1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا في 2021: بقاء أزمة كورونا ومغادرة "مستشارة الأزمات"

٣١ ديسمبر ٢٠٢٠

تستقبل ألمانيا عاما مختلفا عن سابقيه، فجائحة كورونا ستبقى في عام 2021 الموضوع الأبرز، لكن البلاد مقبلة أيضا على انتخابات إقليمية جزئية، وانتخابات عامة ستغادر من خلالها المستشارة ميركل الساحة السياسية. فكيف سيبدو المشهد؟

https://p.dw.com/p/3n1Cn
Berlin Kanzlerin Merkel PK zu Corona-Maßnahmen
2021 عام انسحاب ميركل من الحياة السياسيةصورة من: Jan Huebner/imago images

ليس هناك حاليا أي موضوع آخر يشغل الساسة والراي العام في ألمانيا أهم من جائحة كورونا، والوضع بدو أنه سيبقى كذلك في العام الجديد. فالوباء يخيم على البلاد منذ مارس الماضي بشكل تام، وهذا الأمر لن يتغير كثيرا وسريعا من خلال التطعيم.

مع نهاية السنة أقرت السلطات قيودا جديدة مشددة على الحركة في البلاد، وقالت ميركل في خطاب عاطفي تحذيري للشعب"إذا كنا نقوم بالاختلاط على نحو كبير قبل عيد الميلاد، واتضح لاحقا أن ذلك كان آخر عيد ميلاد مع الأجداد، فسنكون حينها قد تهاونا في شيء ما. لا ينبغي لنا فعل ذلك"، حسب تعبرها المستشارة في الـ 9 ديسمبر/كانون الأول أمام البرلمان عقب وفاة حوالي 600 من الموتى بسبب كورونا في يوم واحد.

على الجانب الآخر تشتد المقاومة ضد تقييد الحريات الفردية، لاسيما من خلال ما يُسمى بمظاهرات "التفكير الجانبي". وهي "حركة اجتماعية تتبلور ويجتمع فيها متطرفون من اليمين واليسار يمينيون، وكذلك من أناس لا يعترفون بالعلم"، كما يقول خبير الشؤون السياسية فلوريان هارتليب لـ dw.

ميركل: "مستشارة الأزمات"

والتوفيق بين حماية الصحة العامة والحقوق والحريات المدنية سينعكس على الاستحقاقات الانتخابية سيكون من متطلبات العام 2012، الذي سيشهد انتخابات إقليمية في ست ولايات ألمانية، لكن الانتخابات الأهم ستكون في أيلول/سبتمبر وهي الانتخابات البرلمانية الاتحادية، والتي ستطوي فترة حكم المستشارة ميركل، فبعد 16 عاما ورئاسة أربع حكومات أعلنت أنها لا ترغب في  الترشح مرة أخرى، وتريد الانسحاب من الحياة السياسية. يذكر أن ميركل بقيت في منصب المستشارية ما يقارب نفس الفترة التي قضا المستشار الأسبق هيلموت كول. 

ويبقى السؤال ماذا سيفتقد الألمان بعد انسحاب ميركل من الحياة السياسية؟ فلوريان هارتليب يعتقد أنهم سيفتقدون"إرادتها في المثابرة، وعملها الدؤوب، والانضباط الداخلي، وعنصر العلم في السياسية". أما الجوانب السلبية في قترة حكمها فيرى هارتليب أنها تتمثل في "لغتها الغامضة الفضفاضة" و"اتباعها سياسة لجوء عنيدة، مصحوبة بثقافة ترحيب ساذجة" ساهمت في جعل حزب البديل الشعبوي يكبر.

على الصعيد الخارجي اعتبرت ميركل كـ"مستشارة الأزمات" وصخرة صلبة في أوقات الشدة مثل أزمة الديون الأوروبية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست"، وعهد ترامب، وحاليا التعامل مع جائحة كورونا.

من سيكون خليفة ميركل؟

المتنافسون على رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي: من اليسار: نوربيرت روتيغن، أرمين لاشيت، وفريدريش مارس.
المتنافسون على رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي: من اليسار: نوربيرت روتيغن، أرمين لاشيت، وفريدريش مارس.صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

ولذلك ستتمثل أهم القضايا في هذه السنة في مسألة من سيخلفها. وبما أن الحزب المسيحي الديمقراطي في استطلاعات الرأي يحقق نحو 35 في المائة من الأصوات ويبقى مستقرا أمام الأحزاب الأخرى، فإن الرئيس المقبل للحزب المسيحي الديمقراطي له فرص جيدة ليصبح أيضا المستشار القادم. ورسميا هناك ثلاثة مرشحين يعتزمون تقديم أنفسهم للحزب الذي سيعقد مؤتمرا افتراضيا في منتصف يناير/كانون الثاني القادم: فهناك الرئيس السابق لكتلة الاتحاد المسيحي، فريدريش ميرتس، ورئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، أرمين لاشيت، والخبير في الشؤون الخارجية نوربيرت روتغن.

وفقا لاستطلاعات الرأي الحالية، فإن غالبية نسبية من الألمان تفضل رئيس وزراء بافاريا، ماركوس زودر من الحزب الاجتماعي المسيحي، كمستشار للبلاد. وفي حالة تولي منصب المستشار شخص من الحزب الاجتماعي المسيحي، فهذه ستكون سابقة في ألمانيا.

تحالفات ممكنة

وبغض النظر، سيكون الاتحاد المسيحي بعد الانتخابات بحاجة في كل الأحوال إلى شريك ثالث على الأقل لتشكيل ائتلاف معه. والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحالي، تتراجع شعبيته وفق استطلاعات الرأي، كما يبدو أن قد سئم من المشاركة في الحكومات عقب فترتين انتخابيتين تحت قيادة ميركل.   

وهنا تظهر أولا في المقدمة الأحزاب الصاعدة مثل الخضر، الذي كشف تحت القيادة الثنائية المحبوبة لرئيسي الحزب أنالينا بيربوك وروبرت هابيك عن مواقف مبدئية ويرغب في المشاركة في الحكم. وهابيك قال في نهاية نوفمبر في مؤتمر وطني:"بتفاؤل نعمل من أجل إيجاد حلول. ومن أجل هذه الحلول نكافح من أجل السلطة". لكن زودر يحذر أنصار الاتحاد المسيحي ويقول ليس بديهيا الانطلاق من حكومة اتحادية يقودها المسيحيون والخضر.

كورونا يبقى الموضوع الأهم في 2021
كورونا يبقى الموضوع الأهم في 2021صورة من: Nicolas Armer/dpa/picture alliance

حزب "البديل من أجل المانيا" الشعبوي، إلى كان حد الآن أقوى حزب معارض في البرلمان، يخسر نفوذه. لكن قيود كورونا يمكن أن تأتي له بناخبين جدد، "نعايش مجتمعا منقسما"، كما لاحظ هارتليب. "إذا ما جاء التراجع الاقتصادي بعد صدمة كورونا، فإن الاستقطاب الاجتماعي هو الذي يبقى". لكن الخبير في الشؤون السياسية، هارتليب، يعبر عن قناعته من أن وباء كورونا سيبقى في عام 2021 أهم موضوع، فـ"كورونا هي أكبر أزمة منذ 1945 تطال جميع مستويات السياسة من المحلية إلى العالمية".

كريستوف هاسلباخ/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات