قالت دراسة جديدة إن التطعيم ضد مرض COVID-19 لا يقلل من فرص الحمل بنجاح للأزواج الذين يحاولون الإنجاب، وذلك وفقًا لبيانات قام باحثون في جامعة بوسطن بدراستها. ومع ذلك، يبدو أن الرجال الذين كانوا محل الدراسة وثبتت إصابتهم بالفيروس يعانون بشكل ما من "انخفاض قصير الأمد في معدلات الخصوبة".
نُشرت نتائج الدراسة هذا الأسبوع في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة ( the American Journal of Epidemiology). واعتمد الباحثون على بيانات من الأشخاص المسجلين عبر الإنترنت في دراسة لمعدلات الحمل بجامعة بوسطن.
لا خطر على النساء من اللقاحات
وتضيف الدراسة مزيداً من المعلومات إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تدعم استخدام اللقاحات لحماية النساء الحوامل وتقليل المخاطر على أطفالهن، فيما حثت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة CDC، وكذلك مجموعات من الأطباء المتخصصين، جميع الأزواج الذين يحاولون الحمل على التطعيم ضد المرض، بحسب ما نشر موقع قناة سي بي اس الأمريكية.
وقالت الدكتورة ديانا بيانكي، رئيسة المعاهد الوطنية للصحة التي مولت الدراسة، في بيان صحفي أعلنت خلاله نتائج البحث: " إن النتائج تطمئن إلى أن التطعيم ضد كوفيد-19 للأزواج الذين يسعون للحمل لا يبدو أنه يضعف الخصوبة بالنسبة للنساء".
ويقول القائمون على الدراسة إنهم استطلعوا المشاركين وهن من النساء البالغات حتى سن 45 عامًا - اللائي يحاولن الحمل دون استخدام علاجات لرفع معدلات الخصوبة - والعديد من شركائهن كل ثمانية أسابيع لمدة عام.
ولم يجد تحليل إحصائي للبيانات التي تم جمعها من المشاركين "أي ارتباط ذي مغزى" بين الأزواج الذين أبلغوا عن تلقيهم لقاحات مضادة لــ COVID-19 واحتمال قدرتهم على الإنجاب، مقارنة بالمشاركين غير المطعمين.
انخفاض "عابر" في الخصوبة لدى الرجال
ومع ذلك، يبدو أن الشركاء الذكور الذين أفادوا بأنهم قد أصيبوا بـ COVID-19 عانوا بدرجة ما من "انخفاض عابر" في احتمالية الحمل في غضون 60 يومًا. وقال الباحثون إن "هذه النتائج تشير إلى أن عدوى فيروس SARS-CoV-2 قد تترافق مع انخفاض قصير الأمد في الخصوبة لدى الرجال".
ووجدت بعض الدراسات انخفاضًا مؤقتًا في إنتاج بعض الرجال للحيوانات المنوية بعد الإصابة بفيروس SARS-CoV-2، المسبب لـمرض COVID-19، وأرجع العلماء الأمر إلى أن ذلك قد يكون نتيجة للحمى التي استمرت أيامًا بسبب المرض، وهي فترة تستمر أطول بكثير من الحمى التي قد يصاب بها البعض بعد تلقي التطعيم مباشرة والتي تعد أحد الآثار الجانبية الخفيفة.
وقال فريق الباحثين إنه يخطط لمواصلة متابعة المشاركين في الدراسة لرصد أي "ارتباطات طويلة الأمد" محتملة بين التطعيم و"الخصوبة"، وخصوصاً الرجال، وملاحظة احتمال كون الأزواج قادرين على الحمل خلال دورة شهرية واحدة، ومع ذلك، "فمن غير المرجح أن تظهر آثار ضارة على الخصوبة بعد عدة أشهر من التطعيم"، بحسب ما أفاد الفريق البحثي.
ولا تزال المخاوف بشأن الربط بين الخصوبة والتطعيم قائمة، مدفوعة بالمعلومات الخاطئة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أظهر استطلاع نشرته مؤسسة "كايزر فاميلي فاونديشن" Kaiser Family Foundation في نوفمبر / تشرين الثاني أن ما يقرب من 3 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة يعتقدون أو غير متأكدين مما إذا كانت اللقاحات قد ثبت أنها تسبب العقم أم لا.
وقالت الدكتورة مياني دلمان إحدى مستشاري اللقاحات الخارجيين بوكالة CDC: "نحن نعلم أن لقاحات COVID-19 آمنة وفعالة. إذا كنت حاملاً، أو بعد الولادة، أو مرضعة، أو تحاولين الحمل الآن، أو قد تصبحي حاملاً في المستقبل، فيرجى تلقي التطعيم".
كان العلماء قد حذروا أيضاً من أن الفيروس قد يزيد من مخاطر ولادة جنين ميت، إذ كشفت دراسة حديثة أجراها الخبراء بالمعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، ونُشرت في دورية نيتشر Nature، عن وجود التهاب لدى الأطفال الذين حملتهم أمهات مصابات بالعدوى والذي قد "يؤدي إلى أمراض طويلة الأمد".
ع.ح./خ.س
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.
الكاتب: إسماعيل عزام