1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التصعيد الأمني في بغداد ـ "إشكالية سياسية والتفجيرات تحمل بصمات القاعدة"

٢٦ يناير ٢٠١٠

قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات في العراق، عادت الانفجارات الانتحارية إلى بغداد لتستهدف من جديد مقرات حكومية وفنادق وتقتل العشرات، ليتجدد السؤال عن أسباب التصعيد الأمني الأخير ومن يقف وراءه.

https://p.dw.com/p/LhMr
مسلسل التفجيرات الانتحارية يعود إلى بغداد بعد فترة هدوء نسبيصورة من: AP

أسفر تفجير انتحاري بواسطة سيارة مفخخة عن مقتل 18 شخصا بينهم خمسة من الشرطة، وإصابة ثمانين آخرين وتدمير مقر الأدلة الجنائية في بغداد قبل ظهر الثلاثاء. يأتي ذلك غداة ثلاثة هجمات استهدفت ثلاثة فنادق يرتادهما غربيون وإعلاميون قتل خلالها 36 شخصا.

وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن الكثير من القتلى أو المصابين في تفجير اليوم من الشرطة بعد أن فجر انتحاري السيارة التي كان يستقلها خارج مكتب للطب الشرعي. وأصيب في الهجوم 80 شخصا. فيما أكد مصدر برلماني إصابة حيدر الجوراني النائب عن كتلة "مستقلون" ضمن ائتلاف "دولة القانون" بجروح بينما كان قرب مكان الحادث.

"إشكالية سياسية قبل أن تكون أمنية"

Blick in das irakische Parlament in Bagdad
خلافات سياسية على خلفية استبعاد مرشحين بدعوى انتمائهم إلى حزب البعث العراقي المنحل أو الترويج لهصورة من: picture alliance/dpa

وتثير الهجمات الجديدة شكوكا حول قدرة الحكومة العراقية على الحفاظ على الأمن قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية التي تجرى في السابع من مارس/ آذار. وكانت جهات أمنية عراقية و أمريكية أصدرت تحذيرات من إمكانية تصاعد أعمال العنف قبل هذه الاستحقاقات التي ستجرى في خضم أزمة سياسية ناجمة عن استبعاد أكثر من 500 مرشح للانتخابات بما فيهم قادة بارزون بحجة انتمائهم إلى حزب البعث العراقي المنحل أو الترويج له.

ويرى المحلل السياسي غسان العطية، مدير معهد التنمية والديمقراطية في العراق والمقيم في لندن أن التفجيرات التي حدثت في العراق خلال الأشهر الأخيرة ركزت في مجملها على استهداف المواقع الحكومية الحساسة في بغداد، وهذا بهدف خلق نوع من القلق و الهلع، حسب تعبيره. و يضيف قائلا: " يجب النظر إلى هذه التفجيرات في إطار سياقها العام" معتبرا أن ما يعيشه العراق هو "إشكالية سياسية قبل أن تكون أمنية". ويشير الخبير السياسي العراقي إلى "أن هناك صراعات سياسية إن لم يتم العمل على إيجاد تسوية سياسية لها من منطلق مصالحة وطنية حقيقة سيكون اللجوء للقوة و العنف مستمر".

من ناحية أخرى استبعد المحلل السياسي الألماني البريشت متزغر أن يكون للمترشحين المستبعدين علاقة بهذه التطورات الأمنية، وهو ما ذهب إليه المحلل العراقي غسان العطية قائلا إنه "ليس من مصلحة هؤلاء أن تربط هذه العمليات باسمهم".

"القاعدة تسعى لإجهاض العملية السياسية"

Checkpoint in Baghdad
تحذيرات من تصاعد الهجمات الانتحارية قبل الانتخابات البرلمانيةصورة من: AP

من ناحية أخرى يرى المحلل السياسي الألماني متزغر أن "هذه التفجيرات، التي تحمل بصمات القاعدة، تهدف إلى إجهاض العملية السياسية في العراق، عن طريق التأثير في نفسية الناخب وزرع الخوف لديه ومن ثم دفعه لجهة عدم الإدلاء بصوته في هذه الانتخابات التي وصفها بالمهمة جدا في تاريخ العراق".

وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو رجح اليوم أن يكون تنظيم القاعدة وراء هذه الاعتداءات، و ورفض فكرة أن تكون هذه الهجمات مرتبطة بإعدام وزير الدفاع الأسبق علي حسن المجيد قائلا "لا علاقة لها على الإطلاق بعلي الكيماوي".

وأما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فقد توقعت أمس الاثنين عقب انفجار ثلاث سيارات مفخخة في بغداد، توقعت وقوع مزيد من الاعتداءات في العراق. وأضافت قائلة إن " الإرهابيين، وخصوصا القاعدة، سيواصلون جهودهم في العراق بهدف الإطاحة بمسيرة الشعب العراقي نحو الديمقراطية". و في هذا الإطار يؤكد متزغر "أن العملية السياسية يجب أن تستمر في العراق رغم التصعيد الذي تقوم به القاعدة"، مضيفا أن ذلك من شانه أن يتمم عملية الانسحاب الأمريكي من العراق.

الكاتب: يوسف بوفيجلين

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد