1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رحلة سرية إلى قلب عالم الإخوان المسلمين

نعومي كونراد/ ي.أ٣ يوليو ٢٠١٥

قبل عامين من الآن، أرغمت جماعة الإخوان المسلمين على العمل السري في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي. كما تم إعلان الجماعة في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي تنظيماً إرهابياً، ما أدى إلى تنامي التوتر بين الطرفين.

https://p.dw.com/p/1FsH9
Ägypten Prozess Muslimbrüder , Mohamed Badie
صورة من: Reuters/A. Waguih

أثناء شق سائق سيارة الأجرة لطرقات القاهرة في ساعات ما بعد الظهيرة، يشير بيده إلى أحد المساجد بجانب الطريق، والذي أُغلق مدخله بأسلاك شائكة ويحرسه عدة جنود يقفون بجانب دبابة. يهز سائق سيارة الأجرة كتفيه قائلاً، إن المسجد مغلق منذ "ذاك اليوم".

في هذا المكان قبل نحو عامين، أي في مطلع يوليو/ تموز من عام 2013، تجمع محتجون للتظاهر ضد عزل الرئيس الأسبق والعضو في جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، وذلك عقب احتجاجات شعبية عارمة طالبته بالتنحي. وبعد ستة أسابيع من الاحتجاج على عزله، تحركت قوات الأمن لفض الاعتصامات في ميدان رابعة العدوية، الأمر الذي أدى إلى مقتل المئات.

وليس ببعيد عن ميدان رابعة، تجلس عائشة والوجوم يعلو وجهها في غرفة المعيشة بشقتها. تبلغ عائشة من العمر 32 عاماً وهي أم لثلاثة أطفال، وتقول، إن يوم فض الاعتصام كان من "أصعب أيام حياتي"، مضيفة: "فجأة، بدأت الدنيا تمطر رصاصاً". في ذلك اليوم، شهدت عائشة مقتل العديد من أصدقائها.

Porträt - Aisha el-Shater
عائشة الشاطر، ابنة القيادي في الإخوان، المحكوم بالإعدام، خيرت الشاطرصورة من: DW/N. Conrad

العودة إلى العمل السري

أنشئت جماعة الإخوان المسلمين قبل نحو ثمانية عقود من أجل تعزيز دور الإسلام في المجتمع. ورغم منعها في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أن نظامه تحملها. أدار الإخوان شبكة من المؤسسات الخيرية، ووصلت إلى قمة تألقها السياسي لفترة وجيزة بعد الثورة التي أسقطت مبارك عام 2011.

وتقول عائشة، إنها ليست عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، ولكن والدها، خيرت الشاطر، هو بالتأكيد أحد قيادييها. فهو يعتبر أهم مسؤولي التمويل في الجماعة، وترشح لرئاسة الجمهورية عام 2012، لحين أن تم شطبه من اللوائح من قبل لجنة الانتخابات.

أما اليوم، فقد تم تجميد ممتلكات وأرصدة عائلة الشاطر، وهو يقبع الآن في السجن بعد تأكيد حكم الإعدام بحقه إلى جانب مرسي والمئات من أعضاء وأنصار الإخوان. لكن عائشة قلقة من أن الأمور قد تسوء أكثر من ذلك، لاسيما بعد اغتيال النائب العام هشام بركات، والذي ينظر إليه على أنه مهندس حملات اعتقال الإخوان المسلمين ومعارضي النظام، والذي قتل في تفجير طال موكبه يوم التاسع والعشرين من يونيو/ حزيران.

شباب يتحدون أجهزة الأمن

وتوضح عائشة أن العرف السائد في مصر هو "إلقاء اللوم الأعمى على الإخوان المسلمين" في أي شيء سيء يطال مصر. وتتابع بالقول: "ولكن إذا ما فكرنا بذلك فعلاً، فإن كل قيادات الجماعة في السجن". ومن هم ليسوا في السجن فروا إلى خارج مصر، وخاصة إلى اسطنبول.

وبالتالي، بقيت مهمة العمل من أجل الجماعة في مصر مقصورة على الشباب والشابات، مثل شمس، البالغ من العمر 22 عاماً، والذي وافق على مقابلة DW في إحدى الشقق بالقاهرة بشرط عدم الإفصاح عن هويته. فأي شيء يقوله يمكن أن تكون له انعكاسات خطيرة عليه، وهو يحذر من أنه سيعتقل فور معرفة أي أحد بأنه عضو في الإخوان المسلمين.

انضم شمس إلى الجماعة عام 2011، حسب قوله، لأنه كان منجذباً إلى قيمهم الدينية. وفي بادئ الأمر، كان أفراد خلية الحي الذي يقيم فيه، والذي كان عددهم بين سبعة وثمانية أشخاص، يجتمعون في مسجد الحي لمناقشة الدين والثقافة أو حتى السياسة السورية. ولكن في الوقت الراهن، وبعد ما يسميه شمس بالانقلاب العسكري، فإنه وإخوانه يلتقون خفية في شققهم الخاصة، والنقاشات أصبحت محصورة في السياسة المصرية.

ومرة أو اثنتان في الأسبوع، يتلقى شمس اتصالاً يدعوه إلى "عشاء خاص"، وهو الرمز الذي تستخدمه خليته لتنظيم مسيرات تتحدى النظام. ويعتبر شمس أنه في نهاية الأمر، فإن الوضع الأمني والسياسي سيتدهور إلى درجة أن النظام سيسقط من تلقاء نفسه، حسب ما يقول.

ويتابع شمس بابتسامة: "الإخوان المسلمون بحاجة إلى قادة جدد وأشخاص يمكنهم اتخاذ دور قيادي أكثر فاعلية، وذلك من أجل إدارة المعركة مع النظام"، ولكنه يستدرك بالقول: "والتي يجب أن تبقى سلمية".

Polizei auf dem Rabaa-Platz
عناصر من الشرطة المصرية تقف في ميدان رابعة العدوية (أرشيف)صورة من: DW/M.Hashem

أسامة مرسي: لا يمكنني ضمان أي شيء

السلمية ليست أمراً مسلماً به لدى الإخوان. على شرفة أحد المقاهي في أحد أغنى أحياء القاهرة، كان لـDWلقاء مع أسامة مرسي، ابن الرئيس السابق محمد مرسي، والذي درس المحاماة ويعمل حالياً مستشاراً قانونياً دولياً. حضر أسامة إلى اللقاء مرتدياً ملابس أنيقة وساعة فضية.

اختار أسامة اللقاء في المقهى لأن اللقاء في بيته سيشكل خطراً كبيراً، حسب قوله، وهو يؤمن بسيادة القانون واللاعنف، ويشدد على الحاجة إلى "القانون الديمقراطي والدستوري"، مضيفاً أن والده ما يزال الرئيس الشرعي للبلاد وأنه أزيح من منصبه من قبل "عناصر تابعة لنظام مبارك"، والتي قامت بـ"انقلاب" عليه. كما ينفي أسامة مرسي الاتهامات الموجهة لوالده بأنه حاد عن الديمقراطية أثناء حكمه للبلاد.

محمد مرسي، مثل عدد من قادة الإخوان، ما يزال محتجزاً في زنزانة انفرادية بمكان غير معروف. وخلال الحديث معه، يميل أسامة هامساً: "الناس (ليس الإخوان فحسب، بل الناس عموماً) كسرت حاجز الخوف في ثورة 25 يناير. وإذا ما تمكنت من كسر هذا الحاجز مرة، فإنها قادرة على كسره مرة أخرى".

ولكن في مصر اليوم، يبدو الأمر مجهزاً لمواجهة جديدة بين الإخوان والحكومة، إذ بعد مقتل النائب العام بركات بأيام قليلة، قامت القوات الخاصة بقتل عدد من أعضاء الإخوان المسلمين في غارة على شقة بأحد أحياء القاهرة.

وبحسب أحد الصحفيين المصريين، فإن مصر "مقبلة على صيف حار جداً".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد