1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الثورة السورية" - صوت الثوار داخل سوريا وخارجها

١٧ يونيو ٢٠١١

يعتمد الشباب السوري والمعارضة بشكل متزايد على الفيسبوك في نقل صوتهم إلى الخارج وتنسيق المظاهرات المعارضة للنظام. وصفحة الثورة السورية هي إحدى الوسائل التي يعتمدون عليها في ذلك، لكن الصفحة تتعرض أيضا لانتقادات.

https://p.dw.com/p/11awh
موقع "الثورة السورية" على فيسبوكصورة من: facebook.com

وكأن التاريخ يعيد نفسه في سوريا، فبعد تونس ومصر حيث نظم الشباب أنفسهم ودعوا إلى المظاهرات عبر الانترنت، هاهو الشباب السوري أيضا يستخدم المدونات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لنقل الأحداث من داخل سوريا وإيصالها إلى شتى أنحاء العالم بالصوت والصورة والكلمة أيضا. وتتعدد المواقع والمدونات الالكترونية التي تحاول كسر التعتيم الإعلامي في سوريا، التي ترفض دخول وسائل إعلام مستقلة أو أجنبية لتغطية الأحداث و تقديم صورة أقرب إلى الواقع وفق وصف المعارضة، التي تصف الإعلام الرسمي السوري بأنه في "خدمة النظام".

ولعل أهم وسيلة لنشر "أخبار الثورة" وللتواصل وحشد المتظاهرين هي صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. أكثر من 200 ألف مستخدم يتابعون الأخبار على الصفحة ويتفاعلون مع الصور والفيديوهات المحملة بالتعليق أو من خلال تقاسم المحتوى المحمل على حساباتهم الشخصية وبالتالي نشره وتعميمه على مستخدمين آخرين ضمن أصدقائهم أو من خلال تحميل فيديوهات أو روابط لتقارير أو لمقالات صحفية عما يجري في سوريا. يذكر أن الصحيفة الفرنسية "نوفل أوبسيرفتور" الفرنسية قد نشرت مقالا حول الصفحة في 26 من شباط/فبراير الماضي قالت فيه إن أكثر من 25 ألف مستخدم مشاركين في الصفحة. وقد تضاعف هذا العدد 8 مرات في غضون بضعة أشهر.

"أخبار الثورة" من سوريا إلى شتى أنحاء العالم

وإلى جانب عنوان الصفحة الذي كتب باللغتين العربية والانجليزية تتصدر حائط الصفحة صورة كبيرة الحجم لشيخ يرتدي الملابس الشامية التقليدية يبدو أنه يقف على جبل أو هضبة تطل على البحر وهو يمسك بيده اليمن عصا خشبية طويلة، فيما يضع يده اليُسرى على حزام ربط على خصره وعلى كتفه الأيمن. كما يبدو أنه يحمل على كتفه الأيسر بندقية اختفت وراء ظهره.

Flash-Galerie Screenshot Facebook-Seite The Syrian Revolution 2011
صفحة "الثورة السورية" تدعو إلى نشر مقاطع فيديو وصور للمظاهرات في سوريا وبالاتصال بوسائل الإعلام الأجنبية والمنظمات الحقوقيةصورة من: facebook.com

وقد كتب على أعلى الصورة "جمعة الشيخ صالح العلي 17 حزيران" وذلك في إشارة إلى المظاهرات التي دعا القائمون على الصفحة إلى قيامها يوم الجمعة 17 /6 /2011 تحت اسم "الشيخ صالح العلي"، وهو علوي ورمز من رموز المقاومة السورية ضد الاستعمار الفرنسي. فيما كُتب في أسفل الصورة "سلمية وحدة وطنية" وذلك في إشارة إلى شعار الثوار السوريين الذين يؤكدون على الطابع السلمي لاحتجاجاتهم الشعبية وعلى أنه لا مكان للطائفية وأن السوريين شعب واحد، وهو ما يفسر اختيار النشطاء لاسم الشيح صالح العلي كشعار لمظاهرات يوم الجمعة على أساس رفض إقصاء أي طائفة أو فئة وأن الهدف هو "إسقاط النظام" كُما كتب على الصفحة.

انتقادات لصفحة "الثورة السورية" ومواقف متباينة

Syrien Anti Regierungs Demo
لولا الانترنت لما وصلت هذه الصورة إلى خارج سوريا حيث تصور مظاهرة مناهضة للأسدصورة من: AP

ولكن يبدو أن إطلاق اسم "الشيخ صالح العلي" على مظاهرات 17 من حزيران/يونيو لم يرق لعدد من المستخدمين، وأثار ردود فعل متباينة بين مؤيد ورافض. وفي سياق متصل يطالب مستخدم تحت اسم يبدو أنه مستعار "مريم حمصية" بإطلاق شعار "جمعة الشغور أو جمعة أهل الشغور". في حين يعبر المستخدم "أفتار سيريا"، وهو اسم يوحي بأنه أيضا مستعار، عن رفضه لاسم "جمعة الشيخ صالح العلي" مطالبا بتغييره: "مرفوض تماما تسمية جمعة صالح العلي، سوف تفقدون مصداقيتكم لدينا إذا استمر تجاهل آرائنا" ويضيف: "يجب تسمية الجمعة باسم رمز لشيء عام ومهم لدى جميع طوائف سوريا."

لكن المستخدم "جون سيلفار"، وهو اسم مستعار أيضا على الأرجح، فيؤيد فكرة إطلاق اسم شيخ علوي على المظاهرات، على الرغم من أن عائلة الأسد بحد ذاتها تنتمي إلى الطائفة العلوية، بحيث يكتب معلقا: "نحنا سمينا جمعه آزادي وجمعة العظيمه بقا لازم نسمي جمعة تخص الطائفة العلوية لكي لا يفكروا إنو الثوره طائفية." يذكر أن آزادي هي كلمة كردية وتعني "حرية" وقد أطلقت على مظاهرات أحد أيام الجمعة، نسبة للأكراد، والجمعة العظيمة نسبة للمسيحيين، فيما أطلق اسم جمعة العشائر على مظاهرات الأسبوع الماضي نسبة إلى القبائل في شرق وجنوب سوريا.

وفي الواقع يعكس هذا التباين في الآراء أيضا انتقادات من قبل نشطاء ومعارضين سوريين للصفحة وللقائمين عليها، حيث يقولون إنها "تستفرد بتحديد أسماء وشعارات المظاهرات دون إشراك جهات أخرى". وكان المعارض السوري اليساري ياسين الحاج صالح قد انتقد الأسبوع الماضي على حسابه في فيسبوك إطلاق تسمية "جمعة العشائر" على المظاهرات، حيث علق: "كان أولى ألف مرة لو سمي هذا اليوم "جمعة الجمهورية" بدل التسمية الخرقاء "جمعة العشائر".

أصحاب الصفحة يؤكدون استقلالهم عن أي انتماء سياسي أو ديني أو طائفي

Syrien Militär Panzer Einsatz
من خلال الانترنت يفضح السوريون ممارسات النظام على غرار إرسال دبابات إلى مناطق الاحتجاجصورة من: picture alliance/dpa

وتتضمن الصفحة روابط لصفحات أخرى تتراوح أسماؤها بين ما هو ثوري على غرار صفحة "يوم الغضب السوري" أو "ثورة حتى الحرية" وأخرى تحمل أسماء ذات طابع إخباري على غرار "شبكة فلاش سوريا". في حين تحمل أخرى أسماء مدن وبلدات سجلت فيها أعمال عنف ومقتل مدنيين على غرار اسم "كلنا شهداء حوران" أو "شبكة دير الزور الإخبارية".

ويصف القائمون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2001" أنفسهم بأنهم "شباب سوريين ومن جميع المحافظات"، مشددين على أنهم لا يتبعون "لأي جهة خارجية: لا أمريكا ولا لبنان و لا إسرائيل ولا للإخوان ولا لخدام ولا 14 آذار ولا أي طرف عربي أو أجنبي ولا أي تنظيم آخر." ويؤكدون أن أهدافهم تكمن في "الحرية وإسقاط النظام"، مشددين على أنهم "يدعون إلى "الحرية والديمقراطية والتعددية المدنية العادلة لكافة أطياف وأعراق وقوميات شعبنا السوري".

ولا يخفى على أحد أن القائمين على الصفحة يسعون إلى لعب دور الوسيط الإعلامي ونشر الأحداث في شتى وسائل الإعلام، حيث تتضمن الصفحة عناوين لا يحصى لها لمختلف وسائل الإعلام العربية مثل الجزيرة والعربية وأخرى أجنبية مثل البي.بي.سي وغيرها بالإضافة إلى عناوين لمنظمات حقوقية مختلفة مثل "هيومن رايتس ووتش".

كما تتضمن الصفحة دعوة واضحة لتصوير المظاهرات في سوريا وغيرها من الأحداث، حيث كتب عليها: "واجبكــــم إيصال مقاطع الفيديو لأكبر عدد ممكن من القنوات الإخبارية والمنظمات الحقوقية العالمية وأي شخص بإمكانه إظهارها للعالم". في غضون ذلك يواصل الناشطون نشر مقاطع فيديو صورت بالموبايل أو صور التقطت لمظاهرات هنا وهناك وتصريحات شهود عيان ينددون بالنظام وأخرى تظهر جثثا وجرحى والدماء تغطيهم. والمستخدمون إما يشجبون أو يتحسرون ويطالبون بمواصلة التظاهر والاحتجاج. وتتشابه تعليقاتهم وصورهم إلى حد كبير مع تلك التي صورها شباب تونس خلال ثورتهم، فهل يعيد التاريخ نفسه في سوريا؟

شمس العياري

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد