1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الثعابين الطائرة معجزة حيوية ميكانيكية

٢٣ نوفمبر ٢٠١٠

حركات بهلوانية لثعابين اكتشفها العلماء في جامعة فرجينيا الأمريكية، وهي ثعابين قادرة على التحليق في الهواء وتعيش في جنوب شرق آسيا. حيوانات نادرة بل ومعجزة أثارت استغراب الباحثين الذين يعكفون الآن على دراستها.

https://p.dw.com/p/QFdK
نوع من الثعابين الصحراويةصورة من: picture-alliance/dpa

نسمع الكثير عن ثعابين سامة وغير سامة، وعن ثعابين تعصر ضحيتها وثعابين تستطيع حفظ الماء في جسدها، وأخرى قادرة على تغيير لونها للتنكر وحماية نفسها من أعدائها، لكن أغربها هي الثعابين الطائرة.

يعود وجود الثعابين حسب التقديرات العلمية إلى حوالي 300 مليون سنة، وأظهرت الدراسات أن بعض الثعابين كان لها أرجل اندثرت مع مرور الزمن حتى تم الاستغناء عنها نهائيا، ويدل على ذلك تلك المهاميز الموجودة في أجسامها.

وللثعابين طقوس معينة للتكاثر، بحيث تبدأ بمرحلة البيات الشتوي ومن ثم مرحلة الطلب واستعراض القوى يليها مرحلة التزاوج، وبعدها يأتي وضع البيض وفقسه لتبدأ حياه جديدة لثعبان جديد.

بين البر والبحر... ثعابين تتغير

Reptilien Schlangen Gabunviper
يقدر العلماء تاريخ ظهور الثعابين بحوالي 300 مليون سنةصورة من: Picture-alliance/David Northcott/OKAPIA

جسم الثعابين الطويل وهيكلها العظمي مميز بعدد فقراته التي تتراوح بين 200 إلى 400 فقرة، و هذه التركيبة تساعد الثعبان على اللسع والعصر والسباحة بشكل فعال دون الحاجة إلى وجود أطراف كباقي الحيوانات. وجسم الثعابين الخارجي مغطى بحراشف سمكية، وهي عبارة عن طبقات تتجدد باستمرار لحماية الجلد، وكل هذا يساعد الثعابين على العيش بين البحر والبر.

ولكن عندما يأتي الأمر لأكثر الأماكن حرارة وجفافا، فإن الثعابين التي تعيش هناك تجد طريقة لموازنة كمية السوائل في أجسامها بحيث تستطيع الصبر على عدم الشرب لمدة طويلة دون أن تتأثر، وذلك بتكرير البول مرة تلو الأخرى للاستفادة من الماء الموجود فيه.

وتجدر الإشارة إلى صعوبة تصنيف أنواع الثعابين، ولكن أغلب التصنيفات تعتمد على مكان العيش أو مستوى وجود السم داخلها أو على وجود الأنياب في فمها.

ثعابين تطير بفنية عالية في الهواء

Flash-Galerie Giftschlangen
احد أنواع الثعابين بين الأشجار في جنوب أسياصورة من: San Diego Shooter/nc/nd

يستعمل ثعبان شجرة الجنة النادر، كما يطلق عليه، نفس الحركة عندما يتحرك داخل الماء أو في الهواء، والغريب في الأمر، قدرة هذا المخلوق على الانتقال مسافة 330 قدما في الهواء ومن ثم الالتفاف بمقدار 90 درجة لتغيير اتجاهه، وهذا ما أبقى العلماء في حيرة لعدة سنوات.

وقد أكدت مجموعة من العلماء والباحثين من معهد العلوم الهندسية والميكانيا التابع لجامعة فرجينيا بمدينة بلاكسبورج بولاية فيرجينيا الأمريكية بعد قيامهم بتحليل دقيق لهذه الظاهرة، أن هذه الثعابين تعتبر ظاهرة بيولوجية ميكانيكية غريبة من نوعها.

تعيش هذه الثعابين في جنوب شرق آسيا وجزر الملايو وخاصة جزيرة جاوة الاندونيسية، فهي نادرة الوجود وعجيبة، لأن من ميزاتها الطيران من شجرة إلى أخرى بمساعدة أجسامها الملساء، فهي تبسط نفسها فتصبح أشبه بشريط، وعندما تريد الهبوط على الأرض تنزل بحركة لولبية أو بحركة تشبه الأمواج في الهواء، تحول دون ارتطامها بالأرض.

وقام الباحث جاك سوشا وزملاؤه من جامعة فرجينيا بتصوير هذه الثعابين وهي تهبط من شجرة على ارتفاع 15 مترا مستخدمين أربع كاميرات من زوايا مختلفة، ثم كونوا صورا ثلاثية الأبعاد للثعابين أثناء طيرانها. وأوضحت الصور بالحركة البطيئة قيام الأفاعي الطائرة بتحويل جسمها إلى رقاقة مسطحة وذلك بعد شفط تجويفها وإفراغه من الهواء، وتستعمل الحركة اللولبية لتوليد خاصية الارتفاع في الجو.

ولكن، وكما أوضح العلماء، فإن هذه الثعابين لا تطير عمليا وإنما تقوم بالسباحة في الهواء، ويظهر ذلك في كيفية استعدادها للإقلاع أو للسباحة بأن تدلي نفسها من على الفرع وتلوي جسمها على شكل حرف التاء اللاتيني، وبعد ذلك تقفز وتزيد سرعتها تدريجيا مبتعدة عن الفرع بحيث يكون جسمها حينها مسطحا وقد تضاعف عرضه تقريبا ومن ثم تبدأ بالتموج من جهة إلى أخرى، وتلتف بإدارة نصف جسدها الأمامي للجهة المرغوب التوجه إليها.

وهنا أكد الباحثون أن "تأثير الطيران مؤقت وسرعان ما يزول" وأضاف سوش أن "الحيات تضغط إلى أعلى رغم أنها تتحرك باتجاه الأسفل"، وحسب ما أوضح العلماء فإن قوة الدفع التي تتمتع بها الحية أكبر من وزنها.

(د.ب.أ) ماجد أبو سلامة

مراجعة: حسن زنيند