1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إدموند شتويبر: كسب قلوب البافاريين ولم يكسب قلوب الألمان

طارق أنكاي ٢٣ يناير ٢٠٠٧

شتويبر، شخصية سياسية مثيرة للجدل وتتسم بالغموض الى حد ما. ساهم بشكل كبير في تطوير اقتصاد ولاية بافاريا الواقعة في جنوب المانيا وجعلها قطبا اقتصاديا مهما، غير أنه لم يستطع اكتساب شعبية كبيرة خارج حدود ولايته المحافظة.

https://p.dw.com/p/9kKY
رئيس وزراء بافاريا إدموند شتويبر حرص دائما على أن يكون قريبا من العامة في الاعياد والاحتفالات الشعبيةصورة من: AP

ولد إدموند روديغر شتويبر في 28 سبتمبر/أيلول من العام 1941 في بلدة أوبرأودورف. التحق بمقاعد الدراسة الابتدائية والثانوية بين العام 1951 والعام 1961. وبعد تأديته للخدمة العسكرية التحق عام 1962 بجامعة ميونيخ حيث درس العلوم السياسية والقانون. انتقل بعدها إلى جامعة ريغنسبورغ لتحضير رسالة الدكتوراه. وبعد انتهائه من الدراسة الأكاديمية عام 1971 بدأ شتويبر يشق طريقه نحو التألق السياسي ليتحول إلى أحد الشخصيات الألمانية المثيرة للجدل والتي تركت بصمات واضحة على الساحة السياسية الألمانية في السنوات الأخيرة.

مسيرة سياسية حافلة

لقد ساهمت نجاحات شتويبر الاقتصادية في ولاية بافاريا في تعزيز مكانته السياسية والشعبية إلى حد كبير. فقد استطاع أن يستقطب المستثمرين ويجعل من بافاريا قطبا اقتصاديا مهما في ألمانيا، لا سيما بعد نجاحه في التوفيق بين مطالب النقابات العمالية من جهة وارباب العمل من جهة أخرى اضافة الى قدرته على خلق ظروف ملائمة لتشجيع الاستثمار. ولعل ما طبع شخصية شتويبر خلال مسيرته السياسية هو تشبثه بالهوية والتقاليد البافارية المحافظة التي نشأ وترعرع في ظلها. وانعكس تشبثه بتلك القيم أيضا على النهج السياسي للحزب الاجتماعي المسيحي الذي يحكم ولاية بافاريا وحيدا وبأغلبية نيابية مريحة. لقد استطاع شتويبر المشبع بالعقلية البافارية أن يجعل الحزب يجسد ويعكس تلك الهوية، غير أن شخصيته تجمع أيضا بين مواصفات الهوية التقليدية ومتطلبات الحداثة.

محطات مهمة في حياة شتويبر

Edmund Stoiber
استقالة شتويبر فاجأت المشهد السياسي الألمانيصورة من: AP

تقلد شتويبر عدة مناصب سياسية ساهمت في تكوين شخصيته السياسية. بدأ عمله في دواليب الحكومة البافارية لدى الوزارة المكلفة بشؤون التنمية والبيئة في ولاية بافاريا عام 1972. ومن المهام الإدارية انتقل شتويبر إلى العمل السياسي إلى أن تولى عام 1978 منصب الأمين العام للحزب الاجتماعي المسيحي، الحزب التوأم للحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل. لقد كانت تلك الفترة محطة مهمة في حياة شتويبر السياسية، إذ تتلمذ على يد الاب الروحي للحزب فرانس جوزيف شتراوس واكتسب الحنكة السياسية التي أهلته فيما بعد إلى تبوء مناصب قيادية حزبية وسياسية مرموقة. في العام 1993 تسلم شتويبر منصب رئيس وزراء ولاية بافاريا. وبعد خسارة الائتلاف الحكومي بزعامة المستشار السابق هيلموت كول للأغلبية البرلمانية لصالح الاشتراكيين والخضر بزعامة المستشار غيرهارد شرودر، اعتلى شتويبر حينئذ رئاسة حزبه وأصبح الشخصية الأولى بلا منازع في بافاريا.

شتويبر يفشل في تبوء منصب المستشارية

لقد استطاع شتويبر أن يفرض نفسه بقوة داخل الساحة السياسية البافارية عن جدارة واستحقاق، بفضل عمل الدؤوب وتفانيه في إنجاز المهام الملقاة على عاتقه، غير ان تلك الخصال لم تكن كافية لتمكين شتويبر من تبوئه منصب المستشار الألماني الذي طالما كان يرغب في تقلده. فقد خسر الرهان السياسي أمام غريمه المستشار السابق غيرهارد شرودر في انتخابات عام 2002. وارجع الخبراء والمحللين سبب خسارته الى افتقاره للشعبية المطلوبة خارج حدود ولايته وليس بالضرورة الى قدراته في اعتلء أعلى منصب في البلاد.

Fernsehduell Schröder und Stoiber
المناظرة الشهيرة التي جمعت بين شرودر وشتويبر اثناء الحملة الانتخابية لانتخابات عام 2002صورة من: AP

أهم ما يعرف عن شتويبر هو أنه شخصية سياسية ترفض تقلد المناصب الشرفية والتمثيلية. فقد رفض شغل منصب رئيس المفوضية الأوروبية في فبراير 2004 بعد عرض تقدم به الرئيس الفرنسي جاك شيراك بموافقة المستشار الألماني غيرهارد شرودر. كما رفض أيضا ترشيحه لمنصب الرئيس الاتحادي لألمانيا. وفي العام 2005، بعد هزيمة الاشتراكيين وفوز المسيحيين الديموقراطيين في الانتخابات النيابية واختيار أنجيلا ميركل مستشارة لألمانيا، قبل شتويبر تولي منصب وزير الاقتصاد الاتحادي، الا انه عاد وغير رأيه واعلن عزمه على التمسك بمنصبه حاكما لولاية بافاريا. وهذا التردد أضر بصورة شتويبر والحزب على السواء وكان بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير. ولأول مرة أخذت تعلو أصوات مطالبة بعدم انتخابه مرة أخرى رئيسا لوزراء الولاية، الأمر الذي حدا به أخيرا الى إعلان عزمه الاستقالة من منصب رئيس الوزراء ورئيس الحزب بحلول سبتمبر/أيلول 2007.