1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نحو إنترنت خالية من العقبات بالنسبة للمعاقين

١٧ يناير ٢٠٠٥

تتطور الإنترنت باتجاه أن تكون شبكة للجميع. وعلى هذا الأساس تنشط المزيد من الشركات والمؤسسات الألمانية في تطوير البرامج التي تساعد المعاقين على استخدامها. وقد يكون ذلك مثالاً يُحتذى لمثيلاتها في العالم العربي.

https://p.dw.com/p/683k
كيبورد خاص بالمعاقين بصرياًصورة من: AP

لا تنحصر الصعوبات التي يواجهها المعاقون وبالأخص منهم بصرياً في العقبات التي تحد من حركتهم وسهولة تنقلهم، وإنما تتعداها أيضاً إلى استخدامات الكمبيوتر والإنترنت. ورغم الصعوبة البالغة التي يواجهها ضعاف البصر أو فاقدوه في استخدام الإنترنت، فقد نجحت بعض شركات الكمبيوتر في ايجاد وسائل تمكنهم من استخدام تقنياته بشكل سهل. ومن بين هذه التقنيات على سبيل المثال برامج خاصة لقراءة محتويات الشاشة أو لوحة مفاتيح يمكنهم من خلالها إدخال النصوص التي يرغبون بطباعتها أو حفظها دون عناء. وقد عمل هذا الحل التقني على تفعيل أكبر لدور ضعاف البصر أو فاقديه ومحاولة دمجهم في المجتمع وعدم تجاهلهم أو نسيانهم. لكن التطور السريع للبرامج واعتمادها بشكل متزايد على الصور والجرافيك يهدد بحرمانهم من أخر تطورات عالم الإنترنت وتهميشهم من جديد.

فوائد الانترنت للمعاقين

تشكل الإنترنت بالنسبة للكثير من المعاقيين وسيلة إتصال مهمة، فهي تتيح لهم فرصاً جديدة على الصعيد المهني. وقد أظهرت استطلاعات للرأي نشرتها وزارة الإقتصاد والعمل الألمانية أن حوالي 80 بالمئة من المعاقيين يستخدمون شبكة الإنترنت بشكل دوري.

Braille Palm Reader
أحد المعاقين يتدرب على كومبيوتر يساعد فاقدي البصر على القراءة بواسطة برنامج تم تطويره بهذا الخصوص.صورة من: AP

ويقول الكفيف غونتر هيغر: "إن استخدامي للكمبيوتر والإنترنت يمنحني شعوراً مميزاً بأني كفاقد للبصر لست مهمشاُ من هذه الناحية".

ويعتمد هيغر اعتماداً كلياً على شبكة الإنترنت في الحصول على المعلومات اللازمة لأبحاثه العلمية بواسطة برنامج خاص هو ويب فورماتور "Webformator". يقوم هذا البرنامج بتحويل نصوص الإنترنت إلى لغة خاصة أو قراءتها بحيث يستطيع الكفيف الاستماع إليها. ولا يخلو الأمر أيضاً من وجود صفحات لا يتمكن المعاقون أو كبار السن من الإطلاع على محتوياتها. "يحدث هذا مثلاً عندما يريد ضعيف البصر أو المعاق جسدياً ضغط زر صغير الحجم على الشاشة، إذ يكمن الحل العملي هنا في تكبير الزر لتسهيل رؤيته"، هذا ماتقوله إيريس كورنلسن الناشطة لدى حركة "Aktion Mensch". وتناضل الحركة من أجل إزالة العقبات التي يواجهها ضعاف البصر أو فاقدوه أثناء استخدامهم للإنترنت. وغالباُ ما تنشأ الصعوبات من خلال الإفراط في استخدام الصور الثابتة والمتحركة والجرافيك. وقد يجد بعض المعاقين صعوبة في استخدام الإنترنت عندما يتطلب الأمر استخدام الفارة (Maus). وتشكل النصوص الطويلة أيضاً عقبة أمام المعاقين عقلياً.

ابتكار عملي

ومن أجل استخدام إنترنت خال من العقبات، قامت وكالة "anatom 5" في مدينة دوسلدورف الألمانية بانشاء صفحة إنترنت خاصة عنوانها www.barrierekompass.de. ويفسر مصمم هذه الصفحة التي تُعنى بالتفاصيل الدقيقة لهذا الموضوع عنوانها بقوله: " تعني إنترنت خالية من العقبات تمكين الجميع من استخدامها بمن فيهم المعاقين". كما تسعى الوكالة من خلال دورات تدريبية الى إقناع أكبر عدد من الشركات بالفوائد المرتبطة باستخدام إنترنت خال من العقبات. ومن ميزات هذا الاستخدام التطوير الملموس لأدوات ومحركات البحث في مواقع الإنترنت بالشكل الأمثل. ولذلك فإن على المواقع التى تود تصدر القائمة العمل على تطوير نفسها على النحو الأمثل.

حلول مستقبلية

من أجل صفحة إنترنت خالية من الحواجز والعقبات مستقبلاً، لا بد للمصمم من تقديم نصوص قصيرة لفاقدي البصر تكون بديلاً للصور والرسومات الموجودة على الصفحة مع مراعاة تكبير الكتابة لضعاف البصر. أما ضعاف السمع أو فاقدوه فبالإمكان مساعدتهم من خلال مقاطع فيديو تعتمد في شرحها لغة الحركات الخاصة بالصم. وبهذا تصبح الصفحة بسيطة بل وأقل تكلفة.

Arbeiterin komplettiert einen Computer in einer Siemens Nixdorf Fabrik
إحدى مصانع شركة سيمنس لتصنيع الكومبيوتر.صورة من: AP

وفي سبيل تشجيع الحلول الخاصة بإنترنت دون صعوبات تم تخصيص جائزة تسمى "Biene Award"، وهي اختصار لعبارة "إنترنت دون عقبات يفتح آفاقاً جديدة". وتوجه هذه الجائزة لمؤسسات القطاعين العام والخاص. أما هدفها فهو تشجيع هذه المؤسسات على إزالة الغقبات والحواجز من مواقعها ليكون باستطاعة الجميع الإطلاع على محتوياتها. من جهتها قامت الحكومة الألمانية قبل عامين بإصدار قرار يلزم المؤسسات العامة حتى نهاية عام 2005 بتصميم مواقعها بحيث تخلو من العقبات والحواجز ليتسنى للجميع استخدامها.