1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر أربيل للتطبيع مع إسرائيل.. لماذا أثار كل هذا الجدل؟

٢٨ سبتمبر ٢٠٢١

تداعيات مؤتمر التطبيع مع إسرائيل في أربيل بكردستان العراق لا تزال مستمرة، ومذكرات الاعتقال تتوالى. حكومة كردستان تبرأت وحكومة بغداد صعدت أكثر، فما أسباب كل هذه الضجة؟ وما هي أكبر ردود الأفعال؟

https://p.dw.com/p/40yKe
صورة من مؤتمر السلام والاسترداد في أربيل
صورة من مؤتمر السلام والاسترداد في أربيلصورة من: IRNA

لا يزال ملف المؤتمر الذي عُقد في إقليم كردستان العراق ودعا إلى التطبيع مع إسرائيل يثير ردود فعل غاضبة في العراق، إذ أصدر القضاء مذكرات اعتقال جديدة، ووصل بذلك عدد المتابعين إلى 10 أشخاص، وفق ما ذكرته وسائل إعلام.

المؤتمر انعقد يوم الجمعة (24 سبتمبر/أيلول) في مدينة أربيل وحمل اسم "السلام والاسترداد"، وحضرته شخصيات من عدة أقاليم. غير أن رد سلطات بغداد لم يتأخر، فتم الإعلان عن مذكرات اعتقال بحق ثلاثة أشخاص، منهم رئيس حركة "صحوة أبناء العراق"، وسام الحدران، والنائب السابق مثال الألوسي، وموظفة في وزارة الثقافة اسمها سحر كريم الطائي.

وكان لعدد من الشخصيات في كردستان علاقات مع إسرائيل، التي كانت من الداعمين لإنشاء دولة كردية. وكانت العلاقات بين إسرائيل والمجتمع الكردي أفضل حالا بكثير من العلاقات مع المجتمعات العربية؛ لكنها المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم مؤتمر يحضره 300 ضيف من عدة محافظات عراقية.

مشاركون يواجهون العقوبات

أوضح وسام الحدران، الذي تلا كلمة في المؤتمر، أنه لم يدع إلى التطبيع، بل تساءل عن إمكانية عودة اليهود العراقيين، ومنح جميع العراقيين من مختلف الديانات، بما فيهم اليهود، جنسياتهم المصادرة منهم. وتابع في بيان له "لا عدوانية لنا مع كل عراقي فقد جنسيته وأملاكه، فنحن مع السلام والأمان والاستقرار والاستثمار"، مطالباً بوقف الحروب.

وكان الحدران قد نشر الأسبوع الماضي مقال رأي على صحيفة "ذا وول ستريت جورنال" بعنوان "العراق يجب أن ينضم إلى اتفاقيات أبراهام"، قال فيه بشكل واضح: "ندعو إلى تطبيعٍ كامل للعلاقات مع إسرائيل وتبني سياسة جديدة للتنمية والازدهار"، متابعاً أن المجتمعين في المؤتمر اتخذوا الخطوة الأولى بهذا اللقاء، وستكون الخطوة الثانية هي محادثات مباشرة مع الإسرائيليين، لافتا إلى أنه لا توجد قوة محلية أو أجنبية ستمنعهم من التقدم إلى الأمام.

ونشرت مواقع عراقية أن الهيئة التأسيسية لـ"صحوة أبناء العراق" قررت إقالة الحردان من منصبه، فيما قررت وزارة الثقافة والسياحة والآثار تشكيل لجنة تحقيق بشأن مشاركة سحر كريم الطائي، التي تعمل في الهيئة العامة للآثار والتراث.

ومما جاء في كلمة سحر كريم الطائي: "نمد أيدينا للسلام لكل دول العالم. إن إسرائيل دولة قوية وجزء لا يتجزأ من العالم ومن الأمم المتحدة. لن يهمل العراق هذه الحقيقة ولن يعيش في عزلة عن العالم ولن يكون تابعا لأحد".

بدوره قال مثال الآلوسي إنه لم يكن حاضراً في هذا المؤتمر لوجوده خارج البلاد لأجل العلاج، لكنه انتقد بشدة مذكرات الاعتقال التي أصدرها القضاء العراقي، متحدثا لـRT عن أن "الدولة والقضاء في العراق يسيرّان بأهواء إيرانية تحت تهديد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، وأن الأوامر القضائية هي جريمة بحق حرية الرأي والإعلام والتعبد"، بحسب تعبيره.

تنديد عراقي وإيراني

حاولت حكومة إقليم كردستان إخلاء مسؤوليتها عن المؤتمر، وقالت إنه نُظِّم دون علمها ولا موافقتها، وإنه لا يعبر عن موقفها. فيما قالت الرئاسة العراقية إنها تؤكد "موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني"، وتابعت أنها تجدد رفض العراق القاطع لمسألة التطبيع مع إسرائيل، وتعتبر المؤتمر "محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الأهلي".

تعدت الإدانة حدود العراق، ودخل حزب الله اللبناني المدعوم من إيران على الخط، منددا بدوره بتنظيم المؤتمر، واصفا إياه بـ "محاولة فاشلة لترويج ثقافة الحوار مع العدو".

ويضع العراق عقوبات قاسية على المروجين للتطبيع قد تصل إلى الإعدام، غير أن حكومة كردستان العراق سبق لها أن أوقفت تطبيق عدة مواد من القانون العراقي في الإقليم ومن ضمنها المادة 201 من قانون العقوبات العراقي.

من هي الجهة المنظمة؟

تشير لافتة في المؤتمر إلى رعايته من طرف "مركز اتصالات السلام"، (The Center for Peace Communications) وهو منظمة أمريكية يوجد مقرها في مدينة نيويورك. ويقول المركز على موقعه الإلكتروني إنه يعمل مع الإسلام والمدارس والمراكز الروحية والقيادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على دحر الأيديولوجيات المسببة للانقسام وتعزيز عقلية المشاركة الشاملة.

يترأس المركز جوزيف براودي، وهو مختص أمريكي في الشرق الأوسط، يتحدث العربية والعبرية والفارسية، ومن المتحمسين لجيل عربي جديد يملك علاقة أفضل مع إسرائيل. ويتنوع أعضاء المعهد من باحثين وإعلاميين من دول المنطقة، لكن في مجلس إدارته توجد شخصيات أمريكية معروفة كالسفير السابق دنيس روس، الذي عمل سابقا في الوساطات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

إسرائيل ترحب

تدرك واشنطن، التي تملك حضورا عسكريا في العراق، حساسية موضوع التطبيع في هذا البلد، سواء منذ عهد صدام حسين أو خلال الفترة الحالية التي يوجد فيها تأثير إيراني كبير على البلد، ولم يصدر عنها موقف رسمي حول ما يجري، لكن شخصيات أمريكية على تويتر دعت إلى دعم الخطوة.

أما الجانب الإسرائيلي، فقد علق أوفير غندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي بالقول: "هذه الدعوة أتت من الشعب وليس من الحكومة، وما يحظى بأهمية خاصة هو الاعتراف بالظلم التاريخي الذي تعرض له يهود العراق. في المقابل، إسرائيل تمد لكم يدها بالسلام".

وفي تصريح خاص لـDW عربية، قال حسن كعبية، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: "هذا حدث تاريخي. السلام أمر طبيعي بين الشعوب من أجل أبنائنا. بين العراق واليهود هناك تاريخٌ ماضٍ عريق، لكن الاعتراف بالظلم التاريخي الذي لحق بيهود العراق هو حق لأبنائنا"، مضيفا أن "شعب العراق عانى الكثير من الحروب، ولا يوجد مانع من انضمام العراق إلى دول عربية عقدت اتفاقيات سلام مع إسرائيل".

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن المزيد من جهود التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل يجب أن تلقى الدعم من أولئك الذين يدعمون بشكل فعلي السلام، وإن هؤلاء الذين يدعون لإقامة علاقات مع إسرائيل يستحقون الدعم من العالم الغربي.

وتوجد في إسرائيل جالية من أصول عراقية مهمة، كانت قد هاجرت من العراق بين عامي 1947 و1951، إذ تشير تقارير إلى ممارسة السلطات العراقية آنذاك ضغوطاً واسعة عليهم لترك بلدهم خصصوا بعد الاستيلاء على ممتلكاتهم. كما تعرض اليهود العراقيون للتضييق ولأعمال عنف متفرقة كما حصل عام 1941 عندما قُتل وجرح المئات منهم.

إ.ع