1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الألماني السوري محمد زمار.. جهادي من الرعيل الأول

٢٠ أبريل ٢٠١٨

الألماني السوري محمد حيدر زمار اعتقلته قوى أمن كردية بشمال سوريا، وهو يُعد من المروجين الأوائل للجهاد. رجال مثله يتركون وراءهم في الشرق الأوسط وأوروبا تركة خطيرة، فكثيرون ممن تبعوا نداءه يتحركون بين الشرق الأوسط وأوروبا.

https://p.dw.com/p/2wMHX
Mohammed Haydar Zammar
محمد حيدر زمارصورة من: AP

جاء رد الشرطة الجنائية الألمانية بسرعة. وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية طلبت من السلطات الألمانية في أكتوبر 2001 معلومات حول محمد حيدر زمار. ماذا كانت تعرف الشرطة الجنائية الألمانية عن المواطن الألماني من أصل سوري، أحد الواقفين المزعومين وراء اعتداءات الـ 11 من سبتمبر/ أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن؟ الشرطة الجنائية الألمانية ردت، وقالت إن زمار موجود في المغرب. وفي الـ 8 من ديسمبر/ كانون الأول في الساعة 06:45 سيطير من الدار البيضاء إلى ألمانيا.

Steinmeier sagt vor BND-Untersuchungsausschuss aus
وزير الخارجية الألماني الأسبق فرانك فالتر شتاينماير أمام لجنة التحقيق صورة من: picture-alliance/ dpa

هذه الرحلة لم يستخدمها زمار أبدا. في صباح الـ 8 من ديسمبر قبل الرحلة بقليل اعتقله كوماندوس خاص مغربي، على ما يبدو بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية. بعدها بقليل تم نقل زمار إلى سوريا. هناك حُكم عليه أولا بالإعدام في 2007، بسبب عضوية مزعومة في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا. وبعدها تم تحويل الحكم إلى عقوبة سجن تدوم 12 عاماً.

فهل قبلت الحكومة الألمانية السابقة عملية الخطف عندما أبلغت المخابرات المركزية الأمريكية بمعلومات حول زمار؟ وزير الخارجية الأسبق فرانك فالتر شتاينماير نفى هذه التهمة في 2008 أمام لجنة تحقيق. ووصف الاتهام بأنه "ترهة كاملة". و"لأسباب إنسانية" بذلت وزارة الخارجية الألمانية الجهد لإطلاق سراح زمار. إلا أن حكومة الأسد لم تتجاوب مع تلك الجهود ـ فظل زمار في السجن. وأُطلق سراحه في نهاية 2013 في إطار تبادل للأسرى بين الحكومة السورية وجماعة "أحرار الشام"، التي أفرجت في المقابل عن جنود سوريين مخطوفين. وزمار لم يستغل فرصة العودة إلى ألمانيا، وفضل البقاء في سوريا. وفي شمال البلاد تم الآن اعتقاله من طرف قوى أمنية كردية.

نظام الأسد والجهاديين

زمار من مواليد 1961، إنه جهادي من الرعيل الأول، وهو يعرف السلوك الغريب لنظام حافظ الأسد (1930ـ 2000) وبعده ابنه بشار الأسد في التعامل مع الجهاديين. فبعدما حارب الأسد الأب بعنف الجهاديين في التسعينات، حاول في منتصف التسعينات استخدامهم لنيل مصالحه. "النظام في دمشق اعتبر الإسلامويين ربما أداة وحيدة لتحسين موقعه في المنطقة وكسب التأثير تجاه جيرانه وبسط الهدوء داخل البلاد"، كتب الخبيران في شؤون الشرق الأوسط مايكل فايس وحسن حسن في كتابهما :"ISIS Inside the Army of terror". والمعادلة كانت بسيطة: من يتحكم في الإرهابيين لا يتردد في ممارسة أقوى أشكال العنف ويملك أداة في يده يمكن من خلالها أن يفرض مصالحه.

Salafist - Deutschland
رومانسية الجهاد: صفحة في الانترنت تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)صورة من: Imago/Reporters/M. Meuris

الفتى ينشأ على ما عوده عليه أبوه

والنظام السوري استخدم بشكل كبير الجوكر الجهادي في بداية العقد. وبعد اعتداءات سبتمبر 2001 ظهرت بوادر الغزو الأمريكي للعراق. بشار الأسد حينها كانت له سنتان ونصف في الحكم وكان يرى في ما روج له الرئيس جورج بوش من ضرورة "تغيير النظام" في العراق، خطراً يهدد حكومته أيضاً.

"بالنسبة إلى الأسد لم تكمن المشكلة في أن تدخل أمريكا بلداناً عربية لتنفيذ تغيير حكومي"، كتب الخبيران فايس وحسن. ولهذا قرر الأسد المراهنة على الجهاديين. وكان يريد تحذير الأمريكيين بذلك. والرسالة كانت واضحة:" اتركوني وشأني ـ وإلا أرسلت إليكم مزيداً من الإرهابيين ليقتلوا جنودكم"، كما استشهد فايس وحسن بالدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي.

بالجهاديين ضد المعارضة

وحتى في رد فعل على حركة الاحتجاج في عام 2011 استعمل الأسد الجهاديين. فعندما اشتدت المواجهة بين المتظاهرين والنظام، عمل الأسد على إطلاق سراح جزء من الجهاديين من داخل السجون السورية. والحساب كان أنهم سينضمون إلى المتمردين أو تشكيل مجموعات معارضة مستقلة. وبهذا الشكل كان بإمكانه وصف المعارضة كجهادية. "الانتماء الديني تم منذ البداية توظيفه من قبل الأسد بعناية كأداة قمع" كما يذكر فايس وحسن عن المحلل شيراز ماهر حول استراتيجية النظام.

Großformatiges Plakat in der Altstadt von Damaskus
استراتيجيات قوة تتسم بالسخرية. صورة لحافظ الأسد وابنه بشار على أحد المباني في البلدة القديمة بدمشقصورة من: DW

 أما الأشياء الأخرى كلها فقام بها الجهاديون. في فيديوهات عبر الإنترنيت هللوا للكفاح ضد النظام. والمطلوب هو الدفاع عن المسلمين وتأسيس مجتمع جديد وعادل ويخشى الله. وهذا ما جلب اهتمام الكثير من الشباب. "هنا القلوب فعلا منفتحة. والإنسان يبتسم ويشعر بالتعاطف"، يقول الفرنسي نيكولا بونس، الملقب بـ"أبو عبد الرحمن" في رسالة فيديو قبل تفجير نفسه في 2013 في سوريا.

على غرار نيكولا بونس لجأ العديد من الشباب وبعض النساء، منذ تفجر العنف، إلى سوريا للقتال في صفوف الجهاديين. ولا يمكن التعرف على عددهم الحقيقي، لكن يبدو أنهم بالآلاف. هم قدموا بقصد أو عن غير قصد ذريعة للأسد ومساعديه روسيا وإيران للتصرف بكل قساوة ضد المعارضة.

شبكات متحركة

وفي الأثناء هُزم تنظيم داعش في سوريا والعراق عسكرياً. إلا أن بعض الشبكات ماتزال قائمة، وهي تقلق لاسيما سلطات الأمن الأوروبية. وبعض الدول تستخدم على ما يبدو وسائل قاسية خارجة عن إطار دولة القانون.

يجب فعل كل شيء لمنع عودتهم، كما أعلن في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي وزير الدفاع البريطاني. ولذلك هو ألمح إلى أن التركيز يتم على جهاديين بريطانيين في سوريا والعراق.

وغالبية مقاتلي داعش الراهنين قد يكونون أصغر سناً من محمد حيدر زمار البالغ من العمر 57 عاما. فهو ينحدر من جيل آخر من الجهاديين. ويواجه زمار تهمة تشجيع العديد من الشباب في بداية القرن على الالتحاق بالجهاد، وهو الآن يوجد مرة أخرى في أسر الأكراد السوريين. والكثيرون ممن تبعوا نداءه ودعوات آخرين يتحركون حاليا بين الشرق الأوسط وأوروبا.

كرستن كنيب/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد