1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أنالينا بيربوك زعيمة الخضر ورافعة لواء حماية المناخ

٢٢ أغسطس ٢٠٢١

نائبة في البرلمان، محامية متخصصة في القانون الدولي، ربة أسرة ورياضية محترفة سابقاً. كل هذا اجتمع في رئيسة حزب الخضر، أنالينا بيربوك. الآن أصبحت مرشحة حزبها لخلافة أنغيلا ميركل. فهل تنجح من خلال ورقة حماية المناخ؟

https://p.dw.com/p/3z2JC
هل تصبح أنالينا بيربوك مستشارة ألمانيا بعد ميركل؟
هل تصبح أنالينا بيربوك مستشارة ألمانيا بعد ميركل؟صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance

منذ البداية لم تترك أنالينا بيربوك أي مجال للشك حول من يجب أن يختار حزب الخضر رئيساً له في بداية عام 2018. مرتدية سترة جلدية سوداء اللون، سارت النائبة في البرلمان الألماني من براندنبورغ إلى المنصة في مؤتمر الحزب الانتخابي في هانوفر وألقت خطاب الحملة الانتخابية بحماسة ورباطة جأش.

 تم اقتباس جملة واحدة من خطابها هذا بشكل متكرر خلال الأيام والأسابيع التي تلت ذلك، إذ صاحت بأعلى صوتها وسط تصفيق حار من قبل مؤيديها: "نحن لا ننتخب المرأة التي تقف إلى جانب روبرت (هابيك) اليوم، نحن ننتخب مستشارة جديدة!". في النهاية، تم انتخابها زعيمة حزب الخضر.

حافظت على وعدها. في البداية، كانت أقل شهرة من روبرت هابيك، شريكها في رئاسة حزب الخضر، لكن سرعان ما طورت بيربوك البالغة من العمر 40 عاماً ملفها الشخصي. فهي اليوم خبيرة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر في شؤون  المناخ، سياسية دولية بارعة. مناهضة  شجاعة للشعبوية وكراهية الأجانب.

وعندما تم تأكيد ترأس الثنائي الناجح للخضر بعد عامين تقريباً، في شتاء 2019، في مؤتمر حزبي في بيليفيلد  حصلت بيربوك على 97 بالمائة من الأصوات،  بينما حصل "الرجل بجانبها"، الرئيس المشارك هابيك، على 90 في المائة.

أنالينا بيربوك رفقة شريكها في رئاسة حزب الخضر روبرت هابيك
أنالينا بيربوك رفقة شريكها في رئاسة حزب الخضر روبرت هابيكصورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

"سيكون ذلك بمثابة طعنة صغيرة في القلب!"

هذه هي الصورة التي رسمتها أنالينا بيربورك عن نفسها: حازمة، شجاعة، طموحة، وواثقة من نفسها. في نهاية شهر مارس/ آذار من هذا العام، قالت في مقابلة مشتركة مع هابيك للمجلة الألمانية الشهيرة "دير شبيغل"، أنه في حالة إن وقع الاختيار على هابيك ليكون مرشح حزب الخضر لمنصب المستشار، وليس هي، فسيكون ذلك بمثابة "طعنة صغيرة في القلب" بالنسبة لها.

فإذا "كان للمرء طموح ما، فهو بطبيعة الحال يريد أن يظهر بأنه يمكنه تحقيق ذلك". ولطالما كانت بيربوك طموحة. فعندما كانت مراهقة، كانت رياضية محترفة، ولدت في هانوفر عاصمة ولاية ساكسونيا السفلى عام 1980. في البطولة الألمانية في القفز على الترامبولين، احتلت المركز الثالث.

وفي سن الـ 16 عاماً ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عام. بعدها درست القانون العام في هانوفر. تخرجت في "كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية" في القانون الدولي. يمكن أن تجري بيربوك المقابلات باللغة الإنجليزية بطلاقة، وهو ما لا يعد أمراً طبيعياً بين السياسيين الألمان وغير معروف عنهم إلى يومنا هذا.

منذ  بداية توليها رئاسة حزب الخضر، حققت بيربورك نتائج جيدة في استطلاعات الرأي في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى نجاحات انتخابية في الانتخابات الأوروبية وانتخابات الولايات. لكن مؤخراً واجهت بيربورك وحزبها انتكاسات، قد تكلّف الحزب أصوتا انتخابية وتحول دون وصولها المستشارية.

ولعل أبرز هذه الانتكاسات اتهام رئيسة الحزب، أنالينا بيربورك بالقيام بسرقات أدبية ووضع معلومات خاطئة في سيرتها الذاتية وعدم الإبلاغ عن مدفوعات تلقتها بقيمة 25 ألف يورو. كما تم منع قائمة حزب الخضر في ولاية زارلاند من خوض المنافسة في الانتخابات التشريعية في 26 أيلول/ سبتمبر المقبل، وبحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ للأنباء، يأتي القرار بسبب مخالفات ارتكبها مرشحون محليون.

بيد أنه لا يزال أمام الخضر تحدي اللحاق بالركب، ووضع بيربوك جيد في بوتسدام، حيث عاشت مع زوجها وطفليها منذ فترة طويلة، وفق استطلاعات رأي سابقة.  

تقديم موعد التخلص من الفحم

مثل زميلها روبرت هابيك، لا تخشى بيربوك التواصل مع السياسيين المحافظين. فمنذ أن تسلما زعامة حزب الخضر، كانت هناك تكهنات متكررة حول احتمال قيام ائتلاف حكومي يضم الخضر مع حزبي التحالف المسيحي بعد الانتخابات التشريعية في عام 2021. لكن بيربوك، التي تعتبر من أكثر السياسيين الذين يتمتعون بعلاقات متشعبة داخل حزب الخضر، تعلق أهمية كبيرة على أجندتها البيئية الخاصة.

بيربوك تؤيد إنهاء توليد الطاقة التي تعمل بالفحم في ألمانيا قبل عام 2038، وهو الموعد الذي أقرته الحكومة الحالية، كما تؤيد تحديد الحد الأقصى للسرعة على الطرق السريعة عند 130 كيلومتراً في الساعة وتعارض الإنفاق الألماني العالي للتسلح، حتى لو كان شركاء مهمون مثل الولايات المتحدة الأمريكية يطالبون بذلك بشدة.

في برنامجه الانتخابي، يؤيد حزب الخضر اتخاذ خطوات أكثر نشاطًا في حماية المناخ وذلك راجع بالتأكيد إلى خبيرة الحزب في شؤون المناخ ورئيسته الحالية، أنالينا بربوك. لذلك هناك ما يكفي من نقاط الصراع المحتملة مع الاتحاد الشريك الائتلافي المحتمل.

صفقة الأوروبيين الخضر مع الولايات المتحدة الأمريكية

في مقابلة مع DW في يناير/ كانون الثاني2021، كانت بيربوك سعيدة أيضاً بشأن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وعودته إلى اتفاقية حماية المناخ في باريس. في الوقت نفسه، صاغت رئيسة حزب الخضر توقعات واضحة وملموسة: "ما يتم الاتفاق عليه قد لا يتم الالتزام به. لقد رأينا ذلك في السنوات الأخيرة. ولهذا السبب، يتعين علينا نحن الأوروبيين، الحكومة الألمانية، التحرك والاستفادة من هذا الموقف أي المقترحات التي قدمتها الإدارة الأمريكية من أجل التعاون في قضية المناخ، والعمل على تنفيذ المقترحات على أرض الواقع".

وتقول مرشحة الخضر لمنصب المستشار إنه يجب علينا الآن الانطلاق بمقترحاتنا الخاصة بـ "الصفقة الأوروبية الخضراء"عبر المحيط الأطلسي. في البرنامج الانتخابي، لم يعترف حزب الخضر، كما كان معروفاً عنهم في السابق، بأنهم سيسعون على الأرجح إلى إقامة تحالفات مع الاشتراكيين الديمقراطيين.

ووفقا لاستطلاعات الرأي الحالية فإن الأمور مفتوحة على عدة احتمالات منها قيام ائتلاف حكومي يضم الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الليبرالي، أو ائتلاف بين الاتحاد المسيحي والخضر والليبرالي (المعروف بجامايكا) وكذلك بين الاتحاد المسيحي والخضر والاشتراكيين.

في بوتسدام، حيث تعيش أنالينا بيربوك، ستكون هناك بالتأكيد منافسة شرسة في الانتخابات التشريعية: في عاصمة ولاية براندنبورغ، بيربوك هي المرشح عن الخضر، في المقابل يواجهها نائب المستشار ووزير المالية أولاف شولتس، المرشح عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار.

وفي ظل أزمة الفيضانات التي شهدتها ألمانيا مؤخراً وتداعياتها الكبيرة، فهل تستفيد زعيمة حزب الخضر من ورقة حماية المناخ في الإنتخابات؟ حتى لحظة كتابة هذا التقرير لم يحدث هذا، بل هناك تراجع للخضر في الاستطلاعات، والمرشح الاشتراكي شولتس هو المستفيد حاليا، لكن هل تبقى الأمور هكذا حتى 26 أيلول/ سبتمبر القادم؟

يينس ثوراو/  إ.م