1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجهاديون في سيناء يتحالفون مع ألإخوان

جاسم محمد١٩ يوليو ٢٠١٣

يرى جاسم محمد أن واقع سيناء يختلف عن واقع التنظيمات الجهادية في سوريا ،فالأخيرة تتصف بالعشوائية ، فيما سيناء أمست حاضنة لما يعرف ب " ارض مدد" ، وهذا يعني أن " أمارة سيناء " سوف تصدر ألمقاتلين الى الخارج .

https://p.dw.com/p/19AvI
صورة من: STR/AFP/GettyImages

(خاص العراق اليوم)

أعلنت ألتنظيمات ألجهادية اقامة ما يدعى بمجلس حرب جديد يضم تنظيماتها والإخوان وبعض قبائل ألبدو ألمستفيدة من حالة الفوضى . ليكون تحالفا "أسلاميا " ضد العلمانيون في السلطة. أن سيناء تختلف عن التنظيمات الجهادية في سوريا ،فالأخيرة تتصف بالعشوائية والتشابك ما بينها عكس درجة الوضوح في سيناء التي تعتبرها حاضنة وملاذ أمن لتكون " ارض مدد" مثل تنظيم اليمن والجزيرة العربية ، أكثر من ارض "جهاد " وهذا يعني ان " أمارة سيناء " سوف لا تقتصر أهدافها على مصر بقدر ما تكون مصدر لتصدير ألمقاتلين للخارج .

ألجهاديون لا يعتبرون إسرائيل هي الهدف ، وتدرك بأنها ليست هدفا الى التنظيمات " ألجهادية " ، وعلى اي حال فان القدرة والقوة الإسرائيلية قادرة على التعايش ألاستخباري والعسكري مع تلك الخلايا والتنظيمات . جماعة الإخوان تعرف جيدا بان إسرائيل هي السقف العالي في منظورها العسكري والسياسي ، إي هي تبتعد عن إسرائيل عسكريا وتبتعد عن الولايات المتحدة سياسيا .

ألجماعات " ألجهادية " في سيناء

ما تهدف إليه القاعدة والتنظيمات الجهادية هو التمدد بين فلسطين وسيناء، هذا ألتمدد عبر الحدود هو إحدى استراتيجيات القاعدة كما شهدته مناطق أخرى . ومن الممكن ان تكون سيناء جغرافية "جهادية" من خلال التقارب الأيديولوجي بين التنظيمات وتلعب الأنفاق السرية بين غزة وبين سيناء دورا في هذا التمدد الجغرافي .

ويضم التيار المتطرف بشمال سيناء عدة تنظيمات سلفية " جهادية " من أهمها تنظيمالتوحيد والجهاد بقيادة هشامالسعيدني و تنظيم أنصار الجهادوتيار التكفير والهجرة بشمال سيناء ويبدو ان التنظيمات قد توحدت ببعضها بل تمددت مع مجموعات غزاوية فلسطينيةفي إطار مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس، أوجماعة أنصار الجهاد في سيناء الفرع المحلي للقاعدة .

شهدت سيناء تصعيدا في عملياتها خاصة عند منطقة الشيخ زويد بعد ثورة السيسي بسبب الطبيعة الجغرافي والسكانية ـ الديموغرافية التي يمثل غالبيتها من البدو ، ومعظمها من قبائل السواركة والترابين وبريكات، التي تقودها الميليشيات الجهادية السلفية والتي شكلت فيما بينها "مجلس حرب" ضد قوات الجيش .

يأتي تحالف او التعاون بين البدو وبين "الجهاديين " والإخوان بعد عزل مرسي بوجود قاسم مشترك واحد وهو الفوضى . فرغم أن البدو ليسوا من أتباع الإخوان و "الجهادية " لكنها تستفيد من الفوضى في عمليات تهريب المواد والبشر عبر سيناء خاصة من الأفارقة أما "الجهاديون" فتنشط عملياتهم وسط الفوضى أيضا .

القاعدة تحصل على حماية القبائل

تجارب مواجهات القاعدة في المنطقة ومنها في العراق واليمن تؤكد بمطاولة المواجهات بين القاعدة وبين السلطة بسبب الجغرافية الحاضنة للتنظيم، فمثلا اتخذت من صحراء المنطقة الغربية في العراق ملاذا بل قاعدة لشن هجماتها وفي نفس الوقت اتخذت من جغرافية أليمن وخاصة في صحراء مأرب وجبال حطاط لتعلن إمارتها في جعار واللودر مستغلة فراغ .

Ägypten Armee Sinai
الجيش المصري في سيناءصورة من: picture-alliance/AP Photo

القاعدة تستغل فراغ السلطة وتستغل القبائل والبدو في المناطق التي تتواجد فيها للحصول على الحماية . أحد أساليب عمل مقاتلي ألقاعدة أيضا هي التزاوج من القبائل وسكان المنطقة لتعزيز الحماية والحصول على مناصرين جدد .

ألمواجهات العسكرية وحدها في المناطق الصحراوية او المناطق ذات الجغرافية الصعبة لا تنفع كونها تختفي أمام العمليات العسكرية الواسعة. ربما التحالف مع القبائل البدو في سيناء هو الأفضل ،ومحاولة استنساخ "ألصحوات ألإسلامية " في سيناء من أبناء القبائل البدو وبإشراف قيادات الجيش في سيناء قد يكون كفيلا بمواجهة ألتنظيمات الجهادية ، لكن ستبقى سيناء تمثل هاجسا امنيا إلى مصر والأطراف الإقليمية والدولية .

* كاتب في قضايا الإرهاب والاستخبار