"نريد زياة ضغط الترحيل بشكل عام" هكذا صرح رئيس وزراء ولاية بافاريا، ماركوس زودر، لصحيفة "مونشنر ميركور" الصادرة اليوم الاثنين (4 حزيران/ يونيو). وتريد "بافاريا أن تصبح نموذجا يحتذى للولايات(الألمانية) الأخرى" حسب تقرير لإذاعة بافاريا التي قالت إن حكومة الولاية ستقر التعديلات المتعلقة بسياسة اللجوء والترحيل، في جلستها غدا الثلاثاء.
وسربت صحيفة "مونشنر ميركور" بعضا من خطة الترحيل التي تتضمن عدم انتظار رحلات الطيران التي يتم تنظيمها على المستوى الاتحادي لنقل المهاجرين المرحلين إلى بلدانهم، وإنما التحرك وتسيير رحلات بطائرات صغيرة، مما يعني "أنه يمكن تنظيم عمليات الترحيل بشكل أكثر فعالية وتحقيقا للهدف المرجو" حسب ما صرح به رئيس وزراء بافاربا للصحيفة.
كما تتضمن الخطة توفير تدريب خاص لعناصر من شرطة الولاية وتوسيع أماكن توقيف اللاجئين الذين سيتم ترحيلهم. وكل من يقاوم عناصر الشرطة في مركز التوقيف أو القيام بأعمال تخريبية، فإنه سيفقد حقه في حسن الضيفة، حسب الصحيفة.
كما تتضمن خطة ولاية بافاريا الخاصة بتعديل وتشديد سياسة اللجوء، "مراكز الإرساء" التي تنوي الحكومة الاتحادية إقامتها وتدعمها بافاريا وتعارضها ولايات أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن هناك في بافاريا مراكز لإيواء اللاجئين تشبه "مراكز الإرساء" المزمع إقامتها، حيث يبقى اللاجئ في المركز طوال فترة دراسة طلب لجوئه وحتى البت فيه.
ولا تريد الولاية إقامة مراكز إرساء جديدة وإنما تغيير وتعديل الموجود حاليا بما يتوافق مع التغيير القانوني المرتقب. وحسب تقرير الصحيفة فإنه - في هذه المراكز- سوف لن يتلقى طالبو اللجوء أي مساعدة نقدية وإنما ستكون كل المساعدات عينية. وفي هذا السياق تنقل الصحيفة عن زودر أنه "عندما يعرف الناس منذ البداية أنه ليس لديهم فرصة في الحصول على حق اللجوء، يجب على المرء ألا يمنحهم حافزا على شكل راتب لجوء". ويضيف أنه عوض ذلك يجب أن يكون هناك برنامج "يساعد الناس لدى عودتهم (إلى بلدانهم)".
ع.ج/ م.س
المصدر: مهاجر نيوز
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
-
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش
الكاتب: مريم مرغيش