شكت بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) المكلفة بمراقبة الانتخابات التركية من غياب المساواة في الفرص بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، لكنها أقرت في المقابل بأن قواعد الانتخابات قد احتُرمت إلى حد كبير فحقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نصراً حاسماً نظيفاً.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المراقبين قولهم: "كان للناخبين فرصة حقيقية لاختيار مرشحيهم، رغم غياب المساواة في الفرص للمرشحين". وأفاد المراقبون "أنه كان لأردوغان ولحزبه أفضلية واضحة، خاصة من خلال التغطية الإعلامية المكثفة التي أولتها لهم أجهزة الإعلام الموالية للحكومة".
وفي ظل قانون الطوارئ القائم الآن في تركيا، فإنّ الحقوق الأساسية، ومنها حق التجمع وحرية التعبير محددة اليوم.
وانتقدت المنظمة الهجمات المتكررة على المرشحين، خصوصا أولئك الموالين لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد. وبهذا الخصوص كشف بيان المنظمة أن مرشح الحزب، صلاح الدين ديميرتاش كان رهن الاعتقال، ولم يتح له شن حملة دعائية إسوة بالمرشحين الآخرين. كما أن قانون الانتخابات جرى تغييره في وقت قصير قبل الانتخابات دون التشاور مع القوى السياسية الأخرى.
بعثة مراقبة الانتخابات التركية.
وطبقا لبيان المنظمة، فقد جرى تغيير مواقع 1090 محطة انتخابية "لأسباب أمنية" قبل الانتخابات، وهو أمر اعتبرته المعارضة سببا لفقدانها الكثير من أصوات ناخبيها. كما شكا المراقبون من أنّ احصاء الأصوات لم يجر بيسر كما خُطط له أحياناً، وغابت الشفافية عن العملية أحياناً. كما شكا بعض المراقبين الدوليين من منعهم من تنفيذ واجباتهم في المراقبة.
وخلال يوم التصويت، سجل المراقبون عدة مخالفات، خاصة في مقاطعة شانلي أورفا وعموم المنطقة الكردية في جنوب شرق تركيا. فيما أقر خصم أردوغان الرئيسي محرم إينجه بهزيمته داعيا الرئيس إلى أن يمثل "جميع" الأتراك. ورأى إينجه في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة أن تركيا انتقلت إلى "نظام متسلط" مع دخول التعديل الدستوري حيز التنفيذ.
المرشح الكردي صلاح الدين ديميرتاش في سجنه.
من جانبه، شكك المرشح الرئاسي المعتقل، صلاح الدين ديميرتاش، في شرعية نتائج الانتخابات التي جرت الأحد، إلا أنه هنأ حزبه الموالي للأكراد على دخول البرلمان في ظل بيئة صعبة.
فقد تخطى حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد حاجز الـ10 بالمائة المطلوب لدخول البرلمان، وذلك على الرغم من حالة الطوارئ التي تم فرضها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في تموز/يوليو من عام 2016، على حد قول ديمرتاش الاثنين، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
م.م/ م.س (أ ف ب، د ب أ)
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
السيسي وأردوغان - علاقة عُقدتها الأخوان المسلمون
مصر من بين الدول التي لم يصدر عنها أي رد فعل تجاه فوز أردوغان بالولاية الثانية في الانتخابات الرئاسية. العلاقة بين البلدين تعرف عداءً منذ عزل مرسي. ففي الوقت الذي يقول فيه أردوغان إن عبد الفتاح السيسي صعد إلى الحكم عبر الانقلاب على الشرعية، واصفا إياه بـ"الطاغية"، ترى القاهرة أن أردوغان هو أكبر داعم لما تصفه بـ"إرهاب الإخوان".
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
آل زايد وأردوغان- عداء مزمن
يبدو جليا أن العلاقات التركية الإماراتية تتسم بتوتر ناتج عن اختلاف حول ملفات قديمة وأخرى جديدة، يأتي في مقدمتها ملف الأزمة الخليجية، وموضوع الإسلام السياسي، فضلا عن الاتهامات التي يوجهها الإعلام التركي لبعض الجهات، إذ يتهمها بالمساهمة في الانقلاب الفاشل على أردوغان. الإمارات لم تهنئ رجب طيب أردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية، بل استهزأت شخصيات سياسية من هذا الفوز ودونت في حساباتها ساخرة منه.
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
محمد بن سلمان وأردوغان- تنافس على الزعامة
السعودية بدورها لم تصدر أي بيان تهنئة بعد فوز أردوغان، كما لم تبعث أية رسالة بهذا الخصوص. مراقبون يشيرون إلى التنافس الدفين؛ غير الظاهر بين البلدين على زعامة العالم الإسلامي. وتجدر الإشارة إلى الاختلافات التي لا تجمع موقف البلدين، وكان أبرزها: ملف الإسلام السياسي والأزمة الخليجية.
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
بشار الأسد- خصم أردوغان اللدود!
العلاقة بين سوريا وتركيا هي الأخرى، لا تسلم من توتر وتشنج. ويبدو أن بشار الأسد لن يهنئ أردوغان بفوزه، خاصة وأنه طالب في مرات كثيرة بإسقاط الأسد. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال في في خطاب الفوز في الانتخابات: "إن تركيا ستواصل "تحرير الأراضي السورية"، حسب تعبيره، حتى يتسنى للاجئين العودة لسوريا بأمان".
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
العبادي- لا تهنئة حتى الآن!
لم يصدر لحدود الساعة أي تهنئة عراقية لأردوغان بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة. العلاقات تتسم بكثير من التوتر بين البلدين، و يعود تاريخ احدثها إلى عام 2016 بعد وصف العراق استمرار وجود القوات التركية في شمال البلاد بالاحتلال، يبدو أنه ما يزال مستمرا، بالرغم من التقارب الذي يحاول البلدان خلقه، إلا أن طابع التوتر هو الطاغي على العلاقات بين العراق وتركيا.
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
الشيخ تميم أول المهنئين
كانت قطر أولى المهنئين لأردوغان. وقد اتصل الأمير تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس التركي بأردوغان فور ظهور النتائج وهنأه على النجاح الذي حققه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين البلدين، يطبعها تحالف بين الجانبين في المجال العسكري والاقتصادي. كما أن تركيا وقفت لجانب قطر خلال الأزمة الخليجية، وهو دليل على متانة العلاقة بين بلدين توحدت مواقفهما في قضايا كثيرة.
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
الغنوشي- تهنئة بنكهة التحالف
هنأ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية أردوغان بفوزه. وقال في تدوينة على فيسبوك: "أتقدم بتهاني حزب حركة النهضة التونسية للشعب التركي على نجاح انتخاباته الرئاسية والتشريعية، كما نتقدم بالتهنئة للرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية وحلفائه على الثقة المتجددة التي حصلوا عليها من شعبهم". يشار إلى أن حركة النهضة وحزب العدالة والتنمية التركي تجمعهما نقاط مشتركة، كالمرجعية الإسلامية للطرفين.
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
سعد الدين العثماني- تهنئة بأمنية دوام العلاقة
يعتبر المغرب من بين الدول التي تربطها علاقة حسنة بتركيا. إذ لا تعرف تشنجات بقدر ما تعرف اتفاقيات وشراكات مستمرة بين الطرفين. ويعتبر حزب العدالة والتنمية المغربي، من الجهات التي تظهر دعمها لحزب العدالة والتنمية التركي. ويعرف الاستثمار التركي في المغرب طريقا نحو التطور في كل مرة. وكان سعد الدين العثماني من بين المهنئين الأوائل لأردوغان في الولاية الأولى، في انتظار تهنئته له بهذه الولاية.
-
فوز أردوغان: حلفاء يهنئون وخصوم يسخرون
عمر حسن البشير- حليف أردوغان القديم
عمر حسن البشير، رئيس السودان، كان من أول المهنئين لأردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية. وبعث الرئيس السوداني، برقية تهنئة لأردوغان. كما أن البلدين تجمعها علاقات اقتصادية مهمة، تتمثل بالأساس في الاستثمار التركي، فضلا عن التعاون العسكري بين الجانبين. إعداد مريم مرغيش.
الكاتب: مريم مرغيش