تربية النشء على الاستقلالية

يغادر الأولاد في ألمانيا بيت العائلة في وقت مبكر نسبياً، وذلك بهدف الدراسة الجامعية أو للحصول على التدريب المهني. ويحرص الآباء والأمهات عادة على اتباع تربية الأطفال بأساليب تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في سن مبكرة.

تنجب معظم الأسر في ألمانيا في المتوسط ​​ طفلاً أو طفلين. وينتقل الكثير من الأبناء خارج منزل العائلة إلى سكن مستقل، عندما يبلغون سن الرشد وهي 18 عاماً. ويفضل الكثير من الشباب أيضاً قضاء فترة الدراسة الجامعية أو الالتحاق بدورات التدريب المهني في مدينة أخرى، أو كذلك السفر خارج البلاد لمدة عام.


التعليم إلزامي في ألمانيا

في ألمانيا يعد التعليم جزءاً مهماً للغاية من عملية التربية. التعليم في ألمانيا إلزامي، وهذا يعني أنه يتعين على الأطفال الذهاب إلى المدرسة لمدة تسع أو عشر سنوات، وذلك بحسب الولاية التي يدرس فيها التلميذ. وفي حالات الغياب المتكرر عن المدرسة، فإن الوالدين يتحملان العواقب، لأنهما يتحملان مسؤولية انتظام الأطفال في المدرسة.

وعندما يدخل الأطفال المدرسة، فإن متابعة الآباء لهم في مسيرتهم التعليمية والتربوية، يُعد امراً حيوياً للغاية، ففي المدارس هناك ساعات مخصصة في أيام محددة للاجتماع بأولياء الأمور، ويتعين على الأباء والأمهات الحضور. ومن خلال اجتماعات أولياء الأمور بالمعلمين

يتعرفون على نقاط القوة والضعف لدى أولادهم و يتلقون نصائح حول الكيفية الأمثل لدعم الطفل.ويمكن للوالدين كذلك طلب المشورة من المعلمين عندما يتعلق الأمر مثلاً بالانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى، واختيار المدرسة الأنسب لمواصلة تعليمه فيها.


ضرب الأطفال


من الأهمية بمكان التعامل مع الأطفال من الجنسين على قدم المساواة وتنشئتهم بأسلوب بعيد عن العنف. إن الضرب واستخدام العنف اللفظي أيضاً، ممنوع في المدارس. المدارس في ألمانيا مختلطة، . ويتلقى التلاميذ من الجنسين كذلك دروس الرياضة بشكل مختلط. وأحياناً تنظم المدرسة رحلات مدرسية أو سفرات للتلاميذ والمشاركة فيها إلزامية، فهي تدخل ضمن الخطة التعليمية والتربوية، وإذا كان الوالدان غير قادرين على تحمل الأعباء المادية المرتبطة بتلك الرحلات، فغالبا ما تكون الإمكانية متاحة للحصول على دعم مالي من جهات مانحة.

الأمهات والآباء في ألمانيا، يحرصون بشدة على تعليم أطفالهم الاستقلالية في عمر مبكر، بحيث يعتمدون على أنفسهم بسرعة. وفي كثير من الأحيان يحصل الأبناء على مبلغ معين من المال كمصروف جيب، ويمكن لهم شرائها الأشياء التي يرغبون فيها. لكن الأطفال  في الوقت نفسه من خلال ذلك، كيفية التصرف في مبلغ مالي محدد بشكل مستقل وبطريقة اقتصادية. يتعلم الكثير من الشباب اليافعين يلجأ إلى العمل خلال العطلة الصيفية لزيادة مصروف الجيب قليلاً.


القرار بشأن العلاقات العاطفية والارتباط في يد الأبناء

لا يتدخل الوالدان كثيراً فيما يتعلق باختيار شريك الحياة لأبنائهم، فهذا القرار متروك للأبناء، ويجب عليهم أن يقرروا بأنفسهم. ويعرف الوالدان أن استقلالية القرار، ترتبط بالطبع باحتمال اقتراف الأخطاء، لكن ذلك هو السبيل الوحيد ليتعلم الأبناء من تجاربهم، ويصبحوا قادرين على تحديد نوع العلاقة التي يرغبون في العيش في إطارها.

ومن نافلة القول هنا، إن قرار الزاوج يتم أخذه بشكل مستقل، فليس من المعتاد أن تبحث الأسرة عن زوج أو زوجة لأولادهم، فمعظم االشباب يكون لديهم عدد من الصديقات/الأصدقاء، حتى يستقر الحال بهم ويقع اختيارهم على شريك الحياة، وأحياناً يقع اختيار الإبن أو الإبنة على شريك دائم، لكن هذا لا يعني دائما أن العلاقة تكلل بالزواج، فالكثيرون يعيشون معاً بدون زواج لفترة طويلة، وقد ينجبون حتى أطفال، وهو أمر يقبله المجتمع تماماً.