وتوقفت عمليات الإجلاء من آخر مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب السورية اليوم الجمعة(16 كانون الأول/ديسمبر) بعد أن طالب مسلحون موالون للحكومة بإخراج المصابين من قريتين شيعيتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة. وتوقفت عمليات الإجلاء في اليوم الثاني وسط اتهامات متبادلة بين كل الأطراف بعد صباح شهد تسارعا في وتيرة عمليات الإجلاء.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الجمعة (16 ديسمبر/ كانون الأول) في تصريحات إن "الأمم المتحدة تحشد ما يمكنها من إمكانات وموظفين وتطلب من الأطراف كافة اتخاذ الإجراءات الضرورية لإتاحة استئناف عملية الإجلاء في أمان تام". وأضاف بان في آخر مؤتمر صحافي له في منصبه الذي يغادره في نهاية كانون الأول/ ديسمبر أن "حلب باتت مرادفا للجحيم".
وأكد أن "الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للقيام بكل ما يجب في أي وقت لإنقاذ أكثر أكبر عدد من الناس".
وأعرب "عن الأسف الشديد لتعليق الإجلاء بسبب معارك شنتها مجموعات مسلحة سورية". لكنه لاحظ أن "آلاف الناس" غادروا شرق حلب بينهم 194 مريضا أو جريحا نقلوا إلى مستشفيات إدلب ومنطقة حلب وتركيا. وتحدث بان كي مون عن "إفلاس جماعي" مشيرا إلى أن "مجزرة سوريا تترك جرحا عميقا في الضمير العالمي". ووجه نداء من اجل "الرحمة والعدالة بعد الجرائم المشينة التي كنا شهودا عليها".
من ناحيته، دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة جميع الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار في حلب للسماح بمواصلة عملية الإجلاء من الأحياء الشرقية في المدينة. وكتب أردوغان في سلسلة تغريدات على موقع تويتر "أناشد جميع الأطراف والمجتمع الدولي احترام اتفاق الهدنة ودعم تنفيذ عملية الإجلاء".
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
جامع حلب الكبير أو الجامع الأموي أو جامع بني أمية هو أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب السورية. أصبح جزءا من التراث العالمي منذ عام 1986. شيدت مئذنة المسجد في عام 1090 ودمرت في نيسان/ أبريل من العام 2013 نتيجة للمعارك التي اندلعت هناك خلال أحداث الحرب.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
تأثر الجامع بالمعارك الدائرة في حلب خلال الحرب السورية سنة 2013 فبالإضافة إلى تدمير مئذنته وسط اتهامات بين المعارضة والنظام، تعرضت مكتبته التاريخية للحرق نتيجة للمعارك الدائرة في محيطه. منذ نيسان/ أبريل 2013 اُعتبر المسجد من أحد مناطق الاشتباكات بين الثوار وقوات الحكومة السورية، التي تتمركز بمنطقة غير بعيدة عن المسجد.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
سوق حلب القديم من أبرز معالمها التاريخية ويسمى أيضا بـ "بازار حلب" ويضم العديد من الأسواق التاريخية باعتبار أنه ينظر إلى حلب كعاصمة اقتصادية لسوريا ومدينة تجارة بامتياز. سوق حلب كان من المواقع التي كان السياح يحرصون على زيارتها.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
شيدت معظم أجزاء السوق في القرن الرابع عشر وسميت حسب أسماء الحرف والمهن المزاولة فيها، مثل سوق الصوف. السوق منح للتجار ولبضائعهم خانات متواجدة حول الأسواق. أخذت الخانات أيضاً أسماءها من مواقعها وحرفة السوق الواقع فيه. كانت هذه الخانات قبل الحرب تتميز بواجهاتها الجميلة المحصنة بالأبواب الخشبية المتينة.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
أما اليوم فقد تحول السوق الكبير إلى كومة ضخمة من الخراب والدمار والأنقاض بسبب المعارك الشرسة بين قوات الجيش النظامي وقوى المعارضة المسلحة.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
وحتى المحلات والدكاكين، التي لم تدمر بالكامل أغلقت وانتهى النشاط التجاري في هذه المنطقة، وذلك بسبب استمرار الوضع المتردي.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
قلعة حلب الأثرية التي تعتبر أيضا من أبرز معالم المدينة السياحية وهي مدرجة ضمن التراث العالمي. لم تتأثر بشكل كبير من الحرب لكن في أغسطس 2012 تعرضت بوابتها الخارجية لأضرار نتيجة قصفها إثر اشتباكات دارت بين الجيش السوري الحر والجيش السوري النظامي في محاولة السيطرة على القلعة.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
صورة من فوق تظهر الفرق بين محيط قلعة حلب التاريخية قبل الأحداث وبعدها. دمار كبير غير ملامح المنطقة نتيجة المعارك القوية.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
صورة شاملة لحلب من فوق تعود لسنة 2007، أي قبل أربع سنوات من بداية الصراع السوري.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
حلب التي تعتبر من أقدم مدن العالم، ومحجا للسياح والمهتمين بالتاريخ تحولت اليوم إلى منطقة إستراتيجية تخضع لحسابات الحرب والتحالفات العسكرية.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
باتت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها تسيطر على أكثر من 85 في المائة من مساحة الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبات مقاتلو المعارضة محصورين داخل عدد من الاحياء في جنوب شرق المدينة، وسط مساعي لخروجهم عبر ممرات آمنة.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
حلب الشرقية ما تزال تحت القصف..مقاتلو المعارضة ما يزالون يتحصنون في بعض الجيوب، بعد تقدم كاسح لقوات نظام الأسد فيما تبقى من أحياء المدينة.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
المدنيون يحاولون الفرار من مناطق القصف في شرق حلب...منذ بدء هجوم قوات الأسد على شرق حلب في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 384 مدنيا بينهم 45 طفلا في حلب الشرقية جراء القصف والغارات والمعارك، فيما قتل 105 مدنيين في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.
-
في صور: حلب بين الأمس واليوم
الأمم المتحدة أبدت قلقها ازاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك منع آخرين من الفرار من مناطق المعارضة.
وأضاف أن "الهدنة التي تفاوضت تركيا في شأنها في حلب واستمرار عمليات الإجلاء هي الأمل الأخير المتبقي للأبرياء". وعمليات الإجلاء من شرق حلب جزء من وقف إطلاق النار الذي كان موضع تفاوض بين موسكو وأنقرة، ودخل حيز التنفيذ الخميس بعد محاولة أولى فاشلة الأربعاء. ومع ذلك، تم تعليق العمليات الجمعة من قبل النظام السوري الذي يتهم المعارضة بعدم احترام بنود الاتفاق. كما كتب اردوغان أن "سكان حلب ليسوا وحدهم"، مضيفا "سنبذل كل ما في وسعنا لإنقاذ أرواح بريئة".
من جهة أخرى، قال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى إن استئناف عملية إجلاء المسلحين وعائلاتهم والمدنيين من أحياء حلب الشرقية ستكون فور وصول الحافلات التي ستقل المرضى والجرحى وعائلاتهم من بلدتي كفريا والفوعة من ريف إدلب إلى مدينة حلب.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الجمعة أن "العمل يجري حاليا على إنجاز الترتيبات النهائية لإرسال الحافلات التي تتجاوز الـ 200 حافلة إضافة إلى عدد من سيارات الإسعاف من مدينة حلب باتجاه الريف الجنوبي الغربي الحلبي ومنها إلى بلدتي كفريا والفوعة". وتوقع المصدر إنجاز العملية غدا السبت في حال لم تظهر أي عراقيل جديدة.
ع.ش/ ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ)