بعد إعلان تونس عن تسجيل أول إصابة بفيروس "كورونا" تم نقل المواطن المصاب القادم من إيطاليا إلى المستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة. مباشرة بعدها احتج الطاقم الطبي للمستشفى على هذه الخطوة بسبب ما أسماه أفراد الطاقم "عدم توفر المستشفى على المستلزمات الطبية الكافية"، وذلك نقلاً عن وسائل إعلام تونسية. وفي بلدان عربية أخرى فرغم سعي المسؤولين إلى طمأنة المواطنين بأنهم مستعدون للتعامل مع الفيروس إلا أن الواقع يقول شيئا آخر.
وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية والصادر العام الماضي فإن الرعاية الصحية في البدان العربية تأتي في ذيل الترتيب عالميا. ويشمل ذلك ضعف مهارات الإطار الطبي وكفاءته، وعدم توفر التجهيزات والطرق الحديثة في التشخيص والعلاج، وبعد المرافق الصحية من المواطنين. وفي حديث مع DW عربية يقول ياسر عبد الفتاح، مدير المركز الدولي للدراسات الإنسانية بلندن إنه "باستثناء دول الخليج التي تخصص أموالا كثيرة للمجال الصحي، ففي البلدان العربية الأخرى هناك تهميش كبير لهذا القطاع حيث يعيش فقرا في الامكانيات ودرجات كبيرة من الفساد".
غياب الثقة في المسؤولين
ومنذ إعلان ظهور الفيروس بالصين دأب المسؤولون العرب على تقديم تصريحات صحفية تغيب في الكثير منها الشفافية وسط محاولة للتعتيم الإعلامي الرسمي. ويرجع السبب ـ حسب ياسر عبد الفتاح ـ إلى كون الأمن الصحي جزءا من الأمن القومي ولا يجب فسح المجال لأحد لزعزعة استقرار الأنظمة السياسية". ونتيجة لذلك "تغيب الشفافية والرغبة في كشف الحقائق من طرف السياسيين أمام الرأي العام وهو ما يشمل وسائل الإعلام التي تفرض عليها رقابة أو تُحرم من المعلومات الكافية". ويثير نفي بعض البلدان وجود أي إصابات بالفيروس جدلا كبيرا وسط المواطنين هو ما يظهر جليا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جانبهم يتعامل المواطنون مع تصريحات المسؤولين بنوع من الريبة والتذمر. ويُرجع الطبيب عصام حداد، عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان ببرلين، الأمر إلى فقدان الثقة في خطابات المسؤولين السياسيين بشكل عام والمسؤولين على القطاع الصحي بشكل خاص. وفي حديثه مع DW عربية أوضح ذلك بالقول: "المسؤولون العرب عندما يمرضون يسافرون إلى الخارج من أجل العلاج والتقصير الذي تقوم به الحكومات في خدمة المواطنين في المجالات الأخرى لا يمكن أن يجعل من المجال الصحي استثناء".
ضعف الوعي الطبي لدى المواطنين
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات وفيديوهات ونكت ساخرة من فيروس كورونا. بعضها يقلل من خطورته والبعض الآخر يبالغ في تعامله معه. وتُظهر الكثير من ردود الفعل ضعف الوعي والثقافة في المجال الصحي في المجتمعات العربية. وبالنسبة للطبيب عصام حداد، عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان ببرلين فإن "غياب الوعي الطبي هو نتيجة للمشاكل التي تعيشها البلدان العربية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".
ويضيف الناشط الحقوقي في حوار مع DW عربية أن "الأنظمة العربية لا توفر كل المتطلبات الاجتماعية والصحية لمواطنيها وضمان كرامتهم وسلامتهم الفكرية والجسدية والنفسية". أما ياسر عبد الفتاح فيرجع ذلك إلى "ضعف أو غياب مواد حول الثقافة الصحية بالأنظمة التعليمية العربية". ونتيجة لذلك "يكون هناك جهل وعدم شعور بالمسؤولية"، يضيف مدير المركز الدولي للدراسات الإنسانية بلندن.
نزيف الأطر الطبية
إضافة إلى ضعف البنية التحتية تعاني الكثير من الدول العربية من عدم جاهزية العنصر البشري في المجال الصحي للتعامل مع أزمات كأزمة فيروس كورونا. وضع يزداد تأزما بسبب مغادرة الأطر الطبية لبلدانها نحوالدول الأوروبية أو أمريكا وكندا بحثا عن آفاق جديدة. ففي المغرب فقط يهاجر حوالي 300 طبيب سنويا إلى فرنسا، حسب تقرير للمجلة الطبية البريطانية ( BMJ). وفي مصر اعترف رئيس مجلس النواب بأن بلاده تواجه "مشكلة نقص كبيرة في الأطباء بسبب وجود إغراءات للأطباء المصريين للهجرة للخارج".
وسواء تعلق الأمر بفيروس كورونا أو غيره من الأمراض العادية والفتاكة فإن مواجهته يقتضي "ممارسة الضغوطات على الحكومات من طرف الجمعيات الحقوقية لضمان رعاية صحية تليق بكرامة الانسان".
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
المستشارة في ووهان
في عام 2019 زارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مصنع Webasto في ووهان. وقد أُغلق المصنع، كما أعلنت الإدارة. وليس من المستبعد حصول "انعكاسات على سلسلة الإمداد العالمية". وحوالي 1000 موظف في المصنع المركزي الألماني يعملون انطلاقا من البيت، لأنه يوجد بينهم بعض الإصابات المؤكدة بالفيروس.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
حالة نادرة
مصنع كيميائي يرى فرصة: لانكسيس/ Lanxess يسجل طلبا أكبر على مادة التعقيم Rely+On Virkon. هذه المادة تُستخدم في تعقيم المساحات السطحية والآلات ويمكن أن تكون فعالة ضد فيروس كورونا ويتم استخدامها بالأخص في الصين. وتقول الشركة بأنها تعمل من أجل توفير كميات إضافية في أسرع وقت ممكن.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
تطور بطيئ في قطاعات أخرى
قطاع تقنية الطب المتراجع حاليا في شركة سيمنس على عكس الوضع في مجال التعقيم لا يتوقع طلبا متزايدا على أجهزة التصوير بالأشعة. "الإمكانية القريبة لتحقيق صفقات لن أبالغ فيها. هذا لا يتحقق بهذه السرعة"، كما قال رئيس إدارة زيمنس، بيرند مونتاغ. "الفيروس يأتي ويختفي بسرعة".
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
تجارة التجزئة والمطاعم
عند سلسلة الوجبات السريعة KFC و Pizza Hut ومقاهي Luckin Coffee تبقى الأبواب حاليا مغلقة. وسلسلة الموضة السويدية H&M أغلقت حوالي 45 فرعا في الصين، وشركة إنتاج الجنز Levi Strauss أغلقت حوالي نصف محلاتها. ويتوقع خبراء أن تبقى الانعكاسات في حدود معقولة، لأن عملياتها التجارية تتم في الغالب عبر الانترنيت.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
"ليس هناك وقت" لأِشياء جميلة
على غرار المنافس الأمريكي نايكه Nike تغلق شركة اللوازم الرياضية الألمانية أديداس في الصين بصفة مؤقتة العديد من محلاتها. علاوة على ذلك ستتم مراقبة تجارة الامتياز بدقة. ومن السابق لأوانه تقييم الانعكاسات. وأنشطة الدعاية مثل هذا النشاط مع نجم كرة القدم بول بوغبا في هونغ كونغ عام 2017 لن تتم في الوقت الحاضر.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
شركات إنتاج السيارات مهددة بوجه خاص
الوباء له " جسامة اقتصادية هائلة" وبالتحديد لشركات إنتاج السيارات الألمانية، يقول خبير السيارات فيردناند دودنهوفر. وعلى هذا النحو يبقى 33 مصنعا لفولكسفاغن (هنا طريق التجارب التابعة للشركة في جينجيان) والشركة المشتركة في الصين مغلقة حتى نهاية الأسبوع، والإمدادات المبرمجة ليست مهددة.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
الجميع معنيون بالفيروس
عند شركة دايملر (هنا نمودج سيارة مايباخ أثناء معرض في بكين) يُتوقع أن ينطلق الجزء الأكبر من الإنتاج الصيني الاثنين المقبل. وفي إطار ذلك تركز الشركة على "العمل من البيت". وحتى لدى شركة بي ام دبليو سينطلق الإنتاج وعمل الإدارة الاثنين المقبل من جديد.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
هوندا تبقى حذرة
شركة إنتاج السيارات اليابانية هوندا تُبقي على مصانعها الثلاثة المسيرة مع المنتج الصيني Dongfeng في ووهان مغلقة لوقت طويل. فالعمل سيتوقف على الأقل حتى 13 من فبراير/ شباط الجاري 2020، كما قال متحدث. ولا يُعرف ما إذا كان الانتاج سينطلق من جديد، ويتم الالتزام بتعليمات السلطات المحلية.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
نقص الإمدادات
الفيروس يتطور إلى مشكلة بالنسبة إلى سلسلات الإمداد العالمية. وصناعة السيارات مثال جيد على ذلك. فشركة هيونداي الكورية الجنوبية ستعلق إنتاجها المحلي في هذا الأسبوع. والسبب نقصان قطع غيار تأتي في العادة من الصين. ويتوقع محللون أن تطال مثل هذه المشاكل الكثير من الشركات.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
الصينيون يغيبون
وحتى في المانيا يظهر بعض التقييد، فبسبب خطر العدوى يُتوقع وصول عدد أقل من الزوار إلى معرض المواد الاستهلاكية في فرانكفورت Ambiente. وهذا يُستنتج من تراجع السفريات المحجوزة من الصين، كما قال متحدث باسم شركة المعرض. وشركة لوفتهانزا وخطوط جوية أخرى قطعت اتصالاتها مع الصين.
-
فيروس ووهان: ما هي القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً؟
المهم هو الاستعداد
وفي مطار فرانكفورت أُقيم مركز للحجز الصحي للذين تم إجلاؤهم من منطقة كورونا. وغالبية الركاب من الصين تصل إلى ألمانيا في العادة عبر فرانكفورت ( في 2018 فاق عددهم مليون شخص) وأهم المطارات الصينية للخطوط القائمة مع ألمانيا هي مطارات بكين وشنغهاي وهونغ كونغ. ورحلات مباشرة من وإلى ووهان لم تحصل. ديرك كاوفمان+ وكالات