1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإنترنت المفتوح – ضحية الرقابة والأنظمة الدكتاتورية

مونيكا غريبلير/ يؤاخيم زيغيلو١ أكتوبر ٢٠١٢

يمكن الحصول على ثروة هائلة من معارف العالم ببضعة ضغطات في الإنترنت المفتوح عالمياً لتبادل المعرفة، لكن بعض الأنظمة باتت تفرض قيوداً تفرض حدوداً على فضاء الإنترنت، من أجل حجب الصفحات والمواقع المنتقدة لسياساتها وتوجهاتها.

https://p.dw.com/p/16Dzn
FILE - This June 15,2009, file photo shows a photo of defeated Iranian presidential candidate Mir Hossein Mousavi, left bottom, next to a broken computer monitor in a room in a Tehran University dormitory after it was attacked by militia forces during riots in Tehran, Iran, in the early hours of Monday . Overnight, police and militia stormed the campus at the city's biggest university, ransacking dormitories and arresting dozens of students angry over what they claim was election fraud. Iran's media clampdown seeks to restrict what its citizens and the world can see of street protests. But it's the Internet age, and protesters can take video and photos with cellphones and transmit them over the Web - a huge change from the primitive communications during Iran's 1979 revolution. (AP photo)

يرى البروفسور فولفغانغ كلاينفيشتر الخبير في شؤون سياسة الإنترنيت من جامعة آرهوس أن الإنترنيت باتت مهدداً. كما يعبر فينتون جي كيرف، وهو أحد آباء الإنترنيت، يرسم صورة قاتمة عن الإنترنت، ويضيف بالقول: "الإنترنيت المفتوح بات اليوم مهدداً أكثر من ذي قبل، إذ تظهر معالم صراع دولي. وهو صراع سيحسم في مستقبل الإنترنيت".

الرقابة والمراقبة الشديدة يهددان حياة الإنترنيت الحر والمفتوح والعالمي، والأسلحة متنوعة، إذ يمكن سد حجب مواضيع معينة أو صفحات بأكملها أو "خنق" بعض الوصلات، كي تنخفض سرعة تحميل الصفحات الموجودة على الإنترنت أو لا تُفتح إطلاقاً، ويُجبر مستخدمو الإنترنت على تسجيل عناوين الـ IP الخاصة بهم بالاسم. وهناك حكومات تبني عوالم إلكترونية موازية بعروض لغوية خاصة بها، كي لا يسعى المستخدمون إلى الحصول على صفحات إلكترونية غربية.

من الإنترنيت إلى الشبكة الداخلية "الإنترانيت"

"تكمن أكبر مخاطرة في إعادة ما يسمى بـ"الإنترنيت اللا محدود" إلى حدوده كما كانت في القرن العشرين"، كما يقول كلاينفيشتر، إذ تتم إعادة تحديد الإنترنيت محلياً، وهذا يعني أن الإنترنيت يتحول إلى شبكة داخلية "إنترانيت". وتلعب الصين من خلال "الجدار الناري العظيم" وإيران من خلال "الشبكة الحلال" دوراً طليعياً في ذلك.

Internet Zensur in China, Eine Meldung von Tudou.com, ein Internet Video Dienst in China. "Ihr Video wurde leider gelöscht. Grund: nicht geeignet zu veröffentlichen. Bitte solchen Videos nicht mehr uploaden." Datum:10.07.2012
الرقابة على الإنترنت في الصين

سنة 2002 فرضت أربع حكومات فقط رقابة الإنترنيت، أما عدد هذه الحكومات اليوم فيبلغ أكثر من 40 حكومة. وفي الآونة الأخيرة ازداد عدد التقارير بهذا الشأن من آسيا مثلاً، فعندما حصلت في آب/ أغسطس الماضي في الهند نزاعات دينية أغلقت الحكومة صفحات إلكترونية ومواقع اجتماعية لمنع انتشار الشائعات. وتلجأ القيادة الفيتنامية إلى محاكمة المدونين. وفي كوريا تتم غلق مدونات منتقدي الحكومة ببساطة.

أقدمت أثيوبيا أيضا التي لا تستخدم إلا نسبة أقل من واحد بالمائة من سكانها الإنترنيت، على تصفية الصفحات الإلكترونية وقطع الاتصلات في الشبكة ومراقبة الرسائل الإلكترونية، وذلك بحجة الحفاظ على الأمن الوطني. وأصبحت هذه الحجة إحدى أهم المصطلحات المستخدمة في لغة الدبلوماسيين.

ضرورة إدانة الدول القمعية

تنعكس المراقبة أيضاً على حالات كثيرة من القتل والاعتقال، فقد أفادت منظمة "مراسلون بلا حدود" أنه قُتل هذه السنة حتى الآن على الصعيد العالمي 29 صحفياً ونشطاً في الإنترنيت، وتم اعتقال 127 منهم. ويشكل هذا انتهاكاً لمبدأ من مبادئ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إذ أن المجلس اتخذ في الربيع الماضي قراراً ينص على أن حقوق الإنسان سارية المفعول، سواء كان ذلك في الشارع، أو في الإنترنت.

An Iranian man uses a computer in an internet cafe in central Tehran, Iran, Tuesday, Jan. 18, 2011. Iran's top police chief envisions a new beat for his forces: patrolling cyberspace. "There is no time to wait," Gen. Ismail Ahmadi Moghaddam said last week at the opening of a new police headquarters in the Shiite seminary city of Qom. "We will have cyber police all over Iran." The first web watchdog squads are planned in Tehran this month - another step in Iran's rapidly expanding focus on the digital world as cyber warfare and online sleuthing take greater prominence with the Pentagon's new Cyber Command and the secrets spilled to WikiLeaks. (ddp images/AP Photo/Vahid Salemi)
في إيران يتم حجب الكثير من مواقع الإنترنت لأسباب مختلفةصورة من: AP

عن ذلك يقول كلاينفيشتر "إن هذا قرار أساسي، إذ أنه يتيح لنا إمكانيات أكثر لانتقاد دول تدعي بأن الأمر يختلف في الإنترنيت وأنه من الضروري إقرار بعض القيود لأسباب أمنية". إلا أنه لا يتم فرض عقوبات حقيقية على الدول المعنية، وإنما ولا يتجاوز الأمر التنديد بها أمام الرأي العام العالمي فقط. ورغم أن ذلك لا يشكل حلاً، إلا أنه يترك آثاره على الدول المعنية، كما يقول كلاينفيشتر. غير أن الغرب أيضاً الذي ينتقد مراراً المراقبة في دول مثل الصين وإيران، ليس مثالياً كلياً.

الديمقراطية ضد الدكتاتورية

"لا يوجد على الصعيد العالمي إلا بعض الدول ومزودي خدمة الإنترنت الذين يمتنعون عن المراقبة"، كما يقول جيرمين بروكس رئيس منظمة مبادرة الشبكة العالمية. ويضيف بروكس بالقول: "وإذا تقوم دول ديمقراطية بالمراقبة، يتم ذلك بعد مناقشات شاملة بشأن نشرات ضارة محتملة قد ينبغي مراقبتها". والجدل الحالي بشأن فيلم الفيديو الذي يسخر من النبي محمد، هو أفضل مثال على ذلك. فهذا الفيلم الذي يعرض حالياً على الإنترنيت والذي يدفع آلاف المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى القيام بنشاطات احتجاجية شديدة تسفر عن مقتل أشخاص أو إصابتهم. فهل ينبغي حظر نشر هذا الفيلم؟

Shite Muslim supporters of the Imamia Student Organization (ISO) shout slogans as they burn a U.S. flag during an anti-American demonstration in Peshawar September 14, 2012. Some 40 protesters gathered to take part in the protest to condemn a film being produced in the U.S. that insulted Prophet Mohammad. REUTERS/Fayaz Aziz (PAKISTAN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST RELIGION)
فيلم "براءة المسلمين" أثار احتجاجات شديدة في العالم الإسلامي، فهل يُعد حجبه رقابة؟صورة من: Reuters

تعتبر السويد دولة مثالية فيما يخص استخدام الشبكة الإلكترونية، فنسبة 90 بالمائة تقريباً من مواطنيها تستخدم الإنترنيت. وتقدم الحكومة العديد من عروضها على الإنترنيت أيضا لإشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين في اتخاذ قراراتها. وتقف البلاد في مقدمة "مؤشر الويب" الذي يعتبر مقياساً لمدى انتشار الإنترنيت ومدى استخدامه في 61 دولة. وهى قائمة صدرت هذه السنة للمرة الأولى.

إلا أن السويد أيضاً تحجب صفحات إلكترونية معينة، بينها الصفحات الإباحية مثلاً التي يظهر فيها أطفال. ويتم حجبها بالاعتماد على قوائم سوداء لمنع فتح مثل هذه النشرات. ورغم نبالة هذا الهدف، إلا نشطاء الإنترنيت ينتقدون أن وضع القوائم لا يتم بصورة شفافة. وعلاوة على ذلك ينتقد حماة المعلومات ما يسمى بتخزين المعلومات الاحتياطية الذي أدخلته السويد، شأنها في ذلك شأن غيرها من دول الاتحاد الأوروبي في الربيع الماضي. وهذا يعني أنه يتم الآن تخزين المعلومات حول المستخدمين لمدة ستة أشهر. ويمكن مراجعتها في هذه الفترة.

"إلا أنه لا يمكن لهذا السبب مقارنة النظام السويدي بالأنظمة في دول غير ديمقراطية"، كما يقول فرانك بيلفراغه نائب وزير الخارجية السويدي، "فحكام هذه الدول يريدون مراقبة مواطنيها بواسطة الإنترنيت والحفاظ على مجتمعات معادية للديمقراطية في هذه الدول".

برمجيات من الغرب

ترى بعض الشركات الغربية في تجارة تكنولوجيات رقابة الإنترنت التي تمكن من مراقبة أجهزة الكمبيوتر والتجسس على مستخدميها، صفقة رابحة لها. "ولا تحد الحكومات الغربية هذه التجارة حالياً، فهي تمتنع عن نشر معلومات حول أنواع التكنولوجيات التي يسمح بتصديرها وحول الأماكن التي يتم تصديرها إليها. وهذه مشكلة كبيرة"، كما يقول إيريك كينغ من منظمة بايفسي إينترناشينال (Privacy International) غير الحكومية التي تقوم بمراجعة طرق تصدير البرمجيات الرقابية.

Wer hat das Bild gemacht/Fotograf?: DW/Monika Griebeler Wann wurde das Bild gemacht?: 14.09.2012 Wo wurde das Bild aufgenommen?: Berlin Bildbeschreibung: Der Konferenzvorsitzende Prof. Wolfgang Kleinwächter
كلاينفيشتر: حقوق الإنسان يجب أن تكون مكفولة في الإنترنت أيضاً.صورة من: DW

ويشاركه زميل له رفض ذكر اسمه، في هذا الرأي. وأشار إلى نشطاء إيرانيين تم التجسس على كومبيوتراتهم ورفع المعلومات المتوفرة فيها إلى الحكومة، وذلك بالاعتماد على برنامج ألماني باعته شركة بريطانية. ورغم أن النشطاء الإيرانيين يطالبون بحظر تصدير البرمجيات المعنية، فإن السياسيين المسؤولين مترددون في ذلك، إي أن الأمر هنا يدور حول التناقض القائم بين تحقيق أهداف نبيلة وممارسة سياسة واقعية. "ومن المهم البدء بإجراء نقاش بهذا الشأن يؤدي فيما بعد إلى نتائج مهما كانت"، كما يقول فولفغانغ كلاينفيشتر.

الإنترنيت 2032

من جهة أخرى، فإن هناك أنباء جيدة أيضاً، ففي الصين مثلاً تحصل نسبة عشرة بالمائة من المستخدمين على معلومات غير خاضعة للرقابة عن طرق غير مباشرة تتمثل في استخدام خادم بروكسي (Proxy) مثلاً أو شبكات مشفرة مثل شبكة تور (TOR) التي تستبعد التحقيق من هوية المستخدمين.

رغم أن جيرمين بروكس من "منظمة مبادرة الشبكة العالمية" يرى أن ذلك لن يؤدي إلى تغير سريع، إلا أنه يقول من جهة أخرى: "إن طرح قوانين مثالية قبل كل شيء على الدول المعنية وإيضاح آثار هذه القوانين الإيجابية على اقتصادها يتيحان الفرصة لتطوير الإنترنيت في الاتجاه الصحيح"، أي تطويره نحو إنترنيت حر ومفتوح ولصالح للاستخدام على الصعيد العالمي، كما كان أصلاً.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات