1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بعد ليبيا.. هل أرسل أردوغان مقاتلين سوريين إلى أذربيجان؟

خالد سلامة
٢٩ سبتمبر ٢٠٢٠

بعد أن تأكد قتال سوريين موالين لتركيا إلى جانب حكومة الوفاق الليبية، تتحدث تقارير عن إرسال سوريين إلى إقليم ناغورني كارباخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان. ما هي الدوافع؟ وكيف يؤثر ذلك على صورة المعارضة السورية؟

https://p.dw.com/p/3jAw5
عدة تقارير تحدثت عن غرسال تركيا مقاتلين سوريين إلى أذربيجان
عدة تقارير تحدثت عن غرسال تركيا مقاتلين سوريين إلى أذربيجانصورة من: picture-alliance/AA/E. Ayaydin

قبل أربع وعشرين ساعة من إعلان أذربيجان حالة الحرب في جميع أنحاء البلاد بعد اندلاع القتال في منطقة ناغورنو كاراباخالمتنازع عليها معأرمينيا، خرجت صحيفة "دي فيلت" الألمانية السبت (26 أيلول/سبتمبر 2020) بتقرير أشارت فيه إلى "الحلم العثماني" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعن استخدامه "ميلشيات" سورية في سوريا أولاً ومن ثم في ليبيا والجديد في أذربيجان في سبيل تحقيق حلمه.

وبعد ذلك بيوم واحد، أي الأحد وهو يوم من اندلاع الاشتباكات، صرح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن دفعة ممن وصفهم بـ "المرتزقة وصلت بالفعل إلى أذربيجان قبل أيام... وتتحضر دفعات جديدة للذهاب".

وقبل شهر بالضبط من اليوم، أي في 29 تموز/يوليو 2020، ذكرت "وكالة فرات للأنباء" التي يقع مقرها في أمستردام وهي مقربة من حزب العمال الكردستاني التركي المحظور نقلاً عن "وكالة أنباء هاوار" والتي يعتبرها كثيرون مرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا وبالإدارة الذاتية الكردية في تقرير لها من إدلب أن تركيا تجند "مجموعات مرتزقة" من السوريين للقتال في أذربيجان.

آخر الإشارات جاءت من وكالة رويترز التي نشرت تقريراً أمس الاثنين (28 أيلول/سبتمبر 2020)، ذكرت فيه أن مقاتلين اثنين منالمعارضة السورية قالا إنتركياترسل مقاتلين سوريينمن المعارضةلدعمأذربيجان.

صورة من الأرشيف
تتحدث تقارير عن إغواء تركيا لمقاتلين "الجيش الوطني السوري" المعارض وإرسالهم إلى أذربيجان.صورة من: picture-alliance/AA/B. Kasim

"1500 دولار شهرياً"

وقالالمقاتلان إنهمافيطريقهماإلى أذربيجانبالتنسيقمعأنقرة. ورفضالمقاتلاننشراسميهمانظراً لحساسيةالأمر. ولميتسن لرويترزالتحققمنصدقروايتهمابشكلمستقل. وقالمقاتلحاربفيسوريالصالحجماعةأحرارالشام الإسلامية،وهيجماعة تدعمهاتركيا: "لمأكنأرغبفيالذهاب،لكنليسلديأيأموال  الحياةصعبةللغايةوالفقرشديد".

وكشف الرجلان أنقادةالكتائبالسوريةأبلغتهما بأنهما سيتحصلانعلىحوالي 1500 دولارشهرياً،وهوراتبكبيرفيسورياالتي انهاراقتصادهاوعملتها.

وقالأحدالرجلينإنهرتّبمهمتهمعمسؤولمن"الجيشالوطني السوري" المدعوممنتركيافيعفرين،وهيمنطقة فيشمالغربسوريا فرضتتركياوحلفاؤهافي المعارضةالسوريةالسيطرةعليهاقبلعامينوقالالمقاتلالآخر،وهومنفصيلجيشالنخبةالتابعللجيش الوطنيالسوري،إنهجرىإبلاغهبأنهتقررنشرمايقربمن  1000سوري فيأذربيجان. وتحدثمعارضونآخرون،رفضواالكشفعنأسمائهم،عن أعدادتتراوحبين 700 و1000.

وقالالرجلاناللذانتحدثاإلىرويترز إنهما يتوقعانإيفادهمافي 25 أيلول/سبتمبرلحراسةمنشآتلكنليسللقتال. ولمتتمكنرويترزمنالاتصالبهماأمس الاثنين للتأكدمنمكان وجودهماحالياً. كما أنه لم يتسن التأكد من صحة معلوماتهما.

التصعيد العسكري بين أرمينيا وأذربيجان.. ما مآلاته؟

محض "هراء"

سفيرأرمينيافيموسكوصرح، هو الآخر، أنتركياأرسلتنحو 4000 مقاتلمنشمالسورياإلىأذربيجانوإنهميقاتلونهناك،وهوما نفاهأحدمساعديإلهامعلييفرئيسأذربيجان. وقالحكمتحاجييفمساعدالرئيس الأذربيجاني: "الشائعاتالتي تزعمإرسالمسلحينمنسورياإلىأذربيجانهياستفزازآخرمنالجانب الأرمينيومحضهراء". كما رفضتوزارةالدفاعالأذربيجانيةتلكالاتهامات،متهمة من اسمتهم بالانفصالين باستجلاب "مرتزقةمنالاثنيةالأرمنية" منالشرقالأوسطللقتال إلى جانبهم.

واندلعتالاشتباكاتلأولمرةفيأواخرالثمانيناتبينالأغلبية المسيحيةالأرمينيةفيناغورني كارباخوجيرانهممنذويالأصول الأذربيجانية،حينمابدأحكمموسكوالشيوعيالسوفيتيفيالانهيار.

كما أدتحربشاملةفيأوائلالتسعيناتإلىطردمئاتالآلافمن الأذربيجانيينفيماتخلصالإقليممنسيطرةباكوبدعمكبيرمن أرمينياوأصبحيتمتعبالحكمالذاتي. ومنذالأحد،تخوضالقواتالانفصاليةالمدعومةسياسياًوعسكرياًواقتصادياًمنأرمينيا،والقواتالأذربيجانية،معاركدمويةهيالأعنففيالمنطقةمنذعام 2016.

وتطالبأذربيجان،البلدالناطقبأحدفروعاللغةالتركيةوذوالغالبيةالشيعية،باستعادةالسيطرةعلىناغورنيكاراباخ،الإقليمالجبليذيالغالبيةالأرمنية داخل أذربيجان. وجددتالاشتباكاتالمخاوفبشأنالاستقرارفيمنطقةجنوب القوقازوهيممرلخطوطالأنابيبالتيتنقلالنفطوالغازللأسواق العالمية.

تركيا "الأمل الوحيد المتبقي"

لمتعلقتركياحتىالآن على ما يتم تداوله عن إرسالها مرتزقة سوريين إلى أذربيجان، بيدأنمسؤولينكباراً منهمالرئيسرجبطيبأردوغان تعهدوابدعم باكو. وتحدث أردوغان عن "شعب واحد في بلدين" في إشارة إلى الأتراك والأذريين.
ولميردمتحدثباسمالجيشالوطنيالسوري،وهومظلةلجماعات المعارضةالسوريةالمدعومةمنتركيا، علىطلب من وكالة رويترز للتعليق على كلام المقاتلين السوريين اللذين قال إنهما سيرسلان إلى أذربيجان.

ولميؤكدمصطفىسيجري،أحدالمعارضينالبارزينفيسوريا،نشر مقاتلينفي أذربيجان،لكنهقالإنتركياصارت "الأملالوحيد" المتبقيلمعارضي بشارالأسدالذياستعادمعظم الأراضيالتيتسيطرعليهاالمعارضةفيسوريابدعمروسيوإيراني. وقالإن "تحالفالمعارضةمعتركيايتخذأشكالاً مختلفة وإنهحقاً مصيرمشترك"،مضيفاً أنهلايستبعدأنتصبحتركياخياراً استراتيجياً للشبانالسوريين.

واستخدمتتركيابالفعلمقاتلينسوريينللمساعدةفيصدهجومعلى العاصمةالليبيةطرابلسهذاالعاممنقبلمقاتلي رجل شرق ليبيا القوي الجنرال خليفة حفتر.

من جانبها، حاولت DW التواصل مع معارضين ونشطاء سوريين في تركيا، بيد أنها لم تفلح في حالات وفضل البعض في حالات أخرى عدم التعليق.

صورة المعارضة

مدير مكتب مؤسسة هاينرش بول في إسطنبول، المقربة من حزب الخضر الألماني، كاريستيان براكل، قال في حديث مع DW عربية إن "التحول الذي طرأ على الفصائل المعارضة منذ وقت بعيد وعدم بقاء الكثير من الأفكار الثورية القديمة أمر منطقي بالنظر إلى الوضع في سوريا"، مضيفاً أن ذلك يصب في خانة الروس وغيرهم الذين كانوا على الدوام يدعون أن الأمر لم يكن يتعلق بالمثل السياسية العليا.

وذهب الخبير السياسي إلى أن "تشوه الصورة الذهنية للمعارضة بدأ على الأقل منذ اشترت تركيا الكتائب (المعارضة) للهجوم على وحدات حماية الشعب (الكردية)"، على حد تعبيره.

ناشط معارض غرد على تويتر طالباً من الائتلاف السوري المعارض والمجلس الإسلامي السوري، الذي تدور أقاويل عن قربه من الإخوان المسلمين، تبيان موقفهما:

ويكشف خالد رواس، وهو ناشط سياسي معارض للنظام السوري مقيم في ألمانيا، عن بعض خبايا عملية التجنيد. ويقول الناشط، الذي كان من بين بضع لاجئين رفعوا دعوى عام 2017 ضد شخصيات رفيعة في منظومة الأسد المخابراتية، إن مصدر معلوماته التواصل المباشر مع ناشطين معارضين في الشمال السوري لا يمكن الكشف عن شخصياتهم خوفاً على سلامتهم، على حد تعبيره.

وشرح رواس العملية بالقول: "تتم عملية التجنيد عبر مبعوث لمكتب الوالي (المحافظ) التركي لمخيمات وبيوت اللاجئين السوريين. ويكون الكلام في البداية على أن الأمر هو فقط حراسة منشآت حيوية ليتفاجأ الذاهبون بأنهم في خطوط النار الأمامية".

وفي تصريح خص به DW عربية شرح خالد رواس الذي ظهر في عدة وسائل إعلام ألمانية موقفه من هذه القضية بالقول: "من وجهة نظري الشخصية لا مبرر لقتال أي سوري خارج سوريا مهما كانت المغريات المادية".

خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد