1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تملأ إيران الفراغ بعد انسحاب الولايات المتحدة من العراق؟

مراجعة: منى صالح ٢٥ أغسطس ٢٠١٠

الولايات المتحدة الأمريكية تطوي ملف العراق بسحب قواتها القتالية الفاعلة منه قبل نهاية شهر آب/ أغسطس كما كان مقررا، إيران هي أقوى مرشح لملأ الفراغ الذي ستخلفه الدولة العظمى.

https://p.dw.com/p/OwWG
صورة من: DW-Grafik

انسحب الأمريكيون من العراق، بل هم يستعجلون في إنهاء كل ارتباطاتهم بالملف العراقي اليوم قبل غدا. و كل من أكدوا أن الأمريكيين لن يتركوا العراق أصيبوا اليوم بخيبة أمل كبرى. لكن مشكلات العراق بدأت منذ لحظة الانسحاب، ففي الأمس أسفرت الهجمات الإرهابية عن مصرع وإصابة أكثر من 300 عراقي أغلبهم من عناصر الشرطة...وهذا يعني أن الأمن يسير نحو الهاوية، وقد أعلن رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري أن الجيش وأجهزة الأمن العراقية لن تكون مؤهلة لاستلام مهام المحافظة على الأمن بشكل كامل قبل عام 2020.

الولايات المتحدة سحبت قواتها من العراق قبل الموعد المحدد
الولايات المتحدة سحبت قواتها من العراق قبل الموعد المحددصورة من: AP

المشكلة التي تواجه العراق اليوم هي أكبر من غياب الأمن، مع أن غياب الأمن يمثل كارثة... المشكلة التي تواجه العراق بعد الانسحاب الأمريكي هو الفراغ الكبير الذي سيخلفه هذا الانسحاب، وهو فراغ امني وسياسي واستراتيجي، لن تتمكن كل القوى السياسية في العراق مجتمعة من التغلب عليه، وبغياب الحضور العربي في العراق، فإن المرشح الأقوى لملء هذا الفراغ هو إيران، وربما تسعى تركيا إلى مشاركتها هذا الدور.

الصحفي عادل درويش الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط والديلي ميل البريطانية رسم علاقة إيران بالوضع السياسي في العراق بعد الانسحاب الأمريكي بالشكل التالي

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عادل درويش: لا تريد إيران عراقا مستقرا والباقي تسويق دعائي)

مدير مركز دراسات جنوب العراق علي رمضان الأوسي علق على ما قاله الكاتب عادل درويش بالقول إن هذا حق لإيران وليس حقا عليها، فلها أن تتصرف ولكن ليس لها الحق ان تتدخل، فهي تؤمن بسياسة ولاية الفقيه الإسلامية وهي لا تؤمن بمبدأ فصل الدين عن الدولة، فهي لا تتدخل في سياسة تركيا العلمانية مثلا، وليس لإيران علاقة برسم سياسة العراق، وكل ما يقال عن ذلك هو تسويق إعلامي مقصود.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: علي رمضان الأوسي: لا يوجد دليل واقعي يثبت وجود تدخل ايراني في العراق)

انهيار الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق
انهيار الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراقصورة من: AP

أما الكاتب والباحث السياسي د تيسير الالوسي فبين أن الولايات المتحدة أجندتها وهي مستمرة بالعمل وفق هذه الأجندة، وأشار الألوسي إلى أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تهمل مصالحها وتدير ظهرها للملف العراقي، رابطا قضية سرعة انسحاب القطعات الأمريكية بترتيبات عسكرية فنية، ومشيرا إلى أن الانسحاب في هذه المرحلة لم يكن موفقا ونتائجه ستكون مخيفة.

وأشار الالوسي إلى أن أهل البلد هم أحق بملء الفراغ السياسي بعد رحيل الأمريكيين، لكنهم أضعف من أن يتمكنوا من ذلك ، لكن الحضور الأمريكي في العراق في هذه المرحلة هو الكفيل بالمحافظة على وحدة العراق وعلى حصانته ضد الأطماع الخارجية.

ورد الآلوسي على ما قاله علي الأوسي بالقول إن إشارته إلى عدم وجود تدخل إيراني في العراق غير منطقية مؤكدا أن لكل دولة مصالحها وهي تدافع عنها وهذا أمر طبيعي بما يلائم الأمن القومي الإيراني في العراق، وأكد الآلوسي أن الموقف الأيديولوجي للحكومة الإيرانية قائم على تصدير الأزمات وتصدير العقائد.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: تيسير الالوسي: الانسحاب الأمريكي في غير وقته، وإيران ستملأ الفراغ)

ويجري الحديث اليوم عن دور سلبي لإيران في العراق، وربما يحق للمراقب أن يتساءل، ألا يمكن أن يكون لإيران دور إيجابي ( من الناحية الاقتصادية مثلا) في العراق، الكاتب عادل درويش أجاب عن هذا السؤال بقوله:

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عادل درويش: دخول العوامل السياسية يلغي قيمة التعاون الاقتصادي)

علي الأوسي أشار إلى أن العراقيين يحملون خلفية تفيد أن إيران دولة طامعة تسعى إلى السيطرة على العراق ، وعلينا أن نخرج من دائرة التفكير هذه ، مشيرا إلى أنه لا يمكن التفكيك بين العامل الاقتصادي والعامل السياسي ، ومعددا سبل التعاون بين البلدين ومنها الطاقة والصناعة. وبين الأوسي أن العوامل السياسية تؤثر فعلا ولكن علينا أن لا نوجه اللوم إلى طرف واحد.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: علي رمضان الأوسي: إيران مستعدة لتشجير الجنوب لوقف التصحر ووقف العواصف الرملية )

مدير مركز دراسات جنوب العراق علي رمضان الأوسي
مدير مركز دراسات جنوب العراق علي رمضان الأوسيصورة من: Ali Alawsie

د تيسير، رفض القول إن التعاون الاقتصادي بين إيران و العراق مجد ومفيد، وأشار إلى جملة مشكلات من أهمها أن إيران قطعت جريان 40 نهرا يجري إلى العراق من بينها الكارون، وأشار أيضا إلى أن العملة المزورة تأتي من إيران، فيما لم يحقق الاتفاق على الكهرباء بين البصرة وإيران شيئا ولم يجن البصريون منه نفعا.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: تيسير الالوسي: السياسة الإيرانية منذ عام 2003 تضر بالشعب الإيراني والعراقي وهي سياسة مخربة)

ابتعد المحيط العربي عن العراق وبالتالي يمكن أن تحل إيران والى حد ما تركيا محل المحيط العربي، ونفى الكاتب عادل درويش أن يكون الحضور الإيراني في المشهد العراقي يمكن أن يخلق نوعا من التوازن الاستراتيجي في المنطقة بالقول:

(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عادل درويش: التدخل الإيراني في العراق في صالح فئة واحدة)

د تيسير رد على مداخلة علي الأوسي بالقول إن هناك وثائق تثبت أن إيران قد قطعت الأنهار عن أراضي جنوب العراق وشماله. وبين أن الفلاح العراقي تضرر بورود المنتجات الزراعية الإيرانية ، وعلى إيران أن تفتح الموارد المائية مع العراق ، كما أن الاقتصاد الإيراني اقتصاد غير متين ولا يمكن التعويل عليه. سياسة الحكومات العراقية منذ عام 2003 هي تخبط غير مدروس.

الأوسي اعتبر أن السياسة العراقية تعاني من تخلف واضح وملموس وأن قطاع الزراعة في غرب العراق مثلا ليست متطورة ، فهل هذا من مسؤولية إيران ، مبينا أن خلط الأوراق لا يخدم قضية الحوار، ومتسائلا لماذا لم يتحدث أحد عن القصف التركي لشمال العراق، فيما يتحدث الجميع عن القصف الإيراني للحدود العراقية. وبيّن الأوسي أن المشكلات بين البلدين لا يمكن أن تحل عن طريق المنابر الإعلامية، الحوار هو الحل.

ودعونا المستمعين الى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:

هل تعتقد أن إيران ستكون اللاعب الرئيس في العراق بعد الانسحاب الأمريكي؟

الكاتب والباحث السياسي د تيسير الالوسي
الكاتب والباحث السياسي د تيسير الالوسيصورة من: Tayseer Al-Alousi

فتنوعت الإجابات ومن بينها إجابة د ملاك من البصرة بينت فيها أن الساسة العراقيين منحازون لأيران، بل إن الفرد الإيراني في العراق مفضّل على الفرد العراقي والدليل على ذلك أن زوار العتبات المقدسة من الإيرانيين لا يخضعون إلى التفتيش مثلا، فيما يخضع كل العراقيين إلى إجراءات التفتيش

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمعة د ملاك من البصرة )

الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .