1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مع أوباما يمكن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي"

٢٤ مارس ٢٠١٠

في تعليقه التالي يرى مراسل الإذاعة الألمانية العامة (إيه أر دي) في تل أبيب، سباستيان إنغيلبريشت، أنه مع الرئيس باراك أوباما يمكن التوصل إلى تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أن ذلك يتطلب بعض الوقت.

https://p.dw.com/p/MbIO

أوباما ونتنياهو حليفان بينهما بعض التناقض؛ فأوباما شخصية طوباوية تريد القفز فوق الواقع، وهو يبحث عن المخاطرة السياسية، ويريد أن يبعث الديناميكية في عملية السلام، بينما يعد نتنياهو شخصية محافظة وقوميا وبراغماتيا عنيدا. إنه يريد المحافظة على مواقف بلده، ويسعى إلى الحفاظ على السلطة، ومبدأه الأسمى أمن إسرائيل. ولا عجب إذاً ألا يدلي أوباما ونتنياهو بأي تصريحات علنية عن لقائهما في البيت الأبيض. بيد أن لدى كل منهما السبب في ذلك؛ فأوباما رفض أن يكرم رئيس الوزراء الإسرائيلي بالظهور العلني إلى جانبه، إذ إنه يرفض الاعتراف بسياسة نتنياهو.

وبالنسبة لنتنياهو فإن الظهور العلني إلى جانب أوباما ربما يمثل إحراجا له، فأفضل حلفائه هذا كان سيعرب بقوة أسلوبه الخطابي عن استيائه الشديد إزاء سياسة الاستيطان الإسرائيلية. لقد كان وضعا حرجا بالنسبة للطرفين اللذين كثيرا ما يؤكدان على قوة العلاقات بين بلديهما. ولكن أوباما أظهر بآخر نجاحاته، وهو تمرير برنامج إصلاح القطاع الصحي في أمريكا، أنه بحلمه بالتغيير، يمكن أن يحرك الأوضاع المتعثرة. غير أنه فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، يحتاج أوباما إلى وقت أكثر من الوقت الذي احتاجه لتمرير برنامج الإصلاح الصحي.

إن أوباما متمسك بالوقف التام لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وبموقفه الصارم هذا حدد معالم سياسته إزاء الشرق الأوسط؛ فالرؤساء الأمريكيون قبله كانوا ينتهجون سياسة مزدوجة؛ إذ كانوا ينتقدون بناء المستوطنات، ولا يتخذون أي إجراء ضده. أما أوباما فإنه يتمسك بسياسته ويضغط على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات. وبهذا يصبح التركيز على المستوى الدبلوماسي في تسوية الصراع في الشرق الأوسط ذا مغزى.

إن من يريد فعلا تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط يتعين عليه أن يدعم موقف أوباما: فعلى الدول الأوروبية الحليفة لإسرائيل، ومنها ألمانيا، أن تطالب بشكل حاسم بالوقف الكامل لبناء المستوطنات، وعلى وسائل الإعلام العالمية المتعجلة ألا تتندر بإخفاق أوباما خلال الأشهر الماضية، فمع هذا الرئيس الأمريكي يمكن تحقيق التغيير السياسي، بما في ذلك في الشرق الأوسط، غير أن ذلك يحتاج إلى بعض الوقت.

كاتب التعليق: سيباستيان إنغيلبريشت

مراجعة: عبده جميل المخلافي