1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التحوّلات في شمال أفريقيا تفرض على الغرب تغيير مواقفه

٩ مارس ٢٠١١

التحولات الحاصلة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، خاصة في مصر ذي الأهمية الجيوسياسية، تفرض على الغرب إعادة التفكير بموقفه، ليس فقط في المجال السياسي، بل وأيضا في المجال الاقتصادي وتقديم المساعدة لشركاء جدد شرعيين.

https://p.dw.com/p/10VH5
اتقادات لمواقف الغرب ازاء ثورات الشعوب في شمال افريقياصورة من: picture alliance/dpa

فاجأت التغيّرات الحاصلة في تونس ومصر العالم، وكذلك الثورة غير المكتملة في ليبيا، ومعها احتجاجات مواطني اليمن والبحرين وعُمان والمغرب، وأقلقت بالتالي الغرب وسياسته. وعلى مدى عقود من الزمن اعتمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا على مستبدين في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا. وللولايات المتحدة سلسلة من القواعد العسكرية في الخليج، ويبذل الأوروبيون جهودا منذ 15 سنة لعقد تعاون وثيق مع شمال أفريقيا في إطارعملية برشلونة.

مصر وموقعها القيادي في المنطقة

وتمثّل المنطقة في المفهوم الجغرافي الاستراتيجي للغرب أهمية كبيرة. وتحتل مصر بشكل خاص، هذا البلد الواقع بين أفريقيا وآسيا، "موقعا قياديا"، على حدّ قول الناشط المصري ضد العولمة ممدوح حبشي. وفي رأي الأخير أن مصر لعبت باستمرار دورا قياديا في المنطقة، ليس فقط منذ زمن جمال عبد الناصر أو قبله محمد علي، بل منذ عهد الفرعون أخناتون، و"هذا ما يعرفه الأميركيون أيضا، ويعود الفضل في ذلك إلى الوضع الجغرافي الاستراتيجي للبلد".

Napoleon
نابلوين قال عن مصر بعد احتلالها عام 1798: " مصر أهم بلد (جيوسياسي) في العالم"

وحتى نابليون قال بعد استيلائه على مصر عام 1798 "إن مصر أهم بلد في العالم". وهذا الكلام "قاله نابليون وليس أنا، وهو قصد بالطبع الأهمية الجيوسياسية".

وتعتبر مصر حجز زاوية الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، فحكومات القاهرة كانت تشكّل الضامن للسلام مع إسرائيل، ولمكافحة الإسلاموية، ولتأمين قناة السويس. ولهذا السبب راقب الأميركيون الثورة التي حصلت في مصر بحذر كبير وبقلق في ما يخص استقرار البلد الذي يلعب في تصوراتهم الاستراتيجية دورا كبيرا.

"مبارك باعنا بثمن رخيص"

وقال الحبشي إن مجلس الأمن الوطني الأميركي كان في حال انعقاد دائم وبحث الوضع في مصر يوميا وحلّله، الأمر الذي يبرز أهمية البلد في خططهم، ما لفت نظر حتى المصريين العادين الذين خرجوا للتظاهر. وعندما رأوا حجم ردود الفعل الدولية هذه لاحظوا "كم أن مبارك باعنا بالرخص فيما نحن أهم مما كنا نعتقد".

وتابع حبشي أن "من الطبيعي أن السارق غير قادر على بيع شيء سرقه بقيمته الحقيقية، ولا بد أن يبيعه بثمن أقل من سعره الفعلي" و أضاف "من هنا فان ثمن الشراكة مع الغرب يمكن أن يرتفع لاحقا، وكذلك المطالبة بالمساواة في الشراكة".

حجازي: عملية برشلونة لم تنجح لغياب شركاء

Ägypten USA Libyen Flugzeugträger Kearsarge im Suezkanal
حاملة الطائرات الأميركية كيرزارغ تقطع قناة السويس إلى البحر المتوسط قادمة من المحيط الهندي والخليجصورة من: AP

وتعتقد الباحثة في الشؤون المصرية في مركز الشرق الحديث في برلين صونيا حجازي أن التحولات الجارية حاليا في المنطقة "هي فرصة للجميع وليست تهديدا". وأضافت أن عملية برشلونة حول شراكة الاتحاد الأوروبي مع دول المنطقة لم تنجح لأن أهداف المشاركة المتنامية والتوزيع الاقتصادي العادل على المواطنين، وتنظيم الهجرة الشرعية، والتزام حقوق الإنسان لم تجد شريكا فعليا لها في أنظمة هذه الدول، أما الآن فان الإمكانية ستتوافر بعد انتخاب حكومات شرعية.

وتابعت أن هذا يشترط بالطبع وجود استعداد لدى الأوروبيين لإعطاء دول المنطقة الحقوق ذاتها وفتح أسواقهم أمام منتجاتها الزراعية. لكن لوبي المزارعين الأوروبيين القوي منع حصول ذلك حتى الآن.

وقال مجدي الجواهري الذي يعيش في ألمانيا منذ نصف قرن وشارك المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة في جزء من ثورتهم إنه إذا أرادت أوروبا دولا ديمقراطية ومستقرة في شمال أفريقيا فعليها تقديم المساعدة لها لكي تقف المنطقة على رجليها اقتصاديا.

بيتينا ماركس/اسكندر الديك

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد