جون ماكين ... محارب قديم يتمتع بخبرة سياسية واسعة

لم يكن مارك ماكينون، المتحدث باسم المرشح جون ماكين، مخطئاً عندما صرح لقناة فوكس الإخبارية في الثامن من كانون الثاني 2008 "لقد بُعث (ماكين) من الأموات"، فالرجل يملك إرادة حديدية لا تُثنى شحذتها السنون وتجاربها، إذ استطاع ماكين قلب تراجعه ضمن صفوف حزبه الجمهوري إلى تقدم بعد أن كانت شعبيته في مطلع تشرين ثان/ نوفمبر 2007 قد سجلت في سائر الولايات الأمريكية نسبة 13 في المائة حين قرر ماكين ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الولايات المتحدة. إضافة إلى تراجع شعبية الجمهوريين أنفسهم بعد ثماني سنوات من حكم الرئيس بوش.

بداية متعثرة في الحملة الانتخابية

وبعد أن تعثرت حملة ماكين الانتخابية بسبب نقص التمويل وإحجام الناخبين عن دعمه في البداية، حقق نصرا كبيرا في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشير، مما قلب الموازين رأساً على عقب وجعل منه منافساً فعلياً على منصب الرئيس، وذلك رغم خصومه الذين يصفونه بتعنت المواقف وتشبثه برأيه، الأمر الذي يراه أصدقاؤه على أنه دليل على الصدق والاستقامة. تلك الصلابة اكتسبها ابن الثانية والسبعين من حرب فيتنام، فقد أُسر ماكين هناك لمدة خمس سنوات وعانى مرارة التعذيب، ما ترك ندباً واضحة على وجهه وإعاقة في طرفيه العلويين، إضافة إلى معاناته من مرض سرطان الجلد الذي شُفي منه في عام 2000.

ماكين...السياسي المخضرم

يعتبر جون ماكين سياسي مخضرم، دخل أروقة الكونغرس في 1983 ويمثل ولاية أريزونا منذ 21 عاماً. وكان من أشد المؤيدين لغزو العراق في عام 2003 واتخذ الطيار الحربي السابق (ماكين) موقفاً صلباً إزاءها وكان يرى أن عدد القوات الأمريكية المتواجدة هناك أقل من المطلوب ما دفعه لانتقاد بوش، الذي استجاب إلى مقترحه في مطلع هذا العام وزاد من حشد القوات في العراق، مما جلب بعض الهدوء هناك، فكانت تلك نقطة إيجابية تُحسب لسياسة ماكين الخارجية. وهو اليوم يؤكد ان الجيش الاميركي سيبقى في العراق حتى النصر حتى "إن اقتضى الأمر مائة عام" كما أنه "يفضل خسارة الانتخابات على خسارة الحرب".

ماكين يتجاهل مبادئ الجمهوريين

أبرز الانتقادات الموجهة إلى ماكين من المحافظين هي أنه يتجاهل مبادئ الجمهوريين، فقد صوّت ماكين عدة مرات ضد برامج طرحها بوش من أجل تخفيض الضرائب. كما أنه يرفض مبدأ الإجهاض لكنه لا يؤيد صدور قانون يحظره تماماً، إضافة إلى معارضته مطالب اليمينيين بحظر زواج المثليين، لكنه مع ذلك كله متسامح مع من يعارضه الرأي على الرغم من الصبغة العسكرية التي تحكم شخصيته.

يُذكر أن جون ماكين من مواليد قناة بنما في 29 آب/ أغسطس 1936 وتلقى تعليمه في مدرسة خاصة تابعة للكنيسة الأسقفية، ومن ثم التحق بالأكاديمية البحرية الأمريكية مثلما فعل أبوه وجده من قبله. وبعدها أصبح طياراً حربياً وشارك في صفوف حاملة الطائرات الأمريكية المرابطة في البحر الكاريبي والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى مشاركته في حرب فيتنام.