1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إ. زمور جزائري الأصل..مرشح يميني للرئاسة الفرنسية مثير للجدل

علاء جمعة
١ ديسمبر ٢٠٢١

أعلن الصحفي الشعبوي اليميني إريك زمور عن ترشحه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة. من هو زمور الذي يقال عنه "ترامب فرنسا"؟ وما سبب عدائه للمسلمين وللاتحاد الأوروبي وحرصه على إثارة الجدل من خلال تصريحاته "المستفزة"؟

https://p.dw.com/p/43hJX
Frankreich Präsidentschaftskandidat Éric Justin Léon Zemmour
يطلَق عليه "ترامب فرنسا"..وينحدر من عائلة يهودية من الجزائرصورة من: Tom Nicholson/REUTERS

أعلن الصحفي اليميني الشعبوي إريك زمور أ،ه سيخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية المرتقبة عام 2022، في تسجيل مصور نشر على يوتيوب تضمن تحذيرات كثيرة من المهاجرين وتعهّدات بإعادة الهيبة إلى فرنسا على الساحة الدولية. قال زمور "لم يعد الوقت (مناسبا) الآن لإصلاح فرنسا، بل لإنقاذها"، مشيرا إلى أن الكثير من الناخبين "لم يعودوا قادرين على التعرّف على بلادهم".

ويشير إعلان زمور، الذي يطلَق عليه "ترامب فرنسا" (نسبة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب)، إلى اعتقاده بأن لديه الدعم والتمويل الكافي للإطاحة بالرئيس الحالي إيمانويل ماكرون والتفوّق على زعيمة اليمين المتشدد المخضرمة مارين لوبن في انتخابات نيسان/ أبريل المقبل.

من هو إيريك زمور؟

إيريك زمور البالغ من العمر 63 عاما، ولد في 31 أغسطس/ آب 1958 في مونتروي، وهي مدينة فرنسية تقع شرق العاصمة باريس. وينحدر من عائلة يهودية من الجزائر، هو كاتب وصحافي سياسي فرنسي، وهو نجل صحفي قديم في صحيفة "لوفيغارو" اليومية المحافظة، بحسب ما نشر موقع تاغيس شاو الألماني. وهو كذلك شخصية تلفزيونية ظهر في عدد من البرامج التلفزيونية منها On n'est pas couché في قناة فرنسا 2 بين 2006 و2011، وبرنامج Ça se dispute على i-Télé وتعرض زمور لانتقادات متكررة لتعليقاته العنصرية، كما وجهت إليه اتهامات "بمعاداة السامية"!

ونشر زمور، الذي كان أحيانا يأتي ترتيبه الثاني في استطلاعات الرأي بعد الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون خلال الأشهر الماضية، مقطع فيديو يوم الثلاثاء (30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021) يعلن فيه عن نيته الترشح لمنصب الرئيس في الانتخابات المقبلة. وقال زمور الشعبوي المثير للجدل في إشارة إلى المهاجرين في البلاد، إن فرنسا لم تعد فرنسا، وإن هناك إحساسا بالتجريد، مضيفا أنه من الضروري مقاومة حدوث إحلال شعب محل شعب.

في سبتمبر/ أيلول 2016، وضمن لقاء معي إحدى القنوات التليفزيونية الفرنسية، انتقد زمور وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي لإطلاقها اسما عربيا على ابنتها. وقال إن تصرف داتي غير وطني، لأن اسم ابنتها لا يأتي من قائمة الأسماء الفرنسية المسيحية الرسمية، ما دفع الوزيرة السابقة للرد عليه بغضب.

عدائه للمسلمين وأوروبا

في ديسمبر/ كانون الأول 2014، أنهت قناة i-Télé تعاملها مع إيريك زمور على أثر حوار له نُشر في صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية، والذي قال فيه أن "للمسلمين قانونهم المدني وهو القرآن، والمسلمون يعيشون منغلقين على أنفسهم في الضواحي.. التي أرغم الفرنسيون على مغادرتها"

كما انتقد زمور الاتحاد الأوروبي وطالبه باستيعاب مهاجري فرنسا. وبحسب مجلة دير شبيغل الألمانية يمثل زمور أسطورة "التبادل الكبير"، التي تحظى بشعبية في الأوساط اليمينية المتطرفة، والتي بموجبها يتم استبدال السكان الأوروبيين بالمهاجرين المسلمين وأحفادهم. كما اتهمته صحيفة Liberation بقربه من مجموعات النازيين الجدد.

الإساءات اللفظية التي يرتكبها زمور، جعلت منه يحاكم أمام القضاء الفرنسي بشكل منتظم. ويحاكم حاليا في باريس بتهمة تشويه سمعة اللاجئين القصر بوصفهم "لصوصا وقتلة ومغتصبين". وكان زمور قد واجه 15 قضية مماثلة. أدين في حالتين بالتحريض على الفتنة بحسب دير شبيغل.

في عام 2014 نشر كتابه الأكثر نجاحًا حتى الآن. "الانتحار الفرنسي" Le Suicide français والذي أشار فيه إلى أن الفرنسيين فقدوا الثقة بمستقبل بلادهم وأن الدولة ضعفت سيطرتها على بعض الأمور مثل القضايا المتعلقة بالمهاجرين. وتم بيع حوالي 500 ألف نسخة من الكتاب!

أثناء زيارته لمعرض تجاري أمني في أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، صوب بندقية قنص على الصحفيين المرافقين له. وقال مبتسما للكاميرات: أنا أفعل هذا "للمتعة فقط". كما تصدرت حادثة قام بها في مرسيليا عناوين الصحف خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أظهر أحد المارة لزمور الإصبع الأوسط، فرد زمور الإهانة ذاتها للشخص، برفع إصبعه الأوسط.

مارين لوبن اليمينية الشعبوية زعيمة حزب التحمع الوطني في مؤتمر حزبي بعد إعادة انتخابها زعيمة للحزب
مارين لوبن اليمينية الشعبوية زعيمة حزب التحمع الوطني هل يتفوق عليها زمور ويتقدم عليها في الانتخابات الرئاسية القادمة؟صورة من: Valentine Chapuis/AFP/picture alliance

تقدم انتخابي

حقق زمور تقدّما في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة، رغم مؤشرات على تراجع هذا الزخم. وفيما يرى فيه معارضون شخصية عنصرية، يعتبره أنصاره مدافعا عن قيم فرنسا. وجاء إعلانه قبل ساعات من عقد الجمهوريين (يمين وسط) آخر مناظرة تلفزيونية لهم قبيل مؤتمر لاختيار مرشحهم نهاية الأسبوع، فيما بدأ المشهد في ساحة المعركة الانتخابية في نيسان/أبريل 2022 يتضح بالمجمل.

ويشار إلى أن زمور، الذي سيتقدم كمرشح مستقل، تفوق في بعض الأحيان على مارين لوبان اليمينية المتطرفة زعيمة حزب "التجمع الوطني" في الاستطلاعات.

وتشير الاستطلاعات الحالية إلى تصدر ماكرون بحصوله على تأييد ما يتراوح بين 25 و27  بالمائة من الأصوات. وبلغت نسبة تأييد لوبان التي تعتبر المرشحة الأوفر حظا على نطاق واسع للوصول إلى جولة الإعادة حوالي 20 بالمائة، بينما حصل زمور على تأييد ما يتراوح بين 12 و15 بالمائة من الناخبين.

وأظهرت الاستطلاعات أن قيام الاشتراكين بدور كبير في انتخابات نيسان/ أبريل 2022 أمر بعيد الاحتمال، رغم ترشح عمدة باريس آن هيدالجو عنهم، والتي لم تحصل على تأييد أكثر من نحو 5  بالمائة من الناخبين في الاستطلاعات رغم شهرتها، فيما بلغت نسبة تأييد المرشح اليساري جون- لوك ميلونشون 9 بالمائة.

ولم يختر الجمهوريون الذين ينتمون إلى تيار يمين الوسط بعد مرشحهم الرئاسي، رغم إبداء ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي السابق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي اهتمامه بالترشح.

وحتى الآن، ركز جميع مرشحي الرئاسة المحافظين على مسائل مثل الهجرة والأمن الداخلي، التي استغلها زمور لجذب المؤيدين لفعالياته. 

الكاتب: علاء جمعة

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد