1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا لا تزال بلدا استثماريا مفضلا عند الشركات الأمريكية

على الرغم من ارتفاع قيمة صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي وضعف النمو الاقتصادي في ألمانيا، قررت حوالي ألفي شركة أمريكية الاستثمار في ألمانيا، اما سبب ذلك فهو السمعة الطيبة التي يتمتع بها كل ما "صنع في المانيا".

https://p.dw.com/p/6LkS
محطة تعبئة لشركة كوكاكولا في المانياصورة من: AP

أظهر استفتاء تجريه سنوياً غرفة التجارة الأمريكية في ألمانيا (AmCham Germany) بالتعاون مع مكتب بوسطن للاستشارة (BCG) أن الشركات الأمريكية التي يبلغ عددها قرابة 2000 شركة وجعلت من ألمانيا مقراً لأعمالها سعيدة بمجرى أعمالها هنا. وحسب ما ورد في الاستفتاء استطاعت 58 بالمائة من الشركات الأمريكية رفع معدل مبيعاتها في عام 2004 ، وأن 36 بالمائة منها زادت من استثماراتها في العام الماضي و50 بالمائة حافظت على حجم استثماراتها من العام ذاته. هذا وتتوقع الشركات الأمريكية انتعاشاً في أعمالها في سنة 2005، بينما تريد 40 بالمائة منها رفع استثماراتها في العام الجاري. وتعتبر مجالات التوزيع والتسويق وكذلك الأبحاث والتطوير من أهم قطاعات نشاط الشركات الأمريكية في ألمانيا. شارك في الاستفتاء أهم مائة شركة أمريكية في ألمانيا وطلب منها تقديم تقديراتها حول أسباب جاذبية الأرض الألمانية وعن توقعاتها فيما يخص النمو الاقتصادي والانتعاش في المستقبل. وبلغ معدل المبيعات في 70 مؤسسة أمريكية مشاركة في الاستفتاء أكثر من مائة مليار يورو بينما بلغ عدد الموظفين لديها 230 ألف عامل وعاملة.

Bundesfinanzminister Hans Eichel vor AmCham
وزير المالية الالماني آيشل اثناء القاءه كلمة في غرفة التجارة الامريكية في المانياصورة من: AP

تأثير ذلك على العمالة الألمانية

على الرغم من ارتفاع معدلات الاستثمار والمبيعات في الشركات الأمريكية في ألمانيا، لم يساعد ذلك على خلق فرص عمل جديدة. فقد خفضت 46 بالمائة من الشركات عدد موظفيها، بينما أتاحت 22 بالمائة منها المجال أمام تشغيل عمال جدد. ويخطط ثلث الشركات المشاركة في الاستفتاء لتخفيض عدد موظفيها في العام الجاري. ويعود ذلك إلى تركيز الشركات الأمريكية على توسيع مجالات عملها في التسويق والبحوث وهي مجالات لا تحتاج إلى أعداد كبيرة من العمال.

ظروف الاستثمار في ألمانيا

Schröder und die Wirtschaft, Fragezeichen
شرودر امام لافته مكتوب عليها "اقتصاد"صورة من: AP

احتلت ألمانيا المركز الأول في العالم في حجم الصادرات في العام الماضي على الرغم من ارتفاع قيمة صرف اليورو أمام الدولار الأمريكي (حالياً يساوي اليورو الواحد 1,33 مقابل الدولار)، وهذا ما يشجع الشركات المتواجدة في ألمانيا على متابعة استثماراتها والسعي إلى توسيع نطاق عملها، بل يمكن القول إن احتلال ألمانيا المرتبة الأولى في قائمة الدول المصدرة قد يجذب شركات جديدة إلى الساحة الألمانية. ويبدو أن الإصلاحات الأخيرة في أسواق العمل والنظام الاجتماعي في ألمانيا والمعروفة باسم "هارتس 4" لم تؤثر على الاسـتـثمارات هنا مثلما ذكرت الشركات الامريكية في الاستفتاء، لكنها تتمنى أن تحدث تغييرات في بعض المجالات لرفع جاذبية الاستثمار في ألمانيا، حيث وضعت ثلث الشركات ضرورة النمو الاقتصادي في المرتبة الأولى على قائمة تحسين سبل الاستثمارات والعمل أكثر نحو تحرير أسواق العمل من البيروقراطية. وأبدت 20 بالمائة من الشركات عن أمنيتها بخفض أجور الموظفين بينما طالبت 16 بالمائة بخفض الضرائب.

الشركات الأمريكية تتجه نحو أوروبا الشرقية

صحيح أن الشركات الأمريكية تريد البقاء في ألمانيا ومواصلة استثماراتها هناك، لكن بلدان أوروبا الشرقية بدأت تشكل منافسة قوية لألمانيا، فقد أصبحت أوروبا الشرقية أهم مكان للاستثمار بالنسبة لـ 25 بالمائة من الشركات الأمريكية، وتفكر 19 % منها بفتح فروع لها هناك. هذا الاهتمام يزداد عاماً بعد عام، فقد كانت نسبة الشركات المتواجدة هناك في العام الماضي 13 بالمائة فقط. وتعد أجور العمالة المنخفضة وكذلك الامتيازات المقدمة للشركات الأجنبية المستثمرة في بلدان أوروبا الشرقية بالإضافة إلى الضرائب القليلة من أهم أسباب جذبها للشركات الأمريكية. وقال ديتر هويسكل رئيس فرع (BSG) في ألمانيا إن "ألمانيا كموقع إنتاجي ستفقد الكثير في منافستها لأوروبا الشرقية." ويبدو أن الجودة الألمانية المعروفة عنها لم تعد كافية لبقاء الشركات هنا فقط. وسنرى في الأعوام القادمة فيما إذا استطاعت ألمانيا إقناع الشركات العالمية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص بجاذبية موقعها وأهمية الاستثمار فيها.

Eine Uhr vor dem Opel Werke in Bochum
أوبل ـ احدى الشركات التابعة للعملاقة الامريكية "جينيرال موتورز"صورة من: AP

سمير مطر

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد