1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليبيا: النزاع المقبل المحتدم على حدود أوروبا الخارجية

٥ مارس ٢٠٢٠

بعد استقالة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا سلامة يطالب الأمين العام للأمم المتحدة بوقف المواجهات الحربية. ويبدو حاليا بالأحرى أن نموذج حروب مقبلة ينكشف في ليبيا.

https://p.dw.com/p/3YqYj
صورة رمزية للنزاع العسكري في ليبيا
صورة رمزية للنزاع العسكري في ليبيا ولا يبدو في الأفق نهاية للحرب هناكصورة من: AFP/M. Turkia

المبعوث الأممي السادس لليبيا يستقيل..فهل يظل السلام ممكنا؟

لقد كانت كلمات مقتضبة أعلن فيها شتيفان دوجاريتش، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش عن استقالة المبعوث الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة. وأوضح أن الأمين العام كانت له دوما الثقة الكاملة في عمل السيد سلامة. وبعد استقالته سيناقش معه سبل انتقال سلس بغية الحفاظ على ديناميكية المفاوضات.

والديناميكية، كيفما يمكن أن تفهم من كلام دوجاريتش، طورت إلى حد الآن في أحسن الأحوال قوة بحجم مقدورعليه. لكن الأهداف الأساسية لم تتحقق حتى بعد سنوات من الوساطة. والأمين العام يطالب بوقف فوري للمواجهات، ويذكر بالقرار رقم 2510 الصادر مؤخرا من قبل مجلس الأمن الدولي ويطالب بتنفيذه.

سلامة تقريبا بدون فرصة

واستقالة سلامة هي نتيجة لانعدام الدعم الذي لقيه من جميع الفاعلين في ليبيا، كما تقول الباحثة في علوم السياسة وخبيرة ليبيا، إنغا تراوتيغ من المعهد الملكي في لندن (كينغز كوليغ). فلا المجتمع الدولي الممثل من طرف مجلس الأمن الدولي ولا الدول الفاعلة في ليبيا قدمت له الدعم. والفاعلون الليبيون برهنوا على نقص في كل التزام.

وفي الأسبوع الماضي أعلن سلامة أنه حصل على دعم شفهي عقب مؤتمر برلين في يناير/ كانون الثاني، لكنه بعد ذلك اكتشف أنه لا أحد يلتزم بذلك ـ وعوض ذلك حصل تصعيد. كما كان سلامة محبطا أيضا من أن الجانب الليبي كان يرفع له باستمرار طلبات لم يكن قادرا على تلبيتها.

ويعود فشل سلامة أيضا إلى كون أنه لم يتم الفصل بما يكفي بين المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية في ليبيا، كما أفادت تراوتيغ. وكان من الصعب إيجاد حلول وسط سياسية. "وكان من الصعب الجمع بين المسؤولين السياسيين من شرق ليبيا وغربها. وهنا قلما وُجدت حلول وسط، بل لم يحصل حتى لقاء مع جميع الممثلين".

الموفد الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة يستقيل
الموفد الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة يستقيلصورة من: Reuters/D. Balibouse

مصالح معقدة

ويبقى من الصعب حل النزاع، لأن الفاعلين الوطنيين والدوليين يتبعون مصالح خاصة. وعُلم الثلاثاء أن المشير خليفة حفتر المتحالف مع حكومة طبرق افتتح ممثلية دبلوماسية في سوريا. وخلال حفل في العاصمة دمشق أعلن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أن كلا البلدين يحاربان ضد "الإرهاب" وداعميه.

وبالنسبة للحكومة السورية يمثل هذا خطوة إضافية، وإن كانت صغيرة، نحو اعتراف دولي. وحفتر من جانبه يمكن أن يعول على الدعم من جانب سوريا وبصفة غير مباشرة من حليفتها ايران وحزب الله.

وتربط حفتر منذ مدة علاقات مع روسيا الحليف الرئيسي لسوريا. وحفتر والأسد يجمعهما شيء إضافي آخر وهو عداوتهما مع تركيا. وتركيا تدعم من جانبها عسكريا حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، التي تأمل تركيا منها في الحصول على امتيازات في الخلاف حول موارد الغاز المكتشفة قبل بضع سنوات في البحر المتوسط. وهذه الموارد لا تقع في المياه التركية، بل في المنطقة البحرية الليبية.

كما أن تركيا مقربة من الإخوان المسلمين وتصطدم في ذلك بمقاومة قوية من حكومة مصر. وبعد سقوط الرئيس محمد مرسي المنحدر من صفوف الإخوان المسلمين في عام 2013 تحارب حكومة السيسي تحت خرق حقوق الإنسان الأساسية الإخوان المسلمين، وهي تخشى الآن انبعاثها في ليبيا وتساهم مثل بعض الدول الخليجية في مقدمتها الإمارات العربية المتحدة في تدويل النزاع في ليبيا.

وحتى الاتحاد الأوروبي يتبع مصالح في ليبيا وهو يريد بالأخص تفادي أن تتحول ليبيا إلى ساحة غير مراقبة للاجئين والمهاجرين. وبمقدور الاتحاد الأوروبي تحقيق هذا الهدف فقط إذا تعاونت الدول الأعضاء معا، كما تقول إنغا تراوتيغ من المعهد الملكي في لندن. مع العلم أن اللاجئين يتأثرون بشكل خاص بالعمليات القتالية.

نموذج حروب المستقبل؟

خبير شؤون ليبيا، فولفرام لاخر، من "مؤسسة العلوم والسياسة" في برلين أشار في وثيقة إلى الديناميكية الأساسية للنزاع في ليبيا إلى أن هناك ثلاث تصنيفات لمواجهات مسلحة مستقبلية. إذ سيتم استخدام الطائرات المسيرة بانتظام. وهذه لا تقلل فقط من المخاطر التي يتعرض لها الفاعلون، بل تساعد أيضا في حجب هويتهم. والهدف نفسه تخدمه الاستعانة بوحدات المرتزقة التي لا يُعرف لحساب من تعمل.

والميول للتغطية على هوية الفاعلين يرتكز إلى حقيقة أن قوى كبرى مستعدة أكثر للعمل على أساس هذه الخطط. وحتى سياسة الأخبار المضللة تسجل مستويات جديدة في ليبيا. وهذا النوع من الديناميكية يُضعف سلطة مجلس الأمن الدولي. وعوض أن يهتم هذا الأخير بتنفيذ عقوباته وقراراته ضد ليبيا، فإن استرتيجية الحرب غير المفتوحة تفرض نفسها في ليبيا وتدمر النظام الدولي بصفة متزايدة.

كرستن كنيب/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد