1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أولاف شولتس ـ من هو مستشار ألمانيا الجديد بعد أنغيلا ميركل؟

٨ ديسمبر ٢٠٢١

أصبح أولاف شولتس رابع مستشار لألمانيا من الحزب الاشتراكي بعد فيلي برانت وهيلموت شميت وغيرهارد شرودر، ليخلف حقبة طويلة من تولي المستشارة السابقة ميركل المنصب لـ 16 عاما، فمن هو شولتس الموصوف عادة ما بالبراغماتي الانطوائي؟

https://p.dw.com/p/43XJc
عرف أولاف شولتس ببراغماتيته وهدوئه (24/11/2021)
عرف أولاف شولتس ببراغماتيته وهدوئهصورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2021 من أهم الأيام في حياة الاشتراكي أولاف شولتس (63 عاماً)، فهو اليوم الذي  أُنتخب فيه رسمياً مستشاراً لألمانيا  ويتسلم فيه رسمياً من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير  وثيقة تعيينه  في المنصب الذي شغلته المسشتارة السابقة     أنغيلا ميركل طيلة 16 عاماً. ويرأس السياسي الهادئ  ائتلافاً حكومياً  من حزبه الاشتراكي والخضر والديمقراطي الحر، وجاء الائتلاف بعد نحو شهرين من المفاوضات الصعبة، ليتم الاتفاق على "إشارة المرور"، كما يُسمى التحالف بسبب ألوان الأحزاب المشاركة الأحمر والأصفر والأخضر.

من كان يظن أنه عندما تم ترشيح أولاف شولتس لمنصب المستشار من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في آب/ أغسطس 2020؟ خصوصاً وأنه خسر في 2019 المعركة على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ليس فقط لأن الحزب كان يتوق لقيادة يسارية صريحة، لكن أيضاً لأن البراغماتي الانطوائي لم يتمكن من كسب قلوب الاشتراكيين الديمقراطيين العاطفيين في كثير من الأحيان. بيد أن ذلك كله لم يمنع شولتس من يكون شولتس رابع مستشار لألمانيا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد فيلي برانت وهيلموت شميت وغيرهارد شرودر.

المنقذ والمثابر

كان أولاف شولتس، الذي يشغل منذ 2018 منصب وزير المالية ونائب  المستشارة ميركل، هو الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه. كان الحزب يتراجع بشكل كبير في استطلاعات الرأي.

تعرض شولتس للسخرية عندما أدعى أن سيصبح المستشار القادم. بيد أن الطريقة الرزينة التي خاض بها حملته الانتخابية هي أحد أسرار نجاح المستشار المحتمل، أولاف شولتس.

امسح غبار الهزائم وانهض، ثم تابع بتصميم، وكن مطلق الثقة بنفسك. تلك بعض من جوانب شخصية شولتس، المولود في مدينة أوسنابروك عام 1958. يقيم شولتس مع زوجته، بريتا إرنست، في مدينة بوتسدام بالقرب من برلين. تشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ.

تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، غير أن ذلك لم يهز ثقته بنفسه ويحيده عن دربه. ولا حتى لجان التحقيق البرلمانية في فضائح مالية هزت ألمانيا كفضيحة "وايركارد" تمكنت من إثبات أي شيء عليه.

أولاف شولتس عندما كان أميناً عاماً للحزب الاشتراكي الديمقراطي (10/5/2003)
أولاف شولتس عندما كان أميناً عاماً للحزب الاشتراكي الديمقراطيصورة من: Ingo Wagner/dpaweb/dpa/picture alliance

تحولات

شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". بيد أنه ومن خلال عمله كمحام متخصص في قضايا العمل في هامبورغ تعلم رجل القانون، أولاف شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.

حُسب شولتس على الجناح المحافظ في الحزب، وهذا لم يكن فقط فيما يتعلق بالاقتصاد السياسي. وكوزير داخلية في ولاية هامبورغ قام بخطوات جريئة في محاربة الاتجار بالمخدرات. وكأمين عام للحزب دفع ضد إرادة الكثير من رفاقه ذوي التوجهات اليسارية لتبني "أجندة 2010" لإصلاح سوق العمل. هذا الإصلاح وضع العاطلين عن العمل تحت مزيد من الضغط.

"رجل آلي"

يدأب شولتس على تكرار نفس العبارات التكنوقراطية بشكل آلي لدرجة أن البعض أطلق عليه لقب "شولتس مات" (شولتس الآلي). شولتس ليس هو الإنسان الذي يستطيع إطهار مشاعره والخروج من ذاته: هو شخص يتحكم بنفسه بشكل كامل، حتى في لحظات الفرح. يدعي أناس عرفوه عن قرب وعملوا معه على مدار سنوات أنهم لم يسمعوه قط رافعاً صوته أو حتى يصرخ بأحدهم، عندما يكون غاضباً.

عندما ينزعج من شيء ما أقصى ما يفعله ينتقل فقط من رجل لأخرى وتحمر أذناه. وهذا ما شهدناه في المناظرة التلفزيونية عندما هاجمه بشكل غير مبرر منافسه المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشيت.

أولاف شولتس يتلقى لقاح كورونا (16/4/2012)
أولاف شولتس يتلقى لقاح كوروناصورة من: Florian Gaertner/photothek/imago images

لمعان في زمن كورونا

يشغل شولتس مناصب حكومية منذ 2007، في البداية كوزير للعمل ومن ثم عمدة ولاية هامبورغ. وفي عام 2018 أضحى وزيراً للمالية ونائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت.

زاد نفوذه في زمن الجائحة بعد أن قدمت وزارته مساعدات بمليارات اليورهات للمتضررين من كورونا. وعرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في مركز ومقدمة المشهد.

كان شعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. في نهاية 2022 سيترتب على ألمانيا 400 مليار جديدة من الديون. وعد شولتس في حملته الانتخابية بأن ألمانيا سيكون بمقدورها تحمل تلك الديون: "لا يتعين على أحد الخوف من ذلك. فعلناها من قبل في أزمة 2008-2009 وسنفعلها من جديد في غضون عشر سنوات".

موجة كورونا الحالية في خريف 2021 تشير إلى أن نهاية الجائحة ليست قريبة. عدد الإصابات الكبير يؤثر سلباً على الاقتصاد. ويتوجب على الحكومة المقبلة إقراض الشركات لحمايتها من الإفلاس.

ينتظر شولتس أيضاً ملفات سياسية شائكة ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية من ثلاثة أحزاب. صحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الإئتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد.

زابينا كنكارتس/خ.س