حل سيمون سلامة الذي يرتدي زي "النهضة" سابعا في الترتيب ضمن قائمة لا تملك حظوظا كبيرة في الانتخابات البلدية التونسية التي ستجري في السادس من أيار/ مايو 2018. ومنذ نحو أسبوعين انضم سيمون الى المرشحين الآخرين في تجمع داخل قاعة افراح بمدينة المنستير، يصفق فرحا على أنغام شرقية للإعلان عن انطلاق الحملة الانتخابية. ويقول سلامة (54 عاما) مبتسما بخجل ممسكا يديه بتوتر "كل العائلة كانت ضد اختياري. شقيقي انزعج وزوجتي غضبت. ولم تتحدث معي لأيام، لكنني تمكنت في الأخير من إقناعهما".
من جهته، يشير رئيس قائمة النهضة في المنستير، شكري بن جنات إلى أن "الرمزية (في ترشح يهودي) قوية كونه سليل آخر العائلات اليهودية في المنطقة. فهو يتحدر من عائلة عريقة وجذوره في المنستير (...) وبذلك يدرك مشاكل المدينة". ويؤكد سلامة أنه اختار حزب النهضة عن اقتناع لأنه "الحركة الأكثر نشاطا والأكثر جدية على الساحة السياسية"، حسب قوله.
ويضيف سلامة الذي يعمل في تصليح آلات الخياطة ويرتدي ألوان النهضة الزرقاء والبيضاء أن "النهضة غير إستراتيجيته ولم يعد حزبا إسلاميا، فهو حزب مدني". وغالبا ما يؤكد النهضة، ثاني الأحزاب المشاركة في الحكم في تونس، حداثته. كما لم يدعم الحزب الذي دفع بسافرات على رأس قوائمه في الانتخابات البلدية، مشروع قانون يجرم تطبيع العلاقات مع إسرائيل من دون أن يخضع للتصويت في البرلمان.
لكن خصوم النهضة يتهمونه بأنه "يستغل" سلامة في دعايته السياسية. وقال المكلف بالشؤون السياسية في حزب "نداء تونس" برهان بسيس لإذاعة محلية إن "النهضة يقوم باستعراض إغراء سياسي" بهدف "إغراء الناس". ويظهر ترشح سلامة الرغبة في مشاركة الطائفة اليهودية في الحياة السياسية بمناسبة الانتخابات البلدية التي من المتوقع أن تليها انتخابات رئاسية وبرلمانية في 2019.
وفي هذا السياق، يؤكد منسق رحلات الحج اليهودي لمزار الغريبة في جربة روني طرابلسي الذي تم تداول اسمه عام 2013 كمرشح لمنصب وزير السياحة ان "هذا الترشيح فخر للطائفة اليهودية حتى وإن كان يمثل نفسه فقط". ويضيف رجل الأعمال أن الترشيح "يقدم صورة جميلة عن تونس المنفتحة". ويأمل سلامة من خلال ترشيحه في "إزالة القلق لدى المواطنين اليهود التونسيين (...) ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعية".
وقد شغل اليهود مناصب وزارية وبرلمانية لكن منذ عهد الحبيب بورقيبة، أول رئيس لتونس ظلت مشاركتهم في الحياة السياسية ضئيلة. وتقلص عدد أبناء الطائفة اليهودية منذ عام 1956 حيث كانوا بالآلاف إلى أن وصل عددهم إلى نحو 1200 يهودي.
وعبر عدد من المسؤولين رفضهم تسليط الأضواء على ديانة المرشح. وترى رئيسة الجمعية التونسية لمساندة الأقليات، يمينة ثابت أن هذا الموضوع يكشف عن "شعور داخلي لدينا جميعا بالحكم على موضوع جد حساس مثل المعتقد الديني". وتكشف أن "الدستور التونسي ومن خلال الفصل 74 يمنع هذا المرشح اليهودي من التقدم للانتخابات الرئاسية، وهذا غير مقبول".
ح.ز/ ع.ش (أ.ف.ب/ د ب أ)
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
اغتيالات سياسية
هز اغتيال قادة سياسيين علمانيين كمحمد براهمي وشكري بلعيد تونس في عام 2013. وبشكل روتيني تشهد البلاد مظاهرات تدعو إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
ظلال الماضي
قبل اندلاع "ثورة الياسمين" قبل سبع سنوات كان الجميع يخشى من ظله: الحيطان لها آذان. اليوم يشعر التوانسة بالفخر بحرية الرأي التي ينعمون بها.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
مقهى البرلمان
"نملك اليوم، على الأقل، حرية الكلام"، هذا هو لسان حال ابن الشارع في تونس. وأضحت مقاهي كالبرلمان منتديات للنقاشات التي أطلقتها الثورة من قمقمها.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
رصاصة في حائط متحف باردو
المتحف الوطني التونسي باردو كان مسرحاً لهجوم إرهابي عام 2015 خلفا 24 قتيلاً. وما يزال يعاني الاقتصاد الذي يعتمد إلى حد كبير على السياحة من تبعات ذلك الهجوم وآخر أكثر دموية على فندق بالقرب من سوسة.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
أكبر مصدر لـ"الدواعش"
إلى جانب متحف باردو شهدت مدينة سوسة اعتداء إرهابياً ذهب ضحيته 38 سائحاً. كما تشكل تونس البلد الأول الذي ينحدر منه أكبر عدد من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
جنون بكرة القدم..لامبالاة بالسياسية
يشكو بعض الشباب التونسي من أن المجتمع يركز جل اهتمامه على كرة القدم أكثر من الأمور السياسية في تونس ما بعد "ثورة الياسمين"، متجاهلاً مشاكل جدية.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
الكفاح من أجل حقوق المرأة
في فبراير/ شباط الماضي دخل تشريع يجرم العنف ضد المرأة حيز التنفيذ. انخرطت وفاء فراوس في النضال من أجل المرأة وهي بنت خمسة عشر عاماً. ويعد الثورة كانت أحد الشخصيات التي صاغت مسودة الدستور، بما يضمن المساواة بين الجنسين. واليوم هي مديرة "بيتي"، وهو الملجأ الوحيد للنساء المعنفات.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
الأمل الوحيد
بالنسبة للكثير من التونسيين فإن الخيار الوحيد للهروب من براثن الفقر هو ركوب البحر إلى أوروبا في رحلة هجرة غير شرعية ومحفوفة بالمخاطر والأهوال نحو "الفردوس الأوروبي". في عام 2017 وصل أكثر من 6000 تونسي السواحل الإيطالية.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
شباب مركون على الكراسي بلا عمل
في أحد مقاهي العاصمة، يتحلق رجال حول طاولة بلاستيكية تعلوها فناجين قهوة وعلى الأرض تتناثر أعقاب السجائر. "هذه هي البطالة"، يقول أحد الجالسين. ثلاثة من الجالسين في المقهى على الأقل تم ترحيلهم من إيطاليا بعد وصولهم هناك بشكل غير شرعي.
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
الهروب من الماضي إلى المخدرات
أحد رواد المقهى الدائمين يقول إن الكثير من التونسيين اتجهوا إلى الخارج للهروب من أحكام بالسجن والإنفاق على عائلاتهم في الوطن أو قطع أي علاقة لهم بالماضي. "ركبنا البحر أنا وخمسة آخرين إلى لامبيدوزبا، حيث قضيت أربع سنوات في شمال إيطاليا وأنا أتاجر بالمخدرات لإرسال ما يكفي من النقود لعائلتي".
-
تونس بعد سبع سنوات على "ثورة الياسمين".. نفق ما بعد الثورة
المسمار الأخير في النعش
قضى المئات من التونسيين نحبهم أثناء محاولاتهم الوصول بحراً وبشكل غير شرعي إلى أوروبا. على طول الشاطئ التونسي على المتوسط تتناثر قبور لأشخاص مجهولي الهوية. بيناس جيردزيوناس/ خ.س