1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الإخراج السينمائي في ألمانيا مغامرة محفوفة بالتحديات بالنسبة للطالب العربي

١٠ أكتوبر ٢٠١١

أي آفاق لمهنة المخرج السينمائي في ألمانيا بالنسبة لطالب أجنبي؟ دويتشه فيله حاورت رامي حمزة، مخرج فلسطيني شاب يحاول أن يشق أولى خطواته في المجال السينمائي، لكن مشواره لا يخلو من الصعوبات والتحديات الكبرى.

https://p.dw.com/p/12k2H
مهنة الإخراج السينمائي تتخللها عدة صعوباتصورة من: picture-alliance/ dpa

يمكن للطالب في ألمانيا دراسة الإخراج السينمائي والتلفزيوني في سبع معاهد إعلامية وسينمائية تابعة للدولة، هذا إلى جانب معاهد أخرى خاصة. كل سنة يقبل حوالي ستين طالبا على التسجيل في هذه التخصصات السينمائية، هدفهم جميعا الاشتغال مستقبلا كمخرجين سينمائيين. لكن القليل من هؤلاء الطلبة يستطيعون تحقيق هذا الحلم. الكثير من هؤلاء الطلبة تضطرهم الظروف للاشتغال كمخرجين لبعض المسلسلات التلفزيونية أو الإعلانات، ومنهم من يغير المهنة من الأساس ويتخلى عن الحلم.

رامي حمزة درس الإخراج السينمائي في معهد الفنون والإعلام في كولونيا وتخرج منه هذه السنة. رامي هو طالب ألماني ينحدر من أسرة عربية، والده فلسطيني وأمه سورية. غير أنه يعتبر نفسه جزءً من المجتمع الذي يعيش فيه. تعايش الثقافات داخل مجتمع واحد لا يشكل بالنسبة له موضوعا أساسيا قد يشتغل عليه في المستقبل، فهو يريد أن يسلط طريقا آخر غير الطريق الذي سلكه "فاتح أكين" المخرج الألماني المشهور ذي الأصول التركية.

فيلم سيئ كان سببا في دخولي معهد السينما

Graffito Wand
مشهد من فيلم " غرافيتو" الذي لم تتجاوز تكلفته 4000 يوروصورة من: Mischa Leinkauf

يعشق رامي إخراج الأفلام، لكن تعلقه بالإخراج السينمائي لم يكن بسبب إعجابه بمخرج أو ممثل معين، كما هو الحال بالنسبة للكثير من طلبة معهد السينما. يقول رامي: "عندما كان عمري عشرين سنة شاهدت فيلما ألمانيا أثر في مساري، ذلك أنه كان سيئا للغاية لدرجة جعلتني أقول أستطيع إخراج فيلم أحسن من هذا. منذ ذلك الوقت قررت احتراف الإخراج السينمائي". وقد اجتاز رامي امتحان دخول المعهد بنجاح، حيث طُلب منه إخراج فيلم قصير حول موضوع "الجهة المقابلة" فقام بإخراج فيلم عن جيرانه لقي استحسان أعضاء لجنة الاختيار في المعهد، فقُبل على الفور.

لا تقتصر دراسة رامي على الوقوف فقط خلف الكاميرا بل أمامها أيضا كممثل. فالإخراج والتمثيل هما جزءان من الدراسة. لرامي نظرة خاصة لمهنته كمخرج، فهو يريد أن يجعل الناس تضحك، لا تروق له الأفلام الغارقة في التجريب باسم الفن، فهو لا يستطيع مثلا أن يحدد تعريفا للفن الجيد وغير الجيد. بالنسبة له إما أن يعجبه الفيلم أو لا يعجبه. كما يعتبر رامي كرة القدم فنا كبيرا أيضا، غير أنه وعلى عكس الأفلام لا يمكن له أن يكتب نهاية مباراة كرة القدم كما يكتب نهاية فيلم سينمائي.

ما بين النظرية والتطبيق

Rami Hamze
المخرج الألماني من أصل فلسطيني رامي حمزةصورة من: Babak Behrouz

تلقى رامي أثناء دراسته دروسا في عدة مواد مرتبطة بالفن التشكيلي وفن الفيديو والتمثيل والإعلام، لكن كل هذه المواد لم تكن مغرية بالنسبة إليه كطالب. قام رامي خلال دراسته بإخراج ثلاثة أفلام قصيرة وفيلما وثائقيا من خمس وأربعين دقيقة. كما أخرج مع زملائه فيلما بعنوان "غرافيتو" سنة 2009 والذي عرض في نيويورك. وقد قام رامي بلعب الدور الرئيسي في الفيلم، الذي ارتكز على قصة ذات طابع أمريكي، أي البطل الفقير الذي يتحول في النهاية إلى مليونير. لم تكن ميزانية إخراج هذا الفيلم كبيرة، حيث استطاع رامي وزملاؤه انتاج الفيلم بتكلفة قدرت بحوالي 4000 يورو. لكن هذا النوع من المشاريع السينمائية لا يدر دخلا كبيرا، وهو أمر يعيه رامي و زملاؤه. لذلك فهو يبحث الآن في كولونيا عن منتج سينمائي يتبنى مشروعه السينمائي الجديد و يموله.

"لا أموال اذن لا سينما"

لا يعتمد رامي على مهنته كمخرج ليؤمِن تكاليف المعيشة، فهو يشتغل كمدرب في بعض الورشات الفنية حيث يقوم بنقل معارفه السينمائية إلى طلبة آخرين. كما يقوم بهذا النوع من الورشات في دول أخرى. ففي السنة الماضية كان رامي في المناطق الفلسطينية، حيث قام بمساعدة بعض الشبان الفلسطينيين والألمان في كتابة روبورتاجات قصيرة. كما سافر أيضا إلى هاييتي لنفس الهدف. حاليا يشتغل رامي في ثلاث ثانويات في مدينة كولونيا، ويقوم صحبة بعض الطلبة بإنجاز أفلام قصيرة. وتفاجئ رامي غزارة الأفكار الجيدة التي يقترحها هؤلاء الطلبة، كما يقول. ورغم كل الصعوبات ما يزال رامي متفائلا وينظر إلى المستقبل بمنظار وردي، ولا يريد أن يستسلم أو أن يترك المهنة كما فعل الكثيرون. مازال ينتظر لحد الآن فرصة تنقله إلى عالم السينما والشهرة الحقيقيين.

ماريا روتينغر/ ريم نجمي

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد