1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجزائر.. "الإساءة للرموز" محاولة للتشويش على الحراك؟

٢٨ يونيو ٢٠٢١

بعد تصريحاته المثيرة عن الأمير عبد القادر، أثار سجن النائب السابق، نور الدين آيت حمودة، الجدل في الجزائر. ففي حين انتقد البعض الإساءة للرموز الوطنية، ربط آخرون ذلك بمحاولات إحداث "فتنة" بين الشعب وإلهائهم عن الحراك.

https://p.dw.com/p/3vhdQ
جانب من مظاهرات الحراك الجزائري، أرشيف
جانب من مظاهرات الحراك الجزائري، أرشيفصورة من: picture-alliance/Abaca/L. Ammi

بعد تصريحات تلفزيوونية أساء خلالها للأمير عبد القادر الجزائري بعد وصفه بـ "الخائن"، أودع النائب الجزائري السابق، نور الدين آيت حمودة، الحبس المؤقت، على خلفية تصريحات اعتبرت "مساسا برموز الدولة والثورة". وذكرت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين على صفحتها على فيسبوك أن "قاضي التحقيق بمحكمة سيدي امحمد في العاصمة أمر بوضع عمران آيت حمودة المعروف بنور الدين في الحبس المؤقت". وأضافت اللجنة أن لائحة الاتهام تتضمن "المساس برموز الدولة والثورة (حرب الاستقلال) وإهانة رئيس جمهورية سابق والمساس بالوحدة الوطنية".

وسائل إعلام محلية أفادت بأن تحرك العدالة ضد النائب السابق جاء بعد عدد من الشكاوى تقدم بها محامون، بعد برنامج بثه تلفزيون "الحياة" طعن من خلاله آيت حمودة، في رموز وشخصيات وطنية شكك في نزاهتها، منها الأمير عبد القادر، الذي يعد شخصية تاريخية تحظى بتقدير كبير في البلاد ويوصف في التاريخ الجزائري بـ"مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة". كما اتّهم آيت حمودة خلال نفس البرنامج الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين والقيادي الوطني مصالي الحاج بالخيانة.

معارك ضد الموتى!

تداول الجزائريون تسجيلا مصورا للسياسي الجزائري، نور الدين آيت حمودة تضمن تصريحاته عن الأمير عبد القادر الجزائري. تصريحاته هذه تسببت في موجة سخط واسعة عبر وسائل إعلام جزائرية ومواقع التواصل الاجتماعي، كما تسببت في تعليق بث جميع برامج تلفزيون "الحياة" لمدة أسبوع مع إرفاق القرار بإنذار للقناة التلفزيونية.

من جانبه رد حفيد الأمير عبد القادر على تصريحات واتهامات ٱيت حمودة، في مقابلة تلفزيونية مطولة له مع قناة الشروق الجزائرية، طالب فيها النائب السابق بالإعتذار عن ما وصفه من جانبه بـ الإفتراء: "أنت تفتري وعليك أن تعتذر".

اختلفت آراء الجزائرين حول سجن آيت حمودة بتهمة الإساءة للرموز الوطنية، فمنهم من رأى أنه فعل يستحق العقاب، خاصة وأنه استهدف شخصية تاريخية مثل الأمير عبد القادر. في حين اعتبره آخرون "تكميما للأفواه" وكان يتوجب الرد عليه بحقائق ومراجعات تاريخية، كما كتبت الإعلامية الجزائرية، حسينة أوشان في تغريدة على "تويتر“:

من جانبه كتب الصحافي الجزائري، عثمان الحياني، في تدوينة على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، انتقد فيها تصريحات آيت حمودة الذي وصفه بأنه شخص "عندما خسر معاركه السياسية، بدأ يقاتل الموتى".

من جهة أخرى حذر البعض من أن سجن آيت حمودة لا يمثل سوى محاولة من النظام لتقسيم الحراك و إضعافه عبر الاستقطاب الأيديولوجي والمناطقي، كما كتب حسين دجيدل في تدوينة على فيسبوك: 

عرقلة الحراك

في حين كشف آخرون عن الهدف من وراء مثل هذه الأفعال، حيث أوضح المؤرخ الجزائري، رابح لونيسي في حوار له مع صحيفة "الوسط" أن تخوين الأمير عبد القادر هو "تكرار للخطاب الاستعماري الفرنسي“. كما قال المؤرخ الجزائري إن " (…) ضرب الرموز الوطنية هو لعبة دنيئة من أجل إشعال حرب ذاكرة بين الجزائريين وكتمهيد لحرب أهلية(...)“.

من جهة أخرى استعرض بعض نشطاء الحراك، مجموعة من الأحداث التي توالت خلال الفترة الماضية، منها تصريحات آيت حمودة وسجنه واعتبروها محاولة للإلهاء عن العودة إلى الشارع ومواصلة الحراك.

يذكر أن قانوناً صدر عام 2012 أنهى احتكار الدولة للإعلام السمعي والبصري الذي امتدّ نحو خمسة عقود. وتأسّست مذاك أكثر من خمسين قناة تلفزيونية، لكنّ بعضها، ومن بينها "الحياة"، حصلت فقط على اعتماد مؤقت لفتح مكاتب  في الجزائر. وتعتزم السلطات وضع حدّ لنشاط قنوات التلفزة غير المقيمة، على غرار "الحياة"، ما سيجعلها قنوات أجنبية. فهل تعيد هذه الخطوة احتكار الدولة للإعلام في الجزائر؟

إيمان ملوك