1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أستاذ كرسي يحظى بتأييد من المنظمات الإسلامية في ألمانيا

٢٨ يوليو ٢٠١٠

عينت جامعة مونستر اللبناني الأصل مهند خورشيد لكرسي الأستاذية للتربية الإسلامية. وتتجلى مهمته في تأهيل مدرسي التربية الإسلامية في ألمانيا. ويخلف خورشيد الأستاذ سفين كاليش الذي لم يعد يحظى بتأييد منظمات إسلامية في ألمانيا

https://p.dw.com/p/OVhe
بروفيسور مهند خورشيد : رئيس قسم التربية الإسلامية بجامعة مونسترصورة من: WWU-Peter Grewer

سؤال: الأستاذ خورشيد أين تتجلى أهمية تدريس مادة الدين الإسلامي في المدارس الألمانية؟

جواب: تدريس التربية الإسلامية في ألمانيا مهم جدا، حيث إن أكثر من أربعة مليون مسلم يعيشون في ألمانيا وحوالي 900000 منهم هم سن الدراسة. ومع انشغال أهالي هؤلاء بموضوع الهوية الإسلامية فهم يتخوفون من أن يفقد أطفالهم هويتهم الإسلامية. وهذا ما يشرح أهمية تدريس هذه المادة في المدارس الألمانية. وهناك خطط لتعميم تدريس الدين الإسلامي في جميع المدارس الألمانية، حيث إن الدولة الألمانية قامت بإنشاء أكثر من منصب كرسي أستاذي في مختلف الجامعات الألمانية لتخريج مدرسين لهذه المادة. وهناك الآن ثلاثة أقسام تقوم بهذه المهمة أحدها في جامعة مونستر.

سؤال: ما هي الرؤية التربوية التي تركز عليها من مكانتك كمؤهل لمدرسي مادة التربية الإسلامية ؟

جواب: ما يهمني جدا هو تدريس الدين الإسلامي بحيث نحافظ على هوية إسلامية متينة. وفي نفس الوقت نود بناء هوية أوروبية لا تتعارض مع الهوية الإسلامية لأطفالنا في ألمانيا. ويعني ذلك أننا نركز في تدريس الدين الإسلامي على مواضيع العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق. لا نهتم هنا بتدريس الدين الإسلامي بشكل دوغمائي . نحن نريد أن ينشأ الطلاب المسلمون هنا كمسلمين محافظين على دينهم وذوي أخلاق عالية وفي نفس الوقت هم أبناء هذه الدولة الألمانية وهم أبناء أوروبا دون أن يكون هناك تعارض بين هاتين الهويتين.

سؤال: هل هناك عناصر خاصة بالوجود الإسلامي في ألمانيا يتم أخذها بعين الاعتبار في المناهج التربوية لهذه المادة؟

جواب: هناك أسئلة كثيرة تطرح في السياق الأوروبي بشكل عام وفي السياق الألماني بشكل خاص :مثلا ما هو موقف الإسلام من التعددية؟ ما هو موقف الإسلام من الديمقراطية؟ ما هو موقف الإسلام من المرأة؟ هل يعطي الإسلام للمرأة حقها في الحرية؟. كلها أسئلة قائمة باستمرار ويتم طرحها. والسياق الأوروبي ينتظر من مدرسي الدين الإسلامي أن يتم تدريس الدين بشكل لا يتعارض مع قيم الحداثة. ويقصد هنا بقيم الحداثة القيم الإيجابية للحداثة، مثل تقبل الآخر والتسامح وإعطاء المرأة حقوقها. ونحن نركز على هذه العناصر في تدريس الدين الإسلامي. غير أن ما يهمنا أساسا هو تدريس عقيدة إسلامية وأخلاق سليمة. ويهمني أيضا أن نعلم أطفالنا كيف يستطيعون بناء علاقة شخصية بينهم وبين خالقهم حتى لا يفهم الدين الإسلامي فقط في صورة طقوس جامدة بل حتى يكون هناك مغزى للعبادات. فعندما نتصفح القرآن وفي الأحاديث نجد أن العبادات المفروضة كالصلاة والصوم لها أيضا هدف في حياة الإنسان، في دنياه وفي آخرته.

سؤال: ألا يشكل تنوع المدارس الدينية - بتياراتها ومذاهبها المختلفة - عائقا في تطوير منهج موحد لتدريس الدين الإسلامي في ألمانيا ؟

الجواب: التعددية الإسلامية داخل الإسلام هي مثمرة. فنحن نتعامل في ألمانيا مع طلاب من خلفية سنية وشيعية وهناك أيضا طلاب علويون . كما توجد توجهات مختلفة عند الحديث عن الإسلام تتنوع بين الاتجاهات الليبرالية والمحافظة والأصولية. و نحن نتعلم هنا كيف نتعامل مع كل هذه التيارات مع وضع الحروف على النقاط عندما يتم فهم الدين الإسلامي بطريقة خاطئة لأننا نريد تقديم صورة عن الإسلام لا تتعارض مع الحياة في مجتمع تعدد الثقافات متعود على استقبال الآخر والتسامح.

سؤال: البروفيسور خورشيد لقد تم تعيينك لكرسي الأستاذية بجامعة مونستر بتزكية من المنظمات الإسلامية في ألمانيا كيف تقيم علاقات التعاون بين المؤسسة الجامعية والمنظمات الإسلامية؟

جواب: انه أمر مهم جدا. فالمؤسسات الإسلامية تعنى بأن يكون تدريس الدين الإسلامي في المدارس وفي الجامعات متناسبا مع القواعد الأساسية للدين الإسلامي. وقد أصبح التعاون مكثفا خلال السنوات الأخيرة. إنها أول مرة يتم فيها تعيين بروفيسور لكرسي أستاذي لتدريس الدين الإسلامي في ألمانيا بموافقة من جميع المنظمات الإسلامية هنا. إنه أمر مهم جدا باعتبار أن الدولة الألمانية هي دولة علمانية محايدة. فلابد أن تترك المجال الديني للمنظمات الدينية. وينطبق هذا أيضا على الدين الإسلامي وعلى تدريسه دون أي تدخل في المحتوى ومن تم يجب التعاون مع المنظمات الإسلامية حتى يتم التدريس بشكل يتناسب مع العقائد والمبادئ الإسلامية.

أجرى الحوار: عبدالحي العلمي

مراجعة : منى صالح