1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إلى أي مدى ساهمت أخطاء خليجية وعربية في سقوط حلب؟

١٤ ديسمبر ٢٠١٦

بعد سقوط حلب في أيدي النظام السوري وحلفائه هناك تساؤل عن الأسباب غير العسكرية التي ساهمت في هذا التطور وعن مدى مسؤولية أطراف متورطة في هذه الأزمة مثل بعض الدول العربية والخليجية الداعمة لفصائل المعارضة في سوريا.

https://p.dw.com/p/2UHWU
Syrien/ Aleppo
صورة من: Reuters

في الوقت الذي تنهار فيه آخر صفوف المعارضة في حلب وتعلن فيه روسيا أن مساحة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون لا تتجاوز 2,5 كيلومتر مربع فقط، ما يمهد لسقوط المدينة بشكل نهائي تحت سيطرة قوات النظام وحلفائه بعد أربعة شهور من المعارك العنيفة في الأحياء الشرقية للمدينة الاستراتيجية، تعم حالة الخيبة والارتباك العديد من الدول العربية والخليجية، قدمت دعمها لفصائل المعارضة السورية، وعلى رأسها السعودية وقطر. وفي أبرز رد بهذا الخصوص أصدر مجلس التعاون الخليجي اليوم بيانا يندد فيه بما وصفه بالقصف الوحشي على حلب، داعيا الأمم المتحدة إلى التحرك السريع لإغاثة الشعب السوري.

وكانت هيئة كبار العلماء بالسعودية قد نددت في وقت سابق اليوم بما وصفته ب "مجازر النظام السوري المجرم" بحق المدنيين في حلب، وحثت العالم الإسلامي على نصر قضيتهم. أما قطر فقد ألغت جميع مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني الذي يصادف يوم 18 ديسمبر وذلك تضامنا مع مدينة حلب.

وإن كان سقوط حلب يشكل منعطفا مهما في مسار الأزمة السورية وخسارة فادحة للمعارضة السورية فهو يمثل أيضا رمزا لفشل الدول العربية والخليجية خصوصا في تدبير هذه الأزمة، فأين يتجلى هذا الفشل؟

Riad Treffen Erdogan König Salman
عبد الوهاب بدرخان: التنافس السعودي التركي القطري ساهم في تفتيت المعارضةصورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer

 

تنافس سعودي قطري تركي

بينما يحمل البعض مسؤولية سقوط حلب للمجتمع الدولي والدول الغربية التي تخاذلت في التصدي للتدخل الروسي الذي خلط الأوراق في سوريا وسهل لقوات النظام السوري تحقيق العديد من الإنجازات العسكرية على الأرض، يرى آخرون أن المعارضة نفسها هي المسؤول الأول عن هذا الفشل الذريع بسبب التناحر بين فصائلها وتضارب مصالحها، لكن بعض المتابعين لما يحدث في سوريا يعزون هذا الانقسام في صفوف المعارضة إلى سياسات الدول الإقليمية التي تقدم لها الدعم اللوجستي. وفي هذا السياق يقول عبد الوهاب بدرخان وهو محلل سياسي وكاتب في صحيفة الحياة اللندنية في حوار ل DW عربية، إن الإدارة العربية للأزمة السورية بشكل عام كانت مشوشة وتحديدا خلال الفترة التي شهدت إطلاق مبادرة عربية تقودها جامعة الدول العربية للبحث عن حل للأزمة، إذ لم تعط لهذه المبادرة فرصة كاملة لتبرهن على ما يمكنها تحقيقه. فبالإضافة إلى عدم وجود وحدة في الصف العربي والتفاف حول هذه المبادرة، هناك دول لم تكن معنية أساسا في هذا الملف، ومنها بالخصوص الجزائر ودول المغرب عموما، إضافة إلى دول كانت لها مواقف مغايرة كمصر.

وبحسب الخبير السياسي فإن من بين الأسباب التي جعلت المعارضة تصل إلى ما وصلت إليه هو ذلك التنافس بين الممولين لفصائل المعارضة وتحديدا تركيا والسعودية وقطر. ثم جاء الاتفاق التركي القطري بهذا الخصوص ليخلق فصائل إسلامية بين صفوف المعارضة، مما سهل تصنيف كل الفصائل على أنها إرهابية. ويضيف الخبير أن هذه الدول "لم تع أهمية ضرورة وجود تشكيل عسكري كالجيش الحر، لكن غير طائفي بطبيعته العسكرية، حتى يكون نواة للمعارضة فلا تتحول المعارضة لفصائل ودكاكين". وهذا ما أدى، باعتقاد بدرخان، إلى فقدان الجيش الحر لقيمته بعد أن بدأ الغرب يثق به ويسعى لتمويله والتعويل عليه كما سعت وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) لذلك ، حيث كان لديها انطباع جيد بالجيش الحر. من جهته كتب عبد الباري عطوان رئيس تحرير موقع رأي اليوم في افتتاحيته اليوم أن "حلب أوصلها الى هذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في التاريخ الحديث أمراء الفصائل، الذين كانوا يتطلعون الى السلطة ومغرياتها والمال الحرام القادم من عواصم الهوان والذل، وباتوا “أدوات” في يد من يدعم ويريد الدمار والخراب لهذا البلد الكريم العزيز".

Syrien Aleppo
أحياء حلب الشرقية - دمار كبير بعد أشهر من القصف والمعارك العنيفة صورة من: Reuters/A. Ismail

مقاطعة الأسد خطأ آخر

يشار إلى أن المبادرة العربية لحل الأزمة السورية بدأت سنة 2011 على خلفية عمليات قمع المحتجين واستخدام العنف ضدهم، ما أدى إلى مقتل الآلاف منهم، وفي هذا الوقت تم تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية كما تم إرسال مراقبين عرب إلى سوريا لتقصي الأوضاع هناك بعد توقيع سوريا على المبادرة العربية، وبعد ذلك بحوالي سنة تم طرح مبادرة جديدة تقضي بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم وتفويض نائبه لتولي مهامه.

وإن كان تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية والدعوة إلى سحب سفراء بشار الأسد من الدول العربية، يعبر حينها عن نوع من توحيد الصفوف العربية إزاء الأزمة السورية في بداياتها، إلا أن بدرخان يرى أن ذلك كان خطأ ملاحظا: "الأسد نفض يده من العرب بعدما نفضوا أيديهم منه، ومقاطعته قطعت المجال لوجود قنوات عمل، على الأقل مع النظام لضمان حيز معين في التنسيق مع العرب، وبالتالي فقد أفسح ذلك المجال لإيران لتنفرد بالوضع".

ويعتبر بدرخان أن تعويل العرب على موقف الولايات المتحدة الذي كان أيضا يضع تنحي الأسد عن السلطة شرطا أساسيا لإيجاد حل للازمة السورية ساهم أيضا في تراجع دورهم. فواشنطن تراجعت عن مواقفها دون التشاور عن حلفائها وهو ما خلق لديهم حالة من الارتباك الكبير.

ويرى المحلل السياسي أن الخيارات المطروحة حاليا أمام الدول الخليجية غير واضحة المعالم، مشيرا إلى أن قطر أكدت من جهتها أنها ستواصل دعمها للمعارضة، كما عبر عن اعتقاده أن موقف السعودية سيكون أيضا كذلك على الأرجح.

الكاتبة: سهام أوشتو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد