1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هجوم مسلح جديد في القدس بعد اعتداء قرب كنيس يهودي

٢٨ يناير ٢٠٢٣

بعد هجوم قرب كنيس يهودي في القدس الشرقية أسفر عن مقتل 7 إسرائيليين برصاص مسلح فلسطيني، أصيب إسرائيليان في هجوم آخر نفذه فتى فلسطيني، وسط اعتقالات وتعزيزات أمنية وتواصل الإدانات الدولية.

https://p.dw.com/p/4MpD2
هجوم مسلح في القدس الشرقية بعد اعتداء قرب كنيس يهودي (28.01.2023)
هجوم جديد في القدس الشرقية يسفر عن إصابة إسرائيليين برصاص فتى فلسطيني، وذلك بعد اعتداء قرب كنيس يهودي أسفر عن مقتل 7 أشخاصصورة من: Ahmad Gharabli/AFP/Getty Images

أصيب إسرائيليان بجروح صباح اليوم السبت (28 كانون الثاني/يناير 2023) في إطلاق نار في القدس الشرقية نفذه فتى فلسطيني في الثالثة عشرة من عمره أصيب بدوره برصاص الشرطة، بعد يوم من اعتداء على كنيس أوقع سبعة قتلى وقٌتل منفذه.
وقال متحدث باسم خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داود الحمراء" إن "شابًا عمره 23 عامًا حالته خطيرة ورجلًا عمره 47 عامًا حالته متوسطة إلى خطيرة، أصيبا بجروح في أعلى الجسم جراء طلقات نارية". وقالت الشرطة إنها "شلّت حركة" مطلق النار الذي أصيب بجروح، مضيفة أنه "يبلغ من العمر 13 عامًا"، وهو فلسطيني من سكان القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها عام 1967.

وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق السبت توقيف 42 شخصًا على صلة بالهجوم على الكنيس الذي يُعد بين الاعتداءات التي خلّفت أكبر عدد من القتلى منذ سنوات ونفذه فلسطيني من سكان القدس الشرقية في الحادية والعشرين من عمره. وقد أطلق المهاجم النار على الكنيس في حي النبي يعقوب الاستيطاني قبل أن تطارده الشرطة الإسرائيلية وتقتله. 

وتأتي هذه الهجمات في ظل تصاعد في المواجهات في الأراضي الفلسطينية بعد مداهمات دامية للجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة هي الأعنف منذ نحو عشرين عامًا، أعقبها إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ من قطاع غزة ردّت عليها إسرائيل بشن غارات على القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وتفقّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الجمعة مكان الاعتداء. وتعهد نتانياهو "باتخاذ خطوات فورية"، داعيًا الإسرائيليين إلى عدم الردّ بأنفسهم. وقال "لدينا أجهزة شرطة ولدينا جيش".

إدانات عربية ودولية
وأدانت دول عربية تقيم علاقات مع إسرائيل، بينها مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، إطلاق النار قرب الكنيس، مشددة على وقف كل الهجمات على المدنيين في الجانبين. وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نتنياهو الجمعة عبر الهاتف، ودان "الهجوم الإرهابي المروع" خارج الكنيس اليهودي. وذكر البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس قال بوضوح إن هذا كان هجومًا على العالم المتحضر"، و"شدّد على التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل".
من جهتها أعربت الخارجية الألمانية عن قلقها حيال احتمال تصعيد الصراع بعد الهجوم قرب الكنيس. ونقل بيان عن متحدثة باسم الخارجية قولها اليوم السبت إنه "لا ينبغي أن تستمر دوامة العنف التي أودت هذا العام بحياة الكثير من الضحايا على الجانبين. ثمة حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون والحوار بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية للحد من الإرهاب". وقالت المتحدثة إن الخارجية الألمانية أدانت الهجوم بأشد العبارات وأضافت أن "مهاجمة مصلين يهود قبالة كنيس في اليوم العالمي للهولوكوست بينما يؤدون صلاة السبت، هو أمر بشع وجريمة لا يمكن تبريرها".

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتفقد مكان الهجوم قرب كنيس يهودي في القدس الشرقية (27.01.2023)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتفقد مكان الهجوم قرب كنيس يهودي في القدس الشرقيةصورة من: Ronen Zvulun/REUTERS

وبدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "هذا الهجوم على مدنيين في وقت الصلاة وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، شنيع للغاية". وغرّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت عبر "تويتر" قائلًا "أفكّر بضحايا الاعتداء أمس على كنيس في القدس، بعائلاتهم وبالشعب الإسرائيلي، وأدين بشدة هذا العمل الشنيع"، داعيًا الى تجنب دوامة العنف. كما اعتبرت لندن أن "مهاجمة مصلين في ذكرى المحرقة ويوم السبت أمر مروّع".

قوات إسرائيلية في مكان الهجوم على كنيس يهودي في القدس الشرقية (27.01.2023)
الشرطة الإسرائيلية قالت إنها وضعت قواتها في "أعلى مستوى من التأهب"صورة من: Ronen Zvulun/REUTERS

"أعلى مستوى من التأهب"
وتحدثت الشرطة في بيان السبت عن توقيف 42 شخصًا في محافظة القدس بعضهم أفراد من عائلة منفذ الهجوم على الكنيس وجيرانه سيتم التحقيق معهم بشأن علاقتهم به وما يعرفونه. وقالت الشرطة في بيان آخر إنها وضعت قواتها في "أعلى مستوى من التأهب". ووصف مفوّض الشرطة الإسرائيليّة كوبي شبتاي العملية بأنّها "أحد أسوأ الاعتداءات التي واجهناها في السنوات الأخيرة. إنه هجوم صعب ومعقّد أوقع عددًا كبيرًا من الضحايا".

ويتزامن الهجوم قرب الكنيس مع تزايد الدعوات الدوليّة إلى التهدئة بعد تصعيد مستمر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. فقد قتل تسعة فلسطينيّين الخميس في مخيّم جنين للاجئين، في عملية تعد بين الأعنف التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة منذ الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005.

ودفعت عمليّة الجيش الإسرائيلي في جنين السلطة الفلسطينيّة إلى إعلان وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، في خطوة انتقدتها الولايات المتحدة. ودعا مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى إنهاء "دوّامة العنف هذه التي لا نهاية لها" في الضفّة الغربيّة.

وأعلنت واشنطن الخميس أنّ وزير خارجيّتها أنتوني بلينكن سيتوجّه الأسبوع المقبل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة حيث سيحضّ على "وضع حدّ لدوّامة العنف التي أودت بكثير من الأبرياء". وأكّد متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الجمعة أنّ الزيارة لا تزال قائمة.

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة هذا العام إلى 30 بينهم مقاتلون ومدنيّون قُتل معظمهم برصاص القوّات الإسرائيليّة، فيما سجل العام 2022 أكبر حصيلة للقتلى في الأراضي الفلسطينيّة، بحسب الأمم المتحدة. فقد قُتل العام الماضي ما لا يقلّ عن 26 إسرائيليًا و200 فلسطيني في أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينيّة، معظمهم في الضفّة الغربيّة، وفق تعداد لفرانس برس استنادًا إلى مصادر رسميّة.
م.ع.ح/ع.أ.ج/ خ س (د ب أ، أ ف ب)