1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مدينة الداخلة... مركب عائم في المحيط تراقصه الرياح

أيوب الريمي٩ أبريل ٢٠١٤

تقع مدينة الداخلة في جنوب الصحراء الغربية. وهي معروفة بقوة الرياح القادمة من المحيط الأطلسي التي تضرب سواحلها. DW عربية تجولت في المدينة خلال بطولة العالم للتزحلق على الماء والتقت برياضيين وبسكان المدينة الأصليين.

https://p.dw.com/p/1BdN8
Marokko Kitesurfen Weltmeisterschaft in Dakhla Strand
صورة من: DW/A. Errimi

مدينة الداخلة التي تقع في أقصى جنوب أقاليم الصحراء الغربية المتنازع عليها، وعلى بعد كيلومترات قليلة من الحدود مع موريتانيا، يطلق عليها البعض لقب المدينة العائمة، وهو لقب استحقته عن جدارة بفضل موقعها الجغرافي الذي يمتد على 40 كيلومتر داخل المحيط الأطلسي، إضافة إلى أن المدينة تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث قوة رياحها. وهو ما أهل المدينة الجنوبية إلى أن تستقبل بطولة العالم في التزحلق على الماء.

الداخلة، هي مثل مركب عائم يطفو فوق المحيط الأطلسي، تغتسل بشمس ناعمة وريح قوية تتلاعب بالألواح الشراعية التي تمتد على طول الشريط الساحلي للمدينة الجنوبية. وعند التجول في المدينة تلتقي بين الفينة والأخرى بموكب للسياح وجهتهم الوحيدة هي شاطئ المدينة الذي يستقبل بطولة العالم في التزحلق على الماء، فيما تشعر بقوة رائحة السمك أينما وليت وجهك، من هذا المزيج تتكون شبه جزيرة الداخلة، قطعة من الثقافة الحسانية الضاربة في أعماق التاريخ.

وبعد الوصول إلى شاطئ المدينة، نلتقي بعدد من الرياضيين الذين حجوا إلى الداخلة. الجميع منهمك في التحضير لعرضه وفي التأكد من أن جميع معداته سلمية، بينما البعض الآخر اختار الجلوس للاستمتاع بشمس الداخلة الدافئة في انتظار موعد عرضه. من بين هؤلاء الرياضي الألماني ماريو رودوولد الذي قال لـ DW عربية إنه "جد سعيد ومتحمس للمشاركة في هذه الدورة" خاصة وأنه احتل المرتبة السابعة خلال الدورة السابقة.

Marokko Kitesurfen Weltmeisterschaft in Dakhla
قوة الرياح تجعل من المدينة مكانا ملائما لاٌقامة بطولة العالم للتزحلق على الماءصورة من: DW/A. Errimi

"مدينة سحرها لا يقاوم"

وعلى الرغم من أن الرياضي الألماني ماريو تبدو عليه علامات التركيز، وكأنه يقرأ على صفحة المحيط الممتد أمامه الطريقة التي سيقدم بها عرضه، فإنه خصص لنا بضع دقائق للحديث عن تجربته في مدينة الداخلة "في ألمانيا نفتقد لهذه الشمس الدافئة خاصة في هذا الوقت من العام، لذلك فإنني أحاول قدر استطاعتي أن أستغل فرصة تواجدي في هذه المدينة الجميلة وبجوها الجميل الذي يجمع بين الرياح القوية وأشعة الشمس الدافئة"، يقول الرياضي الألماني الذي يضيف أنه يزور المدينة للمرة الثانية، ويشعر رغم ذلك أنه يزورها لأول مرة "هذه المدينة تعطيك إحساسا بأنك لو زرتها عشرات المرات فلن تتعرف عليها فهي تتخذ عدة أشكال في الشروق لها شكل وأثناء الغروب تفاجئك بشكل مغاير وفي المساء فأنت أمام سماء مرصعة بالنجوم لذلك فسحر هذه المدينة لا يقاوم" يقول ماريو رودوولد وهو يصف مدينة الداخلة.

شباب الداخلة... وحلم العالمية

إذا كان ماريو قد قدم إلى الداخلة من أجل المشاركة في المنافسة على اللقب العالمي للتزحلق على الماء وتمثيله بلده، فإن الأمر يختلف بالنسبة ليونس السنوسي، الشاب العشريني ابن مدينة الداخلة، الذي حضر إلى شاطئ المدينة ليس كمشارك وإنما كمتابع لنجوم العالم في التزحلق على الماء "صحيح أنني أمارس هذه الرياضة على طول السنة لكن مستواي لا يصل إلى هؤلاء الأبطال العالميين، لذلك أواظب على الحضور خلال أيام المنافسة للتعرف على المستوى العالمي لهؤلاء الأبطال" يقول يونس ذو السحنة الصحراوية في حديثه لـ DW عربية، وعلامات الإعجاب بادية عليه من المستوى الذي يقدمه الرياضيون المشاركون في البطولة. يونس الذي أخذ لنفسه موقعا فوق تل رملي حتى يتمكن من متابعة جميع العروض قال بأن هذه البطولة تمكنه من الاتصال مع هؤلاء الأبطال "أحاول الحديث مع عدد من الرياضيين الذين يقدمون لي بعض النصائح كما أنني حصلت على وعد من منظمي الدورة بأنني سأشارك في بطولة للهواة في فرنسا" يحكي يونس الذي بدا منتشيا بهذه المشاركة التي ستفتح له أفاقا جديدة بعد أن تمرس على مداعبة لوحه الشراعي ومراقصة رياح مدينة الداخلة القوية. لكن يونس لم يخفي أسفه من "قلة توفر الإمكانيات وغياب اهتمام وزارة الشباب والرياضة بالشباب أمثاله "القادرين على المنافسة على الصعيد العالمي لو أتيحت لهم الفرصة ومنحت لهم الرعاية الكافية" يقول يونس بإصرار قبل أن ينفض عباءته الصحراوية مستعدا للمغادرة بعد أن بدأت شمس المغيب تستلقي فوق سطح المحيط.

المرأة الصحراوية... سيدة قومها

بعد أن وضعت المنافسة أوزارها، ننتقل من شاطئ مدينة الداخلة إلى وسط المدينة، حيث يصادفك الرجال بلباسهم الصحراوي المعروف والنساء باللباس الذي يسمى "الملحف" وهو عبارة عن قطعة من القماش تلفها المرأة الصحراوية حول جسمها بطريقة معقدة، ندخل إلى أحدى المحلات التجارية التي تبيع منتجات لا يمكن أن تجدها إلا في الجنوب المغربي من الشاي الصحراوي إلى الحناء الصحراوي إلى الملحف الصحراوي. نلتقي بآمنة صاحبة المحل التي تستقبلنا بالشاي كما تقتضي بذلك العادات الصحراوية، نسألها عن ممارسة المرأة للتجارة في المجتمع الصحراوي المحافظ، تبتسم آمنة قبل أن تجيب "هذا من الأساطير التي تروج عن المرأة الصحراوية، أؤكد لك أن المرأة الصحراوية لها مكانة معتبرة في المجتمع وتتمتع بحرية كبيرة". تقول آمنة قبل أن تضيف بأن المجتمع الصحراوي ينظر للمرأة على أنها "سيدة ويأخذ رأيها في جميع الأمور وخير مثال على ذلك أن المرأة الصحراوية إذا كانت مطلقة فإنه يتم الاحتفاء بها حتى لا يعتبر أن الطلاق إهانة في حق المرأة"، آمنة التي كانت منهمكة في إعادة ترتيب السلع في واجهة محلها قبل أن تقول وهي تلوح بملحفها كعلامة على الفخر 'المرأة الصحراوية سيدة في قومها".

Marokko Kitesurfen Weltmeisterschaft in Dakhla Strand
رجل وصبي بملابس صحراويةصورة من: DW/A. Errimi
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد