1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كورونا في اليونان ـ اللاجئون أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفيروس

٢٥ أغسطس ٢٠٢٠

حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد في جزيرة ليسبوس اليونانية في ازدياد، وهناك إصابات بالفيروس بين اللاجئين أيضاً. والخبراء يرون أنها مسألة وقت فقط حتى يخرج الوضع عن السيطرة.

https://p.dw.com/p/3hQJY
صورة من الجو لمخيم موريا للاجئين على جزيرة ليسبوس اليونانية
تحذير من تفشي عدوى الإصابة بفيروس كورونا بين اللاجئين في مخيم موريا المكتظ صورة من: Getty Images/AFP/A. Messinis

عدد قليل من السياح قضوا إجازتهم على جزيرة ليسبوس اليونانية هذا الصيف. فقد أثر فيروس كورونا بشكل كبير على رغبة الناس في السفر.

قبل بضعة أشهر كانت البلجيكية كارولين فيليمن في جزيرة ليسبوس، وهي تعمل كمنسقة ميدانية لدى منظمة أطباء بلا حدود. مهمتها تكمن في مكافحة فيروس كورونا.

غير أن الظروف في الجزيرة تسبب لها مشاكل كبيرة في العمل. عند اقترابهم من الهبوط، حلقت الطائرة فوق مخيمات ضخمة، لو لم يكن هناك وباء عالمي، كنت ستظن أن الجزيرة تستضيف مهرجاناً كبيراً، لكنه مخيم موريا للاجئين، وهو الأكبر في أوروبا. تم إنشاء هذا المخيم لاستيعاب نحو ثلاثة آلاف شخص ولكنه يأوي حالياً حوالي 13 ألف شخص. فيروس كورونا لم ينتشر هناك بعد، لكن خبراء يحذرون من أن الجزيرة ليست مستعدة لمواجهة تفشي الفيروس.

في حوار مع DW أعربت فيليمن عن قلقها وقالت "أعلم أن هذه ليست مقارنة علمية. لكن في الوقت الذي تم فيه إلغاء جميع الفعاليات الكبيرة لأن خطر الإصابة بالعدوى كبير للغاية، فإن الوضع في هذا المكان لا يمكن تصوره". تدعو الحكومة اليونانية باستمرار إلى توخي الحذر، لأن معدل الإصابة في اليونان آخذ في الازدياد. في ميتيليني، عاصمة جزيرة ليسبوس، وعلى بعد عشرة كيلومترات فقط، يبدو أن فيروس كورونا ينتشر ببطء بين السكان هناك. لذلك يطالب خبراء الصحة بارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة أمان وغسل اليدين، والحرص على التعقيم والعزل المنزلي عند الشعور بأعراض الإصابة بفيروس كورونا.

اليونان: خوف اللاجئين من كورونا

غسل اليدين غير ممكن!

تقول فيليمن إن "جميع هذه الإجراءات لا وجود لها على أرض الواقع في مخيم موريا". وتضيف: "حتى لو قضيت وقتاً طويلاً داخل خيمتك، يتعين عليك الوقوف ثلاث مرات يوميا في طوابير طويلة مع آلاف الأشخاص لدى جلب الطعام. والأمر نفسه ينطبق على الاستحمام ودخول الحمام. إذ من المستحيل تجنب الازدحام". حتى غسل اليدين باستمرار أمر مستبعد في الواقع. فيليمن لم تقارن مخيم موريا بمهرجان صيفي كبير، لأنه مكان جميل، بل لأن لا أحد يريد العيش هناك.  الكثير من الناس يعيشون ضمن مساحة ضيقة للغاية، وفي هذه الظروف الصحية الصعبة، لا يمكن أن يجد الفيروس ظروفاً مواتية للانتشار أفضل من هذه.

إجراءات رمزية

يبدو أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات اليونانية لمنع انتشار فيروس كورونا في أماكن إيواء اللاجئين ذات طبيعة رمزية في المقام الأول. في مارس / آذار، طالبت أثينا لطالبي اللجوء بالالتزام بقواعد النظافة، وتم تقييد حرية التنقل. ومنذ ذلك الحين لا يُسمح لأكثر من 150 شخصا بمغادرة المخيم كل ساعة. بينما يُسمح الآن لسكان الجزيرة بالتنقل بحرية مرة أخرى بعد إغلاق صارم استمر قرابة شهرين، بينما تم تمديد حظر التجول بالنسبة لطالبي اللجوء للمرة السابعة منذ ذلك الحين.

أطفال في مخيم موريا للاجئين بتاريخ مارس/ آذار 2020
لا يمكن تجنب الازدحام في مخيم موريا للاجئين والظروف الصحية والمعيشية هناك كارثيةصورة من: Getty Images/L. Gouliamaki

المزيد من قوارب اللاجئين

خلال هذا الصيف ازداد كثيرا عدد قوارب اللاجئين التي وصلت جزيرة ليسبوس قادمة من تركيا. يقوم موظفو ومتطوعو المنظمات غير الحكومية بقياس درجة الحرارة واستجواب الوافدين الجدد حول الأعراض المعتادة لفيروس كورونا. في ليسبوس يوجد مركزان للحجر الصحي، حيث يتم فيهما عزل المهاجرين الواصلين حديثاً لمدة أسبوع. الصحفية فرانسيسكا غريلماير، تعيش في الجزيرة منذ سنوات وتغطي باستمرار التطورات هناك، تقول "لا أحد يعرف بالضبط ما يجري هناك".

غياب الشفافية لدى السلطات

تأسف غريلماير للتعامل غير الشفاف من قبل السلطات اليونانية، خاصة خلال أزمة كورونا وتقول "لا أحد لديه حق الوصول إلى مراكز الحجر الصحي الرسمية لطالبي اللجوء، كما أن الرعاية الطبية والقانونية غير مضمونة. بالطبع أتفهم أن هناك أشخاصاً مصابين، لكن المشكلة هي أنه بالنسبة لجميع من وصلوا إلى ليسبوس في الأسابيع الماضية، تعود عقارب الساعة للوراء وتبدأ العزلة من الصفر عندما يتم إيواء الشخص الذي ثبتت إصابته معهم هناك". التطورات تقلق الصحفية، التي باتت متأكدة من أمر واحد، وهو أن أثينا تستخدم فيروس كورونا من أجل فرض أجندتها الخاصة باللاجئين، وتقول "من الواضح أن الوباء يتم استخدامه في هذه اللحظة لإبقاء الناس محبوسين، وهذا يزيد من الانقسام بين السكان واللاجئين".

تقييد عمل منظمات الإغاثة

تحت ستار الاجراءات الصحية، يتم تقييد عمل منظمات الإغاثة أيضا "فكلما قل عمل الجهات الفاعلة المستقلة في الموقع، أحكمت الحكومة قضبتها أكثر" تقول غريلماير. منظمة أطباء بلا حدود أيضا لمست هذا مؤخراً، وتقول كارولين فيليمن "لقد استأجرنا مستودعاً وأنشأنا فيه مركز كوفيد19 (فيروس كورونا) للاجئين". رحب مستشفى ميتيليني بهذه الخطوة. الجزيرة البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، لا تتوفر سوى على ستة أسرة للعناية المركزة، لهذا كان لابد من زيادة سعة المستشفى الميداني بسرعة في شكل خيام وحاويات.

المركز الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود الذي أقامته قرب مخيم موريا للاجئين لمعالجة المصابين بفيروس كورونا
السلطات اليونانية أغلقت هذا المركز الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود قرب مخيم موريا للاجئين بناء على شكوى أحد سكان الجزيرة!صورة من: MSF/Anna Pantelia

إجراء غير مفهوم!

بعد أن بعث أحد السكان المحليين بشكوى إلى سلطات الجزيرة، تم فرض غرامة قدرها 35 ألف يورو على منظمة أطباء بلا حدود. كما أن الأمر وصل إلى التهديد بالملاحقة الجنائية. السبب الرسمي هو أن المستشفى الميداني يقع في منطقة تجارية. هذا الإجراء غير مفهوم بالنسبة لكارولين فيليمن، التي ذكرت أن أطباء بلا حدود قامت بإبلاغ السلطات المحلية والوزارة المسؤولة ودعتهم لزيارة المستشفى. غير أنه تم إغلاق المنشأة الطبية وفقد 50 موظفا من سكان ليسبوس عملهم حيث كان قد تم تأهيلهم للعمل في المركز. "الغرامة شيء معروف، لكن العواقب الجنائية مخاطرة لا يمكننا تحملها"، تقول  فيليمن لـ DW.

إنها مسألة وقت

وتنتقد فيليمن السلطات اليونانية لإغلاقها المركز الطبي والذي لم يكن في صالح أحد. هذا وقد ثبتت إصابة 48 شخصاً في ليسبوس بعدوى فيروس كورونا المستجد. ومنظمة أطباء بلا حدود شبه متأكدة من أن الفيروس لم ينتشر بعد في موريا: "من الممكن أن تكون هناك حالات إصابة بدون ظهور أعراض. ومع ذلك نعتقد أنه من غير المرجح أن يكون الفيروس قد انتشر على نطاق واسع، لأن احتمال وجود إصابات دون أعراض بين 13 ألف شخص، ضئيل للغاية" تقول فيليمن. غير أن ما بين  300 إلى 400 شخص في مخيم موريا للاجئين ينتمون لمجموعة الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، وتوضح فيليمن بأنه "مسألة حظ فقط إن لم يتفش المرض في موريا بعد". وإنها مسألة وقت فقط قبل أن يتفشى الفيروس على نطاق واسع في جزيرة ليسبوسغير المستعدة حتى الآن للتعامل مع مثل هذا الوباء.

فلوريان شميتس/ إ.م