قال معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية وغير المعدية إن ألمانيا سجلت 112,323 إصابة بفيروس كورونا في ال24 ساعة الماضية، للمرة الأولى منذ بدء الجائحة، فضلاً عن 239 وفاة، وذلك في تقريره الصادر اليوم الأربعاء (19 كانون ثان/يناير 2022).
وأضاف المعهد أن معدل الإصابات الأسبوعي بلغ 584,4 إصابة جديدة لكل 100 ألف شخص على مدى سبعة أيام.
وشددت ألمانيا القيود للحد من انتشار العدوى، فحصرت ارتياد الحانات والمطاعم للأشخاص الذين تلقوا لقاحات معززة أو الذين أجروا اختبارات، بالإضافة إلى التطعيم الكامل أو التعافي.
كما أن القيود على التجمعات لا تزال سارية، اذ يحظر أن يتجاوز عدد الأشخاص خلال المناسبات الخاصة العشرة، أو أسرتين فقط في حال وجود شخص غير مُلقح.
ويأتي ارتفاع الإصابات القياسي في المانيا مع انتشار المتحورة أوميكرون التي تمثل أكثر من 70 بالمائة من الإصابات الجديدة.
كما تكافح دول أوروبية أخرى معدلات إصابات مرتفعة جراء أوميكرون، حيث بلغ متوسط الإصابات في فرنسا المجاورة نحو 300 ألف يوميا.
ويسعى المستشار الألماني أولاف شولتس إلى فرض الزامية لقاحات كوفيد لتعزيز مناعة السكان البالغ عددهم 83 مليون نسمة، بينهم 60 مليونا تلقحوا اللقاح بالكامل، لكنه يواجه معارضة داخل البرلمان وخارجه.
"الوباء لم ينته بعد"
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قد حذر أمس الثلاثاء من الفكرة القائلة بأن المتحورة أوميكرون لا تسبب الأذى. وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي:"تواصل أوميكرون اكتساح العالم. لا تخطئوا، تتسبب أوميكرون في دخول المستشفيات وتوقع وفيات، وحتى الحالات الأقل خطورة تُثقل كاهل مؤسسات الرعاية الصحية".
وأضاف "هذا الوباء لم ينته بعد ونظرا إلى التفشي الكبير لأوميكرون حول العالم فمن المحتمل ظهور متحورات جديدة".
في 11 كانون الثاني/يناير اعتبرت وكالة الأدوية الأوروبية أنه على الرغم من أن المرض لا يزال في مرحلة الوباء فإن انتشار المتحورة اوميكرون سيحول كوفيد-19 إلى مرض مستوطن يمكن للبشرية أن تتعلم التكيف معه.
وقال ماركو كافاليري مسؤول إستراتيجية اللقاح في وكالة الأدوية الاوروبية ومقرها أمستردام "مع زيادة المناعة بين السكان - ومع وجود أوميكرون سيكون هناك الكثير من المناعة الطبيعية بالإضافة إلى التطعيم - سننتقل بسرعة نحو سيناريو أقرب إلى التوطن".
ع.ا/ا.ف (أ ف ب)
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
-
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.
الكاتب: إسماعيل عزام