1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الثورة المصرية ومشكلة توحيد صفوف المسلمين والمسيحيين

٢٥ سبتمبر ٢٠١١

خرج المسلمون والمسيحيون في مصر معاً إلى الساحات في مظاهرات ضد نظام حسني مبارك. لكن بعد سقوط النظام حصلت تجاوزات بحق المسيحيين، بحسب مصادر قبطية تشتكي من أن المجلس العسكري لم يفعل إلا القليل لحماية الأقلية المسيحية.

https://p.dw.com/p/12etx
كل الطوائف المصرية تناضل لسقوط النظامصورة من: picture alliance / dpa

من المقرر أن تجرى الانتخابات البرلمانية المصرية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، تعقبها الانتخابات الرئاسية. ويعتقد الكثير من المراقبين أن جماعة الإخوان المسلمين سيفوزون بأصوات كثيرة في هذه الانتخابات. ويعتقد الدكتور فؤاد إبراهيم، الباحث المصري المقيم في ألمانيا، أن الجماعات الإسلامية مجتمعة، بما في ذلك السلفيون والصوفيون، سيحصلون على سبعين بالمائة من المقاعد. أما بالنسبة للأقباط فيقول: "أنا أشعر بالتشاؤم للغاية". السبب يعود في ذلك، كما يقول، إلى أن المجلس العسكري وسّع من حجم الدوائر الانتخابية، وهو ما سيقلل من فرص المسيحيين في الانتخابات.

لكن كمال الهلباوي، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا، يرى في حديث مع دويتشه فيله، أن هذه التقديرات مبالغ فيها جداً، متوقعاً أن تحصل الجماعة على خمسة وعشرين بالمائة على الأكثر من المقاعد. وهو مقتنع من أن الدستور الجديد لمصر الذي سيتم اعتماده بعد الانتخابات يجب أن يكون ذا طابع إسلامي. ويقول الهلباوي في هذا السياق: "بالطبع سنتمسك بمادة الدستور التي تنص على أن مصر بلد إسلامي ... نحن في بلد أكثر من تسعين بالمائة من شعبه من المسلمين. والمسيحيون لهم مكانهم في البلد أيضاً".

Flash-Galerie Ägypten Proteste Koran und Kreuz
في منطقة شُبرا بالقاهرة ، يرفع المسلمون والمسيحيون القرآن والصليب كرمز للوحدة الوطنية.صورة من: AP

إلا أن ليس جميع الأقباط مقتنعون بذلك. فالأسقف الأنبا داميان، أسقف الكنيسة القبطية في ألمانيا، يشعر بعدم الارتياح، ويرى أن الشباب الأقباط لم يعودوا مستعدين للتسامح مع أي نوع من التمييز ضدهم.

"لقد سرقوا ثورتنا"

"لقد سرقوا ثورتنا"، هذا ما يقوله فؤاد إبراهيم بغضب، في إشارة إلى الإسلاميين، وينوّه إلى أنهم مدعومون بالأموال من قِبَل بعض الدول الخليجية. ويتابع الأستاذ الجامعي، في مؤتمر صحفي في مقر المنظمة العالمية لحقوق الإنسان بمدينة كولونيا الألمانية، قائلاً: "إنهم مُنظّمون جداً. لقد سخَّـر الإخوان المسلمون ثورة جيل شباب الفيسبوك لصالحهم".

في الأيام الأولى للثورة المصرية وقف المسلمون والمسيحيون معاً في ساحة التحرير واحتجوا معاً ضد نظام مبارك، رغم هجمات ما يسمى بـ"البلطجية" عليهم. وفي حي شُبرا في العاصمة القاهرة، الذي يقطنه أتباع الديانتين، قام المسلمون يداً بيد مع المسيحيين بحماية شوارع الحي من خلال دوريات استطلاعية منتظمة، كما يؤكد كمال الكيلاني، أحد الطلاب المصريين الذين يعيشون في مدينة بون الألمانية. ويضيف الكيلاني قائلاً: "كنا عند إمساكنا بشخص ما نهَب شيئاً ما في الحي، نقوم بمصادرة ما نهبه منه، وكنا نقسم ذلك نصفين: نصف لمساجد شبرا والقسم الآخر لكنائسها".

لكن فؤاد إبراهيم يقول إن الإخوان المسلمين والحركات المتدينة الأخرى، وبعد ذلك بأيام، انتهزوا الفرصة للالتفاف على الثورة وقاموا بإقصاء المتظاهرين الشباب والمسيحيين. ويرى أن ذلك قضى على الأمل الذي لم يدُم طويلاً لدى كثير من الناس في أن يصبح المسيحيون أكثر من مجرد مواطنين من الدرجة الثانية، وفي أنّ الثورة ستجعل من مصر بلداً متسامحاً وسلمياً.

Ägypten Kairo Tahrir Feier Freitagsgebet Flash-Galerie
عشرات الآلاف من المصريين، مسلمين ومسيحيين، احتفلوا في ساحة التحرير بسقوط مباركصورة من: AP

مواطنون من الدرجة الثانية

تُقدَّر نسبة المسيحيين المصريين بعشرة بالمائة، وأغلبيتهم من الأقباط. وكما يوضح الدكتور فؤاد إبراهيم، فإنهم يشعرون بالتمييز ضدهم في بلد دستوره مبني على الطابع الإسلامي. ويضيف إبراهيم أيضاً أن الأقباط بحاجة إلى تصاريح خاصة لبناء وترميم الكنائس، وأن من يحمل اسماً مسيحياً يواجه صعوبة في العثور على وظيفة في القطاع العام أو في الشرطة أو في الجامعة مثلاً. وكشف الباحث المصري عن تجاوزات متكررة في حق بعض الفتيات القبطيات اللواتي لا يرتدين الحجاب وعن هجمات على الكنائس القبطية.

إلا أن الناطق باسم جماعة الأخوان المسلمين في أوروبا كمال الهبلاوي نفى صحة ما رواه فؤاد إبراهيم، مشيراً إلى أن هذه "أمور مبالغ فيها"، مضيفاً أنه "ليست هناك مشاكل كبيرة بين المسيحيين والمسلمين في البلاد". ويشدد الهبلاوي على أن وسائل الإعلام الأجنبية تضخم الوقائع التي حدثت، مؤكداً على أن جميع المصريين يعانون من اضطراب الوضع الأمني​​، وليس المسيحيين فقط.

القبطي فؤاد إبراهيم يرى الأمر بشكل مختلف، ويشدد على أن التوترات بين المسيحيين والمسلمين كانت موجودة دائماً، ويعتقد أيضاً أن "هناك جزءاً كبيراً من السكان المسلمين في مصر أصبحوا لا يتقبلون المواطنين المسيحيين"، مضيفاً أنه "بالطبع هناك العديد من الأصوات المعتدلة في البلد، لكن لا يتاح لها فرصة الظهور ... إن أربعين بالمائة من المصريين أميون يمكن التأثير عليهم بسهولة" من قبل الخطاب الإعلامي الديني.

نعومي كونراد / علي المخلافي

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد