المجتمع الدولي يسارع إلى الاعتراف بدولة جنوب السودان

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد (10 تموز/ يوليو 2011) اعتراف إسرائيل بدولة جنوب السودان، وذلك بعد يوم واحد من إعلان استقلالها. وقال نتنياهو في اجتماع حكومته: "نتمنى النجاح لدولة جنوب السودان كدولة تبحث عن السلام وسنكون سعداء بالتعاون معها". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول حكومي بارز، رفض ذكر اسمه، القول إن إعلان استقلال جنوب السودان يعد "مثالاً" لعملية نتج عن مفاوضات بناءة ولم يأت بالإكراه أو نتيجة إجراء أحادي الجانب.

واعترفت مصر أيضاً بجنوب السودان وأعلنت الخارجية المصرية أن نائب رئيس الوزراء المصري يحيى الجمل ترأس الوفد المصري في جوبا لحضور مراسم استقلال جمهورية جنوب السودان. وكانت مخاوف قد ترددت في القاهرة من احتمال تأثير علاقات الدولة الجديدة مع إسرائيل على الأمن الاستراتيجي لمصر، إلا أن مصادر دبلوماسية مصرية أكدت لوكالة الأنباء الألمانية أن الحكومة المصرية ليست قلقة من العلاقات بين إسرائيل ودولة جنوب السودان. ولفتت المصادر إلى أن مصر لديها من الرصيد لدى الجنوب ما يسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين بمختلف المجالات. كما شددت علي أن قضية مياه النيل وضمان سريانه وتأمين حق مصر وحصتها بها ليست محل خلاف، خصوصاً مع الجنوب، ولا هي محل جدل.

آمال في مستقبل سلمي

وسارع المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة وروسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها ألمانيا، ودول كبرى أخرى إلى الاعتراف بدولة جنوب السودان الحديثة العهد، مؤكدا دعمه هذا البلد الذي يعتبر من أكثر البلدان فقراً في العالم. وفي قرار تلاه الجمعة وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح أعلنت حكومة السودان اعترافها رسمياً بقيام دولة جنوب السودان وأفاد القرار "تعلن جمهورية السودان رسمياً اعترافها بقيام جمهورية جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ارتياحه لفتح "صفحة جديدة لجنوب السودان" وحض البلدين الجارين على إقامة علاقات "ثقافية وسياسية وتجارية ايجابية وسلمية".

ووجه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف برقية تهنئة إلى نظيره السوداني الجنوبي سلفا كير بعد إعلان استقلال جنوب السودان، وفق ما أعلن الكرملين في بيان. واعتبر الرئيس الروسي في برقيته أن إقامة "علاقات حسن جوار" بين جنوب السودان والسودان سيتيح "تعزيز السلام في وسط إفريقيا وشرقها". من جهتها أملت الصين، وهي أكبر شريك تجاري للسودان وأكبر مستثمر في صناعته النفطية، في أن يحترم الشمال والجنوب "حسن الجوار وأن يكونا شريكين وشقيقين إلى الأبد"، كما أعلن الموفد الخاص للرئيس هو جينتاو في الاحتفالات بالاستقلال.

من جانبه أكد الاتحاد الأوروبي أنه "يدرس اتفاق شراكة مع جمهورية جنوب السودان (...) ويشجع قادتها على احترام التعددية والتنوع بهدف إقامة مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة ويقوم على القانون واحترام حقوق الإنسان". كما قررت الحكومة الأردنية السبت الاعتراف باستقلال دولة جنوب السودان وإقامة علاقات دبلوماسية معها. كذلك اعترفت بجنوب السودان كندا وتركيا وسويسرا وجنوب إفريقيا وإثيوبيا وكينيا. كما اعترفت ليبيا التي تشهد حربا أهلية رسميا بجنوب السودان كدولة "مستقلة وذات سيادة".

(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: أحمد حسو