1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التصعيد في القدس- ضغط وإحراج لشركاء إسرائيل الجدد في المنطقة

١١ مايو ٢٠٢١

التصعيد في القدس الشرقية، يشكل عبئا على علاقات إسرائيل بالعالم العربي وخاصة شركائها الجدد. والساسة الذين يسعون للتطبيع وإقامة علاقات مع إسرائيل يتعرضون للضغط. فيما تستغل تركيا وإيران التوتر لتحقيق أهداف ومصالح إقليمية.

https://p.dw.com/p/3tFWm
مظاهرات في القدس الشرقية
تستغل تركيا وإيران تفجر الوضع في القدس لتحقيق أهداف إقليمية فيما استمرار التصعيد يعرقل عملية التطبيع صورة من: Mostafa Alkharouf/AA/picture alliance

التوتر والتصعيد الأخير في القدس الشرقية أسعد أنقرة وطهران، فالاشتباكات التي أدت إلى مجابهة عسكرية مفتوحة بين إسرائيل وحركة حماس، يصب في مصلحة من يتربع على أعلى هرم السلطة في تركيا وإيران، أصحاب الشعارات الطنانة.

حين وقعت الإمارات في آب/ أغسطس الماضي ومن بعدها البحرين والسودان والمغرب، اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، تعرضت لانتقادات وإدانة بأشد العبارات من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، في حين التزمت معظم الدول العربية الصمت أو لم تقم بإدانة التطبيع بشدة كما فعلت أنقرة وطهران التي وصفته بالخيانة.

وبعد التطورات الأخيرة والاشتباكات في القدس، قال خامنئي، وحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إنسا" إن أي عملية تطبيع مع إسرائيل هي "طعنة في ظهر الفلسطينيين"، في حين وصف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ما يحدث في تغريدة بـ "العدوان الإسرائيلي الذي لا ينتهي". فمن خلال هكذا تصريحات يمكن الحصول على التأييد الشعبي في الشارع العربي. وفي هذا السياق تقول سينزيه بيانكو، الباحثة لدى معهد "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" في سياسات دول الخليج "ستحاول تركيا وإيران الحصول على رصيد سياسي مما يحدث، لمهاجمة خصومها الإقليميين الذين يتعاملون مع إسرائيل".

حرائق بالقرب من المسجد الأقصى
نظرا للضغط الشعبي والموقف المحرج سارع شركاء إسرائيل الجدد في المنطقة إلى إدانة التوتر والدعوة للتهدئةصورة من: Claire Gounon/AFP

فرصة لتركيا وإيران!

ومن الواضح أن ما يحدث يخدم أهدفا أخرى: إذ يحاول أردوغان وخامنئي جعل بلديهما قوة إقليمية رائدة جديدة في الشرق الأوسط. ومن أجل ذلك يستغلان الوضع الراهن للسعودية الدولة السنية الأكثر أهمية في العالم العربي، والتي حسنت علاقاتها مع إسرائيل بتكتم ولكن بنجاح. وبهذا تفسح السعودية المجال لكل هؤلاء الذين يحاولون ترسيخ أنفسهم كقوى رائدة جديدة في المنطقة من خلال انتهاجهم سياسة معاكسة أي بمعارضة إسرائيل أو حتى معاداتها.

وهكذا يصبح الوضع أصعب بالنسبة للإمارات والدول الثلاث الأخرى التي تريد بعد عقود من العداء، إقامة علاقات والسلام مع إسرائيل والاستفادة من ذلك اقتصاديا أيضا. وتوضح ذلك كرستين مولر، سكرتيرة وزارة الخارجية سابقا وكبيرة الباحثين في الجمعية الألمانية للسياسات الخارجية، في حوار مع DW "هناك الأمر يتعلق بمواضيع أخرى، مثل العلاقات الاقتصادية وبناء تحالف مشترك ضد إيران. فالاتفاق ليس له أي علاقة بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي".

وبما أن العلاقات الجديدة مع إسرائيل لا تحظى بالتأييد لدى جزء من شعوب تلك الدول والدول العربية الأخرى، فقد حاول حكامها تبرير توقيعهم للاتفاقيات مع إسرائيل، بمحاولة نزع فتيل الصراع في الشرق الأوسط. وهكذا قال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة توقيعه على اتفاقية التطبيع، إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، واتفق معهما على وقف إسرائيل اقتطاع أجزاء جديدة من الأراضي الفلسطينية.

في المقابل صادف يوم الاثنين "يوم القدس" السنوي والذي تحتفل فيه إسرائيل بسيطرتها على القدس الشرقية في حرب حزيران عام 1967، وكان من الواضح أنه مناسبة لمزيد من التصعيد. والمشكلة الأساسية حسب كرستين مولر "أن منظمات المستوطنين الراديكالية تستغل هذا اليوم بتنظيم مسيرات احتجاجية تجوب الأحياء العربية في القدس الشرقية بهدف الاستفزاز. وقد تم التصعيد هذه المرة ويمكن أن يؤدي لاندلاع حريق".

الشركاء الجدد في حرج!

وفي عواصم الدول الشريكة الجديدة لإسرائيل، ينبغي على المرء أن يدرك آثار التوتر الأخير، في ضوء المزاج العام المؤيد للفلسطينيين في تلك الدول أيضا والضغوط التي تتعرض لها حكوماتها بسبب ذلك. ويجب النظر بقلق ليس إلى التعليقات المعادية لإسرائيل في مواقع التواصل الاجتماعي، بل وإلى التعليقات في وسائل الإعلام الموجهة إلى العالم العربي بأسره، فمثلا كتبت صحيفة "العربي الجديد" التي يمولها قطريون، لقد "سقطت كل الأوهام" ووصفت بشكل غير مباشر كل "الذين يجعلون التطبيع مع العدو واجبا" بالخائن. وهذا الكلام موجه لهؤلاء الذين وقعوا اتفاقيات مع إسرائيل بدفع من ترامب إلى جانب إغراءات اقتصادية.

ولهذا سارعت هذه الدول إلى التحرك، حيث أدان وزير الخارجية الإماراتي اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وطالب إسرائيل بوقف التصعيد. في حين وصف وزير الخارجية السوداني تصرف إسرائيل بالقمعي، كما أعرب المغرب عن قلقه "العميق" من التصعيد والعنف.

عواقب محتملة

على الحكومة الإسرائيلية الآن تهدئة الوضع في القدس الشرقية، حسب رأي الباحثة السياسية، كرستين مولر، التي تقول إذا استمر التوتر ستتعرض مصالح إسرائيل للخطر ومنها "مساعي التطبيع مع العالم العربي".

لكن ما مدى إمكانية انعكاس ذلك على إسرائيل ومصالحها؟ الخبيرة في العلاقات الدولية سينزيه بيانكو، تجيب على ذلك بأن مصالح الإمارات مع إسرائيل استراتيجية أكثر منها تكتيكية، و"يعني ذلك أنه ليس من المحتمل تراجع عملية التطبيع". ولكن بيانكو ترى أنه وارد جدا تجميد المشاريع القائمة مادام التوتر شديدا. وهي تعني بذلك أن "الإمارات تبقى يقظة للوضع والمزاج العام في الشارع العربي. ولكنها لن تترك ذلك يملي عليها سياستها الإقليمية".

كرستن كنيب/ عارف جابو