1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أضواء خافتة وتدفئة منخفضة في ملاعب الدوري الألماني!

١٨ أغسطس ٢٠٢٢

يؤثر ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة حرب أوكرانيا على أندية الدوري الألماني أيضا. وهناك توجه لترشيد الاستهلاك والاستعانة بمصادر مستدامة. وبدأت أندية خطوات مهمة للتوفير لكن لا يوجد بينها مفهوم ترشيد موحد؛ فلكل ناد ظروفه الخاصة.

https://p.dw.com/p/4Fi3m
ملعب شتوتغارت في مباراة شتوتغارت مع ضيفه لايبزيغ في الدوري الألماني (7/8/2022)
حتى في وجود ضوء النهار تضاء في ملاعب البوندسليغا الأضواء الكاشفة، مثلما الحال هنا في شتوتغارت وذلك لأسباب منها ضمان جودة البث التلفزيوني. صورة من: Pressefoto Baumann/picture alliance

توجهت DW إلى نادي فرايبورغ للاستفسار عن كيفية تعامله مع أزمة الطاقة الناجمة عن حرب أوكرانيا وأسعار الغاز المتزايدة باستمرار. ليجيب النادي أنه "مستعد بشكل جيد في بعض المجالات على الأقل إلى حد ما". ويحاول فرايبورغ منذ فترة طويلة "جعل نفسه مستقلا عن تقلبات الأسعار" ويعتمد أيضًا على "الطاقة المستدامة".

استاد فرايبورغ الجديد لم يتجاوز عمره عاما واحدا، وفي منتصف يوليو/ تموز، تم افتتاح السقف الشمسي الضخم، وفقا للمعايير الدولية، وتنتج 6200 من الألواح الشمسية حوالي 2.4 ميغاوات. ولا يوجد في العالم من يفوقه سوى ملعب نادي غلاطا سراي التركي، الذي لديه سقف شمسي أكبر بمساحة 10.400 لوحة تنتج 4.2 ميغاوات.

ومع أكثر من 1700 ساعة لسطوع الشمس في السنة، تعد فرايبورغ أكثر مدن ألمانيا إشراقًا. وسيتم تغطية متطلبات الطاقة المتوقعة للملعب بالكامل بواسطة النظام الكهروضوئي. بالإضافة إلى ذلك، يتم ضمان التدفئة الكاملة للملعب، بما في ذلك تدفئة أرضية الملعب نفسه بالحرارة المهدرة التي تتولد أثناء سير الإنتاج بشركة كيميائية مجاورة.

مفترسا الطاقة: تدفئة أرضية الملعب والأضواء الكاشفة

أما نادي باير ليفركوزن فحول ملعبه الشهير "باي أرينا" إلى استخدام التدفئة عن بعد والكهرباء الخضراء بدلا من استخدام النفط والغاز. وقال النادي لـ DW إن لديه خطة ثنائية تعتمد أولا على شراء عقود الكهرباء الخضراء في وقت مبكر، وبهذا فهو مؤمن ضد تقلبات إمدادات النفط والغاز، وثانيا تحسين استخدام الطاقة فمثلا تدفئة أرضية الملعب تم ربطها بمحطة للطقس ولذلك فإن التدفئة لا تعمل إلا إذا كانت هناك حاجة فعلية لها.

وكذلك بايرن ميونيخ، صاحب الرقم القياسي للفوز بالدوري الألماني، يقوم بترشيد استهلاك الطاقة عند تدفئته لأرضية الملعب. فلم يعد نظام التدفئة يعمل بالغاز وإنما بمضخة حرارية هوائية، يتم تغطية متطلبات الطاقة الخاصة بها إلى حد كبير بواسطة الطاقة الشمسية. ويتم تخفيض وقت تشغيل إضاءة مصابيح "ليد" الخارجية بالملعب بعد حلول الظلام إلى النصف فقد أصبحت ثلاث ساعات إضاءة فقط بعدما كانت ست ساعات. وقال متحدث باسم النادي لـ DW إن وقت تقليل ساعات تشغيل الأضواء الكاشفة هو أحد الإجراءات التي تتم مناقشتها في بايرن بسبب أزمة الطاقة.

 

ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونيخ
سيتم تخفيض الإضاءة الخارجية لملعب أليانز أرينا إلى النصف لتصبح ثلاث ساعات بدلا من ست ساعات. صورة من: picture-alliance/SvenSimon


لكن بما أن الأضواء الكاشفة في الملاعب "تفترس" الكهرباء، مثلها مثل تدفئة أرضية الملعب، فلماذا لا تنطلق المباريات في وقت أبكر وبالتالي عدم الحاجة إلى الأضواء الكاشفة؟ تشير رابطة أندية الدوري الألماني إلى العقود الحالية للأندية. ولكن يبدو أن هناك حركة بشأن هذه المسألة أيضًا.

وقال نادي فيردر بريمن لـ DW "نحن على اتصال وثيق مع رابطة أندية الدوري الألماني وشركات الإنتاج التلفزيوني. وواحدة من العديد من الأفكار التي تتم مناقشتها هنا هي تقليل تشغيل الأضواء الكاشفة، للمباريات التي تلعب بعد الظهر مثلا". وتحدد الرابطة مقدار ضوء معين من أجل ضمان إرسال تلفزيوني عالي الجودة. وتعمل  تقنية خط المرمى  أيضًا فقط في حالة وجود إضاءة كافية.

بعض الأندية مجرد مستأجرين

وقد تم بالفعل تحويل حوالي نصف الأضواء الكاشفة في ملاعب الدوري الألماني إلى مصابيح "ليد" (LED). وعلى الرغم من أن أسعار هذه المصابيح أعلى أسعار من مصابيح الهالوجين الكاشفة التقليدية، إلا أنها أوفر بكثير في استهلاك الطاقة كما أنها أطول عمرا.

ومع ذلك، فإن مثل هذا الاستثمار لا يخضع دائمًا لقرار أندية كرة القدم وحدها لأن ليس كل الملاعب واقعة في ملكية أندية الدوري الألماني التي تلعب عليها. فمثلا أينتراخت فرانكفورت وماينز وكولونيا وهرتا برلين هم مستأجرون للملاعب في مدنهم. وهناك أندية أخرى شريكة في امتلاك الملاعب مثل فيردر بريمن، فملعب "فيزرشتاديون" هو ملكية بالمناصفة بينه وبين مدينة بريمن، كما أن ملعب شتوتغارت هو ملكية مشتركة بين النادي ومدينة شتوتغارت.

لذلك لا يمكن أن يكون هناك مفهوم موحد لجميع الأندية تحت مظلة رابطة أندية الدوري الألماني. ومع ذلك، فإن جميع الأندية متحدة في جهودها لتوفير الطاقة وبالتالي التكاليف - وليس فقط منذ بداية الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا. ومع ذلك، فقد زاد الصراع من الضغط لمزيد من خفض الاستهلاك.

ملعب "إنرغي شتاديون" في مدينة كولونيا (21/12/2016)
ملعب "إنرغي شتاديون" الذي تقام عليه مباريات فريق كولونيا هو ملك لشركة تابعة لمدينة كولونيا وليس للنادي العريق. صورة من: picture-alliance/nordphoto/Meuter

 

أما بوروسيا مونشنغلادباخ فقد حصل على عقود طويلة الأجل لإمدادات الطاقة بأسعار ثابتة ولا تزال سارية حتى الآن. وقال النادي لـ DW: "فقط عندما تعلن الحكومة الاتحادية عن المرحلة الثالثة من" خطة الطوارئ للغاز"، ستكون شركات الإمدادات قادرة على نقل التكاليف المتزايدة مباشرة إلى المستهلكين، على الرغم من العقود القائمة". وعندها سيواجه بوروسيا تكاليف إضافية كبيرة لإمدادات الغاز.

مجالات توفير أخرى أهمها خلال مونديال قطر

وبالفعل أصبح ملعب غلادباخ يضاء باللون الأخضر فقط في أيام المباريات وليس كل يوم كما كان معتادا في السابق. ومثل نادي بوروسيا، ناشدت معظم الأندية الأخرى موظفيها لتوفير الطاقة حيثما أمكن ذلك. وأنشاء فيردر بريمن "فريق عمل للطاقة" في مارس/ آذار للبحث عن مجالات للترشيد بغض النظر عن مدى صغر حجم الترشيد. وستبقى الثلاجات في منطقة تقديم الطعام بالملعب مطفأة حينما لا تكون هناك مباريات، وكذلك وحدات التكييف بالإضافة خفض درجة حرارة نظام التدفئة.

في ملعب أليانز أرينا بميونيخ، تم ضبط أجهزة التكييف على درجتين مئويتين أعلى من السابق في الصيف وفي الشتاء تقل التدفئة بدرجتين أيضا عن السابق، وتبقى المياه في المرافق الصحية باردة. ويجب على مستأجري المقصورات (لوج) الآن التقدم بطلب لتدفئتها. وكان حتى الآن، يجري الحفاظ على درجة حرارة معينة بداخلها طوال الوقت. وتوفر أندية مثل هوفنهايم وغلادباخ أيضًا في الإضاءة في الداخل والخارج، على سبيل المثال إضاءة مواقف السيارات. وفي غلادباخ يشارك اللاعبون المحترفون أحواض الاسترخاء الخاصة بهم مع فريق الشباب تحت 23 عاما وفرق الشباب الأخرى. ومعظم الأندية التي ردت على استفسارات DW تريد أيضًا استخدام تدفئة أرضية الملعب بأقل قدر ممكن، ليس فقط في ملعب المباريات وإنما أيضا ملاعب التدريب.

كما أن إقامة كأس العالم في قطر ستلعب لصالح توفير الطاقة في تلك الظروف، فبسبب البطولة، ستتوقف مباريات الدوري الألماني مؤقتًا من 13 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 21 يناير/ كانون الأول 2023. وربما تكون هذه هي الطريقة الأكثر كفاءة في توفير الطاقة، على الأقل خارج قطر.

شتيفان نستلر/ ص.ش