسية اللبنانية القائمة على النظام البرلماني الديموقراطي".

مسرح للصراعات الاقليمية والدولية

تشكل التدخلات الخارجية إحدى خصائص الحياة السياسية في لبنان لدرجة أن استقرار البلاد أصبح مرتبطا عضويا بالتوازنات الإقليمية والدولية. وهذا ما دعا مجموعة الدعم الدولية التي عقدت مؤتمرها مؤخرا بباريس إلى ضرورة حماية لبنان من التدخلات الاقليمية، في رسالة موجهة بشكل أساسي إلى حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

لكن السعودية تفعل نفس الشيء عبر حلفائها السنة. وفي هذا الصدد أوضح جورج علم قائلا "كل طائفة تحاول أن تستقوي بخارج ما يدعمها لكي تثبت وجودها ونفوذها في مواجهة الأحزاب الأخرى. وهذا ما يجعل كلمة الفصل في الكثير من القضايا اللبنانية الحساسة ليست في ملك اللبنانيين ولكن في يد التوافقات الخارجية التي تنعكس على لبنان".

وتجتاز منطقة الشرق الأوسط ظرفية دقيقة خصوصا في ظل النوايا التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برغبته في تعليق النووي الايراني. وإذا تحقق هذا السيناريو فقد تكون لذلك تداعيات على لبنان. "استقرار لبنان ليس نابعا من الداخل، وإنما من (المجموعة الدولية لدعم لبنان) والحريصة على استقراره ربما خدمة لمصالحها".

واستطرد علم موضحا "إذا انقلبت الأدوار في المنطقة فلبنان سوف يتأثر، لأنه ساحة للصراع السعودي الإيراني. السعودية لها حليف هو رئيس الوزراء سعد الحريري وتيار المستقبل. وإيران لها حزب الله المسلح. وبالتالي فإن أي تطور عسكري اقليمي سيكون له انعكاس على الساحة اللبنانية".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات