1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوبك ترفض زيادة الإنتاج.. أزمة أوكرانيا تشعل أسعار النفط!

٢٢ فبراير ٢٠٢٢

رغم ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى منذ أكثر من سبع سنوات مدفوعاً بالأزمة الأوكرانية، لاتزال مجموعة "أوبك بلس" التي تشكل دول عربية عمودها الفقري ترفض زيادة الإنتاج لخفض الأسعار، وسط توقعات باستمرار الأسعار في الارتفاع.

https://p.dw.com/p/47QEp
مصفاة للنفط (أرشيف)
أسعار النفط سجلت أعلى مستوى منذ أكثر من سبع سنوات، لكن الدول العربية المنتجة للنفط ترفض زيادة الإنتاجصورة من: Odessa American/AP/dpa/picture alliance

قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2014 اليوم الثلاثاء (22 شباط/فبراير 2022) مع تصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا، بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين بنشر قواته في إقليمي لوهانسك ودونيتسك الانفصاليين، ما زاد من المخاوف بشأن إمدادات النفط ودفع سعره لقرب مئة دولار للبرميل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 3.48 دولار أو 3.7 بالمئة إلى 98.87 دولار للبرميل، وزادت العقود في وقت سابق اليوم الثلاثاء إلى 97.66 دولار، أعلى مستوى منذ أيلول/سبتمبر عام 2014، وذلك في أعقاب إعلان شركة أرامكو السعودية أكبر منتج للنفط في العالم رصد مؤشرات على ارتفاع الطلب العالمي على الخام وبخاصة في آسيا.

وزادت أزمة أوكرانيا الدعم لسوق النفط التي ارتفعت بالفعل بسبب نقص المعروض مع انتعاش الطلب بعد جائحة كوفيد-19. ورفضت مجموعة "أوبك بلس"، التي تشكل دول عربية عمودها الفقري وتضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، مثل روسيا، دعوات لزيادة الإنتاج بوتيرة أسرع.

وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار على هامش مؤتمر إقليمي لمصدري الغاز في الدوحة إن العرض والطلب على النفط الخام بالسوق "في توازن حالياً". وأضاف أنه سيتم اتخاذ قرار بشأن ما يجب فعله حيال إنتاج النفط في الاجتماع المقبل لأوبك بلس، بعد تلقي دراسات بحثية في السابع من مارس/ آذار.

من جهته قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على هامش مؤتمر الدوحة إن أسعار النفط تحركها العوامل الجيوسياسية، مشيرا إلى أنها ليست قضية عرض وطلب، وإنما قضية جيوسياسية.

العرب يرفضون زيادة الإنتاج!
وقد رفض وزراء النفط والطاقة العرب قبل يومين دعوات ضخ المزيد من النفط لتخفيف الضغوط على الأسعار، وذلك خلال مشاركتهم في المؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول بالرياض، مؤكدين ضرورة التزام أوبك بلس باتفاقها الحالي الذي يضيف فقط 400 ألف برميل يومياً إلى الإنتاج شهرياً.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أمام المؤتمر إن الوباء والتعافي الجاري "علمنا قيمة توخي الحذر"، وأضاف: "الحذر كلمة أعرف أن بعض الناس يكرهونني بسببها، لكن... سأستمر في توخي الحذر (ومدركاً) للحاجة إلى الاحتفاظ بالمرونة في استراتيجيتنا واعتماد منظور طويل الأجل". وجاء حديث الأمير عبد العزيز خلال المؤتمر الذي شهد حضور وزيري الطاقة الإماراتي والبحريني ووزيري النفط العراقي والكويتي ووزير البترول المصري.

وتتعرض المجموعة لضغوط من كبار المستهلكين الذين يطالبونها بضخ مزيد من الخام للحد من ارتفاع الأسعار وسط مخاوف من اضطراب الإمدادات المحتمل الناتج عن الوجود العسكري الروسي على حدود أوكرانيا. وحثت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي أوبك بلس على تضييق الفجوة بين أهدافها الإنتاجية والإنتاج الفعلي.

من حهته قال وزير النفط الكويتي محمد الفارس إن أوبك بلس حساسة جداً لردود فعل السوق، في حين قال وزير الطاقة السعودي إن العالم ربما لا يستطيع إنتاج كل الطاقة اللازمة للتعافي الاقتصادي من جائحة فيروس كورونا مع نقص الاستثمارات في الوقود الأحفوري.

وفي منتصف الشهر الحالي قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، محمد باركيندو إنه لا يوجد "حل فوري" لارتفاع أسعار النفط. وأضاف في مؤتمر للطاقة في الرياض أن قدرة الدول المنتجة للنفط على زيادة المعروض من الخام تتضاءل بسبب نقص الاستثمار في القطاع.

 

"125 دولاراً للبرميل"!
وتوقعت شركة "فيتول غروب"، إحدى أكبر الشركات المستقلة لتجارة الطاقة في العالم، أن أسعار النفط قد تتجاوز 100 دولار للبرميل لفترة زمنية طويلة. وقال روسيل هاردي، الرئيس التنفيذي لـ"فيتول غروب"، في مقابلة مع "بلومبيرغ" إن الطلب على النفط سيرتفع خلال النصف الثاني من العام الحالي؛ وإذا استمرت عودة حركة السفر العالمية إلى مستوياتها الطبيعية، سيرتفع سعر النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، بحسب هاردي.

مسائيةDW  : بايدن يتحدى "أوبيك +"..هل يوقف ارتفاع سعر النفط؟

وكان بنك "جي بي مورغان" الأمريكي، وهو من أكبر البنوك في العالم، قد رجح منتصف الشهر الجاري أن يؤدي النقص في إنتاج مجموعة أوبك بلس والمخاوف بشأن الطاقة الانتاجية الفائضة إلى استمرار شح الامدادات بسوق النفط، متوقعاً أن ذلك قد يدفع الأسعار للارتفاع إلى 125 دولاراً للبرميل في الربع الثاني من العام.

ورغم أن أوبك بلس، رفعت الانتاج الشهري المستهدف 400 ألف برميل يومياً في الآونة الأخيرة، لكنها فشلت مراراً في تحقيق تلك الزيادات. وقال محللو "جي بي مورغان": "يأتي هذا القصور خلال مرحلة دقيقة- ونرى أنه، مع تعثر المنتجين العالميين الآخرين، فإن تضافر قلة الاستثمار داخل دول أوبك بلس مع زيادة الطلب على النفط بعد الجائحة يتوافق مع أزمة طاقة محتملة".

وأضاف محللو البنك: "بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ عدم قيام المنتجين من خارج أوبك بزيادة المعروض رداً على ارتفاع الأسعار يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع آخر (في الأسعار)".

وقالت أوبك بلس إنها ستعمل على دمج إيران في اتفاق إنتاج النفط إذا توصلت طهران والقوى العالمية إلى اتفاق بشأن إحياء الاتفاق النووي. ودافع وزير البترول النيجيري اليوم عن موقف أوبك بلس، وقال إنه لا حاجة لزيادة الانتاج بدرجة أكبر الآن، مشيراً إلى احتمال ضخ النفط الإيراني في الأسواق إذا ما تم التوصل إلى اتفاق.

والمحادثات جارية من أجل إحياء اتفاق نووي بين إيران والقوى العالمية قد يكون من شأنه في نهاية المطاف زيادة صادرات إيران النفطية بنحو مليون برميل يومياً. لكن من غير الواضح حتى الآن فيما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق قريب.

وإلى ذلك الحين، يبدو أن الدول العربية المنتجة للنفط ستستفيد من ارتفاع أسعاره بسبب الأزمة الأوكرانية، وفقاً للمثل القائل: "مصائب قوم عند قوم فوائد"!
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد