1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Umstrittene Preisträge

١٥ أكتوبر ٢٠٠٩

تم الإعلان قبل أيام قليلة عن اسم الفائز الجديد بجائزة نوبل للسلام وفي الماضي لم تكن اللجنة المختصة باختيار الفائزين دائما موفقة في قراراتها، فالعديد من الشخصيات التي حازت على هذه الجائزة البارزة كانت مثيره حقا للجدل

https://p.dw.com/p/K6jC
كيسنجر يصافح وزير الخارجية الفيتنامي الشمالي لي دوك ثو في باريس بعد نجاح المفاوضات لوقف إطلاق النار في حرب فيتنامصورة من: dpa

لم يقابل حصول رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في عام 1994 على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين بانتقادات لاذعة من طرف اليهود وحدهم. فذلك الرجل الذي أصبحت الكوفية الفلسطينية والبذلة العسكرية الكاكية اللون من أبرز مميزاته، حصل على الجائزة تقديرا لجهوده في إحلال السلام في الشرق الأوسط.

التزام عرفات

Bildgalerie Arafat Nobel Friedenspreis in Oslo
لم يتخل عن الكوفية والبذلة الكاكية لدى استلامه جائزة نوبل كما أشيع: عرفات وإلى جانبه اسحاق رابين الفائز معه بالجائزة مناصفةصورة من: AP

لكن التزام عرفات بهذا الشأن كان محل جدل، وقد ألقى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مسؤولية إخفاق المفاوضات بشأن الدولة الفلسطينية في كامب ديفيد على عاتق عرفات وحده. وبالإضافة إلى هذا شهدت الفترة التي تولى فيها رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية استشراء واسعا للفساد، إذ اختفت خلال تلك الفترة الملايين من الأموال المخصصة للمساعدات الإنسانية بحسب مصادر صندوق النقد الدولي. بل ويعتقد أن قسما من هذه الأموال ذهب إلى دعم بعض الأنشطة الإرهابية. لكن عرفات كان ينأى بنفسه عن المجموعات الإرهابية، ودأب على تأكيد هذا الموقف خصوصا في السنوات الأخيرة من حياته.

كيسنجر ومشكلة الولاء

وبالرغم من أن شخصية هنري كيسنجر أقل إثارة للجدل من ياسر عرفات، إلا أن نيله جائزة نوبل للسلام كان مكان أخذ ورد، فالمستشار الأمني للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون حصل على هذه الجائزة الرفيعة عام 1973 لدوره في وضع نهاية للحرب في فيتنام. لكن قبل هذا بسنوات معدودة وتحت إدارة الرئيس نيكسون شهدت هذه الحرب تصعيدا ملحوظا ترتب عليه سقوط عدد كبير من المدنيين.

ومن المفارقات أن وزير الخارجية الفيتنامي الشمالي لي دوك ثو الذي حاز كيسنجر على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع كيسنجر رفض قبول الجائزة مبررا قراره بأن السلام لم يحل بعد في بلاده. وبعد حصوله على الجائزة بسنوات كثيرة ظل كيسنجر شخصية تتمتع بمكانة مرموقة كدبلوماسي وسياسي خبير بالشؤون الأمنية، وذلك بالرغم من أن بقائه على ولائه للرئيس نيكسون وتورطه في فضيحة ووتر غيت الشهيرة معه، بقيت من النقائص التي لحقت به.

وقد ظل كيسنجر محتفظا بتقييمه الإيجابي لرئيسه نيكسون حتى بعد مرور سنوات طويلة، فهو في نظره "أكثر الرؤساء الأمريكيين فهما للسياسة الخارجية في مرحلة ما بعد الحرب". كما لم يخف كيسنجر ذات مرة خيبة أمله من أن الرؤساء الأمريكيين اللاحقين من الحزب الجمهوري مثل بوش أو ريغان لم يأخذوا كثيرا بنصائحه.

وانغاري ماتاي ونظرية المؤامرة

Bildgalerie Arafat in Tripolis
عرفات في طرابلس عام 1992 مع عضو اللجان الثورية في ليبيا مصطفى خروبيصورة من: AP

حصلت وانغاري ماتاي على جائزة نوبل للسلام عام 2004، وهي أول امرأة إفريقية تحصل على هذه الجائزة. وسعت هذه الناشطة الكينية في مجال البيئة إلى وقف الاحتطاب الجائر في منطقة الغابات حول العاصمة نيروبي، كما عملت على مكافحة الفساد في بلدها. وتتساءل ماتاي "إذا كان الأمر يتعلق بالفعل بوضع حد للفساد من منطلق أنه يؤثر سلبا على صورة بلادنا، فلماذا لا نفعل ذلك؟ نحن لسنا بحاجة إلى المال لتحقيق هذا بل إلى بذل جهود مخلصة."

وهكذا فإن وانغاري رفعت هذه المطالب بقوة وخصوصا في المنابر الدولية، وقد جلبت لها هذه التصريحات تعاطفا كبيرا في الغرب، بعكس تصريحات لاحقة لها قالت فيها إن فيروس الإيدز تم تطويره في مختبرات غربية من أجل القضاء على العرق الأسود، الأمر الذي جر عليها انتقادات حادة. وفي بلدها كينيا لم تنجح وانغاري في كسب تعاطف وحب أبناء جلدتها، وفشلت فشلا ذريعا في كسب أصوات في دائرتها الانتخابية لدى ترشحها لرئاسة البلاد أواخر عام 2007، وكان هذا بمثابة نقطة النهاية لمستقبلها السياسي.

جودي وليامز وحملته لحظر الألغام الأرضية

وهناك شخصية أخرى حازت على جائزة نوبل للسلام، لم تعد بدورها الآن تحت الأضواء، ففي عام 1997 كانت الجائزة من نصيب الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية ومنسقها جودي وليامز. إن جهود هذه المنظمة غير الحكومية ومؤسسها الناشط الأمريكي وليامز توجت بالنجاح فيما يتعلق بالتوقيع على اتفاقية أوتاوا الدولية لحظر الألغام، لكن بلاده أي الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب روسيا، لم توقع عليها حتى الآن.

وبعد أن بهت بريق الفوز بهذه الجائزة الرفيعة، وصفها ويليامز بأنها عبء لا يوصف. ويؤكد هذا الوصف الرئيس الفنلندي السابق مارتي أهتساري الحاصل على جائزة نوبل للسلام العام الماضي، فهو قال في لقاء له مع دويتشه فيله "يطلب عادة من الحاصلين على جائزة نوبل للسلام ضم توقيعاتهم إلى القوائم الكثيرة التي تطلق نداءاتها لأهداف مختلفة، لذا فإن عبء المسؤولية على معظم الحاصلين على هذه الجائزة ثقيل للغاية.

الكاتب: دانييل شيشكافيتز/ نهلة طاهر

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد