1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الدولة الفلسطينية ومساومات اللحظة الأخيرة في الأمم المتحدة

١٩ سبتمبر ٢٠١١

تتجه الأنظار إلى نيويورك لمعرفة نتيجة مساعي الرئيس محمود عباس لنيل اعتراف مجلس الأمن بدولة فلسطينية كاملة العضوية. فهل تنجح مساعي عباس أم أنه سيتراجع ويكتفي باللجوء إلى الجمعية العامة والقبول بدولة "مراقبة" كالفاتيكان.

https://p.dw.com/p/12cI7
مقعد فلسطين الخالي في الأمم المتحدةصورة من: picture alliance/dpa

لم يكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أي يوم من الأيام، مصرا على موقف معين كما هو عليه في هذه الأيام. والموقف المقصود هنا هو التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل اعترافها بالدولة الفلسطينية التي "طال انتظارها، وبعد أن بلغ به اليأس مبلغا من المفاوضات غير المجدية مع الجانب الإسرائيلي"، والكلام للباحث الفلسطيني بسام الزبيدي. ويضيف الزبيدي، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، في حوار مع دويتشه فيله أن القيادة الفلسطينية أصبحت في وضع حرج لأنها لا تستطيع أن تستمر في مسار المفاوضات السابق لأنها لن تلق تأييد الشارع الفلسطيني. فالمجتمع الفلسطيني ليس ببعيد عن الربيع الثوري العربي والتحولات الثورية التي تشهدها عدة دول عربية؛ لذلك تجد القيادة الفلسطينية نفسها في وضع حرج ويترتب عليها بالتالي البحث عن بدائل.

ويشدد الباحث الفلسطيني على أن الرئيس عباس لم يلجأ إلى بدائل قد "تغضب المجتمع الدولي كإعلان الكفاح المسلح ضد إسرائيل مثلا، بل يقول ببساطة إننا نريد أن نجرب أمرا آخر أكثر منفعة من المفاوضات وهو اللجوء إلى الشرعية الدولية". ويبدو أن موقف الرئيس عباس هذا يحظى بدعم فلسطيني كبير حسب آخر استطلاعات الرأي. فقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية ، وحسب استطلاع أجرته مؤسسة فلسطينية بدعم أمريكي، أن "80 في المائة من المستطلعين يؤيدون هذه الخطوة، ليس هذا فحسب، بل إن الغالبية العظمى من الفلسطينيين مستعدة لتحمل التداعيات المالية وغيرها الناجمة عن هذه الخطوة"، وذلك في إشارة إلى التهديدات بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية.

إصرار فلسطيني ورفض إسرائيلي

NO FLASH UNO Abbas Deutschland gegen UN Inititative in Palästina
الرئيس محمود عباس مصر على الذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل اعترافها بالدولة الفلسطينيةصورة من: picture alliance/dpa

أما لماذا الإصرار الفلسطيني على الذهاب إلى الأمم المتحدة في هذه الفترة بالذات، وفي ظل غياب حماسة أوروبية ورفض أمريكي وإسرائيلي لها؟ يجيب الزبيدي بالقول "لمَ لا"؟. ولا يكتفي الباحث الفلسطيني بهذا الجواب بل يمضي إلى أبعد من ذلك، إذ يرى أن هذه الخطوة جاءت متأخرة جدا، خصوصا بعد أن اتضح أن عملية السلام في الشرق الأوسط "كانت عملية غير متوازنة. فقد استطاعت إسرائيل من خلالها خلق حقائق كثيرة تصب في مجملها ضد إمكانية تحقيق السلام العادل على الأرض".

لكن إسرائيل تنظر إلى الأمر من زاوية أخرى، فهي تصر على أن المسعى الفلسطيني (التوجه للأمم المتحدة) هو التفاف على المفاوضات. فقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "الفلسطينيين عملوا كل ما في وسهم لعرقلة المفاوضات المباشرة وتجاهلوا كل الاقتراحات التي قدمت وتهربوا من المفاوضات المباشرة بعد سابقة عملية تجميد الاستيطان لعشرة أشهر". أما الكاتب والصحافي الإسرائيلي تسفي برئيل فيرى أن موقف إسرائيل واضح منذ البداية وهو قائم على "اعتراض كامل وشامل على فكرة انبثاق دولة فلسطينية من الأمم المتحدة". ويضيف برئيل، في حوار مع دويتشه فيله، أن إسرائيل "اعتادت على الوضع القائم منذ عقود وهي لا تحبذ تغيير هذا الواقع. فمجرد إعلان دولة من الأمم المتحدة، مهما كان شكلها، سيضعف الموقف الإسرائيلي في المنطقة والعالم".

فشل الوساطات والتوجه للأمم المتحدة "حتمي"

Obama und Netanjahu Treffen Washington Flash-Galerie
تعول إسرائيل على إدارة الرئيس أوباما في منع قيام دولة فلسطينية عن طريق الأمم المتحدةصورة من: dapd

وبالرغم من المحاولات العديدة، التي قامت بها الولايات المتحدة وممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط توني بلير ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون لثني الرئيس الفلسطيني عن الذهاب إلى الأمم المتحدة، فإن المحلل السياسي الألماني شتيفان بوخن يرى أن عباس لن يستطيع التراجع عن التوجه إلى المنظمة الدولية. إلا أن بوخن يضيف، في حوار مع دويتشه فيله، أنه رغم إعلان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن عباس أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تصميم الجانب الفلسطيني التقدم بطلب العضوية لدولة فلسطين من خلال مجلس الأمن الدولي، فإن الرئيس الفلسطيني سيكتفي في نهاية المطاف بالذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة والقبول بدولة مراقبة كالفاتيكان وليس إلى مجلس الأمن وطلب العضوية الكاملة.

وهو ما يذهب إليه المحلل السياسي الإسرائيلي تسفي بارئيل أيضا. ويقول الصحافي الإسرائيلي من صحيفة هآرتس الليبرالية: "بالرغم من فشل الوساطات مع عباس حتى الآن، فإن حلا وسطا سيلوح في الأفق، في اللحظة الأخيرة، لمنع الإحراج الأمريكي في مجلس الأمن. بمعنى أن عباس سيتوجه إلى الجمعية العامة بدلا من مجلس الأمن كي لا يدفع واشنطن إلى استخدام حق النقض". يشار إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما أعلنت صراحة رفضها التوجه إلى المنظمة الدولية وطالبت الجانب الفلسطيني بالانخراط في المفاوضات من أجل التوصل إلى حل الدولتين، وهو ما تبنته ألمانيا وبعض الدول الأوربية أيضا. موعد الاستحقاق يقترب والضغوط على الرئيس عباس تزداد، فهل يمضي في خياره في التوجه إلى مجلس الأمن الدولي أم يتراجع ويكتفي بخيار دولة مراقبة؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القليلة المقبلة.

أحمد حسو

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات