1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

احتجاجات مصر ـ "فرصة حقيقية لقيام دولة بإرادة شعبية"

٢٨ يناير ٢٠١١

تتواصل الاحتجاجات في مصر مع وردود أنباء عن سقوط ضحايا جدد. وبالرغم من إعلان أحزاب المعارضة وقوفها مع هذه الاحتجاجات وعودة البرادعي، فإن المراقبين يتحدثون عن انتفاضة شبابية. دويتشه فيله استطلعت آراء بعض الخبراء والناشطين.

https://p.dw.com/p/106Fz
استمرار ايام الغضب في مصر رغم القمعصورة من: AP

من غرفة عمليات جبهة الدفاع عن متظاهري مصر، وهي تحالف يضم 10 منظمات حقوقية، تحدث الحقوقي ناصر أمين قائلا: "تكشف لنا من خلال عرض المتهمين أمام النيابة في القاهرة حجم التعذيب الذي تعرضوا له خلال يوم واحد. لقد اصطحبوهم إلى مراكز غير قانونية لتجمعات الأمن المركزي خارج القاهرة. وتوضح الإصابات، التي يعانون منها، حجم العنف المستخدم ضدهم".

ورغم الإفراج عن نحو 250 معتقلا من القاهرة فقط، وخلال اليوم الأول من الاحتجاجات، إلا أن العمل ما زال مستمرا لتسريع الإفراج عن نحو 750 آخرين في عموم مصر. وقد وجد "رؤساء النيابة، في مختلف أنحاء البلاد، وضعا استثنائيا. فمعظم التهم الموجهة من أجهزة الأمن: قلب نظام الحكم، التجمهر، إتلاف أملاك الدولة، الاعتداء على رجال الشرطة، سقطت من النظرة الأولى للمتهمين. فـ90% منهم شباب جامعي مثقف أو صحفيون أو رجال إعلام"، والكلام للناشط أمين.

عنفوان الشباب كسر للأفق السياسي المسدود

Symbolbild Verbot facebook twitter
السلطات المصرية تحجب موقع تويتر لاعاقة التواصل بين المتظاهرينصورة من: DW

ويرصد الكاتب والمحلل السياسي وائل عبد الفتاح، في مداخلته مع دويتشه فيله، ما يعتبره "تاريخا جديدا من خارج كتالوجات السياسية المصرية في الخمسين سنة الأخيرة". فعنفوان الشباب هو تعبير عن "كسر الأفق السياسي المسدود الذي وصل إليه النظام المصري". كما أنه "كسر للعبة السياسة التقليدية التي أدمنتها المعارضة التي توصف بالشرعية".

فالجسد الكبير للمجتمع، حسب عبد الفتاح، يهيمن لأول مرة على فضاء المدينة، من شارع إلى شارع، ومن محافظة إلى أخرى. وما يحدث الآن "ليس إلا عبورا بين ثلاث مستويات: من الاحتجاج إلى الغضب وصولا إلى إرادة التغيير". أما عن مشاركة الإخوان، فيرى عبد الفتاح، بأن "الموجة أعلى منهم جميعا". فرغم محاولة كثيرين الركوب عليها إلا أن "الناس ترى بأعينها الحقيقة، بدءا من الشعارات وانتهاء بتكنيكات العمل.

ويرى عبد الفتاح بأن جزءا كبيرا من نجاح هذه القوى الجديدة "عائد إلى عدم تصنيفها أو فهمها أمنيا". ويضيف لدويتشه فيله بأن "الأمن يتعامل مع هذه القوى فعلا ككتلة غامضة، كتلة حرجة رفعت سقفا عاليا، ليس شتم النظام بل تغييره". وكلما حاولت "القوى التقليدية تقليل هذا السقف، سيتذكر الناس ثارات هذه الأيام. لقد عمد الشباب الجديد رغبتهم بالدم، وهم بلا قيادة يمكن الضحك عليها بأي تنازلات صغيرة مثل تغيير الوزارة".

المعارك الإلكترونية

Wael Abdel Fattah
وائل عبد الفتاح: عنفوان الشباب كسر للعبة السياسة التقليديةصورة من: Hany Dawish

وعلى جبهة المعركة الإلكترونية بين النظام والمعارضة الافتراضية، يحلل الصحفي والمدون أحمد ناجي كيف تم تبادل اختراق المواقع قائلا: بدأت الموجة الأولى حين أغلق النظام موقع تويتر وحجب فيسبوك لساعات. وقد اعترفت الجهات التقنية الخاصة بالموقعين بذلك، لكن الشباب لم يستسلموا إذ قاموا بتأسيس وسائل إعلام بديلة ومواقع إخبارية متنقلة. كما قام المدونون بهجمة مضادة من خلال تحديث طرق لفك قرصنة الأمن بعرض برامج تعيد تحميل المواقع.

ويضيف ناجي بأن "هاكرز دوليون مهتمون بشؤون السياسية، ويحملون وعيا أخلاقيا للقرصنة الإلكترونية، هاجموا مواقع الحكومة المصرية تضامنا مع الشباب. فقد تم إسقاط موقع رئاسة الجمهورية، وموقع وزارة الاتصالات وموقع الحزب الوطني الحاكم". كما تم إنشاء "مركز فعاليات مصر الإلكتروني لدعم الفضاء الافتراضي بخبرات تقنية بديلة".

مصر تديرها لجنة مؤقتة للحكم منذ 60 عاما

Flash Galerie Ägypten Kairo Proteste
غضب الشباب المصري ينفجر والمظاهرات تجتاح البلادصورة من: picture alliance / dpa

المؤرخ السياسي شريف يونس يرى أن اشتعال الغضب يعني تواصل نضالات جديدة لإسقاط مشروعية النظام. فبقاء الوضع الهش أصلا أصبح غير مقبول. أما عن الإخوان فنزولهم، إن حدث، فيعد برأي يونس"انتحارا سياسيا لمصلحة النظام ". بينما قدمت التيارات الأخرى حتى الآن سياسة بديلة، فبيان حزب الوفد مثلا تحدث عن خطوات عملية تنقل شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" إلى "خطوات واقعية".

ويرى يونس بأن مصر ليست كتونس في هذا الشأن، والمخرج الوحيد للنظام هو ما تبنته القوى الوطنية، أي الإعلان عن عدم ترشيح الرئيس أو ابنه، حل البرلمان، تشكيل حكومة إئتلاف وطني وصياغة جديدة للدستور. هذا "المخرج على إصلاحيته يعد الوحيد المتاح. فتسليم النظام الأمر للجيش مثلا سيتم بفاتورة سياسية أكبر، قد تصل إلى إقصاء الرئيس نفسه، وفقا للشرعية الجديدة التي فرضها الشارع".

ويضيف المؤرخ المتخصص في المرحلة الناصرية بأن "مطالب المتظاهرين، ورغم بساطتها، تؤكد أن ثمة جسد دولة بلا روح؛ إذ يظهر أمين عام الحزب الوطني على شاشة التلفزيون، في اليوم الثالث، ليقول كلاما ينتمي إلي كوكب آخر". ويشدد يونس على أن الوضع يبدو وكأنه "لا وجود لحزب حاكم ولا وجود لمؤسسات دولة تدار سياسيا. وهذا ليس بجديد فهو أمر موروث منذ ثورة يوليو 1952 للأسف. فمنذ ذلك التاريخ تحكم مصر لجنة مؤقتة سرية، طابعها أمني شخصي وتدير كل مؤسسات الدولة بالمنطق الزبائني". وهذه الاحتجاجات "قد تكون فرصة حقيقية لقيام دولة تؤسسها لأول مرة إرادة شعبية تحتاج فقط أن تقفز ولو مرة لانتزاع حقوقها".

هاني درويش ـ القاهرة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد