1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"صفقة القرن" ـ رفض فلسطيني صريح وتحفظ عربي ودولي

٢٨ يناير ٢٠٢٠

توالت ردود الفعل على خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ففيما رحبت بها إسرائيل، رفضتها القيادة الفلسطينية، بينما تباينت ردود فعل العواصم العربية والعالمية، لكن معظمها بدى متحفظا.

https://p.dw.com/p/3Wwe8
سارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إعلان رفض السلطة خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام في الشرق الأوسط
أعلن محمود عباس خلال اجتماع السلطة الفلسطينية في رام الله، البدء فورا بإجراءات لإنهاء الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية ردا على إعلان الخطة الأمريكية. صورة من: Reuters/R. Sawafta

ترامب يكشف عن خطته للسلام.. ما تفاصيلها ولماذا الآن؟

مباشرة وعقب كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بها، سارعت القيادة الفلسطينية  إلى رفض هذه الخطة، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الخطة "لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة". وقال عباس عقب اجتماع القيادة الفلسطينية الثلاثاء "إن مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال ولن تسقط حقا ولن تنشئ التزاماً... سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل". وأكد عباس "أن القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة"، في رفض واضح لمقترح ترامب بأن القدس ستظل "عاصمة غير مقسمة لإسرائيل".

وهدد عباس باتخاذ إجراءات لإنهاء الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية، معتبرا الخطة الأمريكية في مجملها تخدم سياسات وخطط إسرائيل. فيما أعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة رفض الخطة مؤكدة أنها ستسقط "هذه الصفقة".

وكشف الرئيس الأمريكي اليوم الثلاثاء (28 يناير/كانون الثاني) عن خطة للسلام في الشرق الأوسط تقترح "حلاً واقعياً بدولتين" فيما قالت إسرائيل إنها تتضمن اعترافا بالمستوطنات كجزءً من أراضيها. واقترح ترامب أن تكون هناك "عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية"، لكنه شدّد على أن القدس ستبقى "عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة".

عربيا طالبت مصر في بيان لوزارة خارجيتها "الطرفيّن المعنييّن بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية.. والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية، لطرح رؤية الطرفيّن الفلسطيني والإسرائيلي إزاءها".

السعودية قالت إنها "تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين .. تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات".

أما الإمارات العربية فقد رحبت بخطة ترامب، وقال سفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة في بيان على تويتر "تقدر الإمارات العربية المتحدة الجهود المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي". كان الدبلوماسي الإماراتي، إلى جانب نظرائه من سلطنة عمان والبحرين، أحد ممثلي الدول العربية الحاضرة لدى الإعلان عن خطة ترامب في البيت الأبيض.

من جانبه وصف رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة خطة ترامب بأنها "مشؤومة، ويوم أسود للقضية الفلسطينية يذكرنا بوعد بلفور"، لكن وزير خارجية الأردن دعا إلى مفاوضات مباشرة تتناول جميع قضايا الوضع النهائي في إطار حل شامل وفقا للشرعية الدولية والمبادرة العربية. ونقل بيان عن وزير الخارجية أيمن الصفدي قوله إن "السلام العادل والدائم الذي يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق هو خيار استراتيجي أردني فلسطيني عربي".

ترامب أعلن "صفقة القرن" للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
ترامب أعلن "صفقة القرن" للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهوصورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Brandon

على الصعيد الأممي قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش يتعهد بمساعدة إسرائيل والفلسطينيين على التوصل إلى سلام قائم على قرارات المنظمة الدولية والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية ورؤية الدولتين بناء على حدود ما قبل 1967.

إلى ذلك دعت روسيا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الشروع في "مفاوضات مباشرة" لإيجاد "تسوية مقبولة للطرفين"، وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف "لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أم لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية".

تركيا من جانبها اعتبرت أن "خطة السلام الأمريكية المزعومة ولدت ميتة"، حسب بيان للخارجية التركية، الذي أضاف أنها "خطة ضم (للأراضي) تهدف إلى نسف حل إقامة الدولتين وإلى سلب الأراضي الفلسطينية".

وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن خطة ترامب للسلام هي "بكل وضوح اقتراح جدي"، مؤكدا في بيان أن "اتفاقا للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل". وقال إن المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين "هم الوحيدون القادرون" على اتخاذ موقف حيال هذه المقترحات ومدى "استجابتها لاحتياجات وتطلعات شعبيهما"، و"نشجعهم على دراسة الخطة بطريقة صادقة ومنصفة، وبحث ما إذا يمكن أن تشكل خطوة أولى للعودة إلى مسار التفاوض". وصدر بيان الخارجية البريطانية بعيد ترحيب رئيس الوزراء بوريس جونسون بالخطة الأمريكية. 

ترحيب إسرائيلي بخطة ترامب  

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أشادر ترامب قائلا إنها تقدم "طريقا واقعيا" لتحقيق سلام دائم في المنطقة. وأضاف مخاطبا ترامب "وفي هذا اليوم أيضا رسمت مستقبلا مشرقا للإسرائيليين وللفلسطينيين وللمنطقة من خلال طرح طريق واقعي لسلام دائم". وأكد أنه وافق على التفاوض مع الفلسطينيين لأن خطة ترامب للسلام "تحقق توازنا"، وإنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين حول "مسارٍ نحو دولة مستقبلا"، لكنه اشترط أن يعترفوا بإسرائيل كـ"دولة يهودية". وأكد أنه، وبموجب خطة ترامب، لن يكون للاجئين الفلسطينيين الحق بالعودة إلى إسرائيل.

وقال نتنياهو إن ترامب يعترف بأنه ينبغي أن تكون لإسرائيل السيادة في غور الأردن ومناطق أخرى حيث تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها. وقال "خطط كثيرة وضعت ضغوطاً على إسرائيل للانسحاب من أراضٍ حيوية مثل غور الأردن. لكن أنتم، سيدي الرئيس، تعترفون بأنه يجب أن يكون لإسرائيل سيادة على غور الأردن وعلى مناطق استراتيجية أخرى في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". وأكد نتنياهو أن بلاده "يجب أن تحظى بالسيادة على مناطق" تتيح "لها الدفاع عن نفسها". 

     م.م/ ع.ج.م (ا ف ب، رويترز، د ب أ)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد