1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميركل في مأزق بسبب قصيدة الهجاء في أردوغان

كارلا بلايكر/ ملهم الملائكة١٢ أبريل ٢٠١٦

تفاقم الجدل في ألمانيا بعد أن تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ببلاغ ضد الإعلامي الألماني الساخر يان بومرمان يتهمه فيه بإهانته. ميركل تقف بين خيار إغضاب شريكها الأهم في أزمة اللاجئين وبين خيار فقدان مناصريها في الداخل.

https://p.dw.com/p/1ITmg
Bild-Kombo Böhmermann Merkel Erdogan

لم ينل يان بومرمان اهتماما مثل الذي يناله اليوم، فالإعلامي الكوميدي الألماني يقف الآن في قلب الجدل حول مسألةما يمكن أن يعد نقدا لاذعا، وما قد يعتبر تجاوزا لحدود حرية التعبير.

وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت الاثنين ( 11 نيسان/ ابريل 2016) أنها ستنظر في الشكوى القضائية التي تقدم بها السفير التركي في برلين ضد بومرمان لقصيدة هجاء لاذعة قدمها في برنامجه الأسبوعي"نيو ماغاتسين رويال"، واصفا فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه "مهووس بمعاشرة الحيوانات وضرب الفتيات والمسيحيين والأكراد".

وقبل تلاوته لقصيدة الهجاء قال بومرمان إن القصيدة التي هو بصدد قراءتها غير قانونية، ويريد من خلال عرضها على الناس أن يكشف لهم الحدود بين ما هو مسموح به قانونا في ألمانيا وبين ما هو غير قانوني، لاسيما أن القانون يمنع اهانة رؤساء الدول. ومن خصوصيات هذا القانون، أنّ قرار مقاضاة أي متهم يصدر هنا عن الحكومة الألمانية وليس عن الادعاء العام.

"أمام ميركل خياران أحلاهما مرّ"

"أجد إشكالية في أنّ الحكومة وهي ليست جزءا من النظام القضائيهي التي ستقرر بشأن هذه القضية"، هكذا خاطب DWالصحفي المختص بالشؤون السياسية فرانك اوبرآل مشيرا إلى أنّ "ساسة الحكومة عالقون في هذه القضية الدبلوماسية المتشابكة، وقرارات في قضية من هذا النوع لا مكان لها في الوسط الحكومي".

الخلاف الدبلوماسي بين تركيا وألمانيا يأتي في توقيت غير مناسب تماما، فبالنسبة للمستشارة أنغيلا ميركل تعد تركيا شريكا مهما في أزمة اللاجئين. وكان الاتحاد الأوروبي وحكومة أردوغان قد أبرما اتفاقا في آذار/مارس المنصرم نص على أنّ تستعيد تركيا اللاجئين الذين دخلوا أوروبا عن طريق اليونان، مقابل حصولها على دعم مالي بنحو 3 مليارات يورو في إطار تحسين الظروف المعيشية للاجئين على أراضيها. كما ينص الاتفاق أيضا على أن يعاود الاتحاد الأوروبي الحوار مع أنقرة حول انضمامها إلى الاتحاد.

منتقدو الصفقة مع تركيا يشكون من أنّ ميركل بدخولها في هذا الاتفاق ستزيد اعتمادها على أردوغان الذي أغلق نظامه مؤخرا عدة صحف واعتقل صحفيين لانتقادهم الحكومة. سياسيون أجانب دخلوا في الجدل الدائر حول قصيدة الهجاء، ومنهم وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس الذي عبر عن دعمه للإعلامي بومرمان رغم أنه كان نفسه هدفا لسخرية الإعلامي الكوميدي عد مرات في الماضي، فغرّد على تويتر "أوروبا فقدت أولا روحها بالاتفاق مع تركيا حول اللاجئين، واليوم هي تفقد روح الدعابة. ارفعوا أيديكم عنه".

Frank Überall
الصحفي المختص بالشؤون السياسية فرانك اوبرآلصورة من: picture-alliance/dpa/W. Siess/HMKW Hochschule

أما الكسندر كيسلر الباحث في الشؤون السياسية و الصحفي في مجلة "Cicero" السياسية فقد قال في حديثه إلى DW "أمام ميركل خياران أحلاهما مرّ ، فهي إما أن تخسر موقعها إزاء تركيا، أو أن تخسر موقعها داخل ألمانيا في حال وافقت على مقاضاة بومرمان".

مكالمة هاتفية مصيرية

القناة الثانية الألمانية التي يبث من خلالها البرنامج النقدي الكوميدي الأسبوعي "نيو ماغاتسين رويال" حذفت فيديو القصيدة من صفحة المركز الإعلامي الالكتروني الخاصة بها، فيما حاولت ميركل احتواء العاصفة باتصالها هاتفيا ليلة الأحد الماضي برئيس الوزراء التركي احمد داوود اغلو، ثم جرى تسريب معلومة عن المكالمة الهاتفية إلى وسائل الإعلام، مع الإشارة إلى أن المستشارة الألمانية وصفت قصيدة الهجاء هذه بأنها "هجومية على نحو متعمد".

وفي هذا السياق يقول كيسلر" تلك المكالمة كانت خطأ كبيرا، وتفاقم الخطأ بالكشف عن المكالمة إعلاميا"، معتبرا أن محاولة ميركل "ترويض تركيا قد فشلت" وبوسع كل شخص أن يرى ذلك.

في اليوم التالي قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت إن الطلب التركي لمقاضاة بومرمان ستتم دراسته خلال بضعة أيام. وأكد زايبرت أن حرية الفن والصحافة غير قابلة للتفاوض داخليا أو خارجيا بالنسبة للمستشارة.

ويرى كيسلر أنّ هذا التصريح هو حركة دبلوماسية، لكن عاجلا أم آجلا سيتوجب على الحكومة الألمانية رفض الطلب التركي، وشدد بالقول إن "أيّ قرارٍ آخر سيكلّف ميركل كرسي المستشارية".

أغلب مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في ألمانيا يدعمون موقف بومرمان، وهكذا فإن السيدة ميركل ستواجه سخطا داخليا لو أنها اتخذت قرارا بمقاضاته. المغرد غريفن كريسنبروك قال إن "مماطلة الحكومة الألمانية هي فشل تام".

نوعان مختلفان من الهجاء

في اتجاه آخر، أبدى الصحفي فرانك اوبرآل مخاوفه من أن يؤدي الجدل المتصاعد حول قصيدة الهجاء إلى صرف الأنظار عما يجري في تركيا نفسها "يُساق الصحفيون ( في تركيا ) إلى المحاكم لأنهم ببساطة يؤدون وظيفتهم. وهذا غير مقبول".

وفي مارس/ آذار المنصرم سخر برنامج تلفزيوني ألماني آخر من نظام أردوغان المعادي للصحافة الحرة، من خلال تحوير أغنية شعبية شائعة بطريقة تنتقد سياسات أردوغان الأوتوقراطية. وأظهر العرض قصر أردوغان بالغ الضخامة، وعنف الدولة التركية ضد المحتجين عليها، وحين ظهرت الأغنية التي باتت شهيرة " أردوي، أردوو، أردوغان" ، استدعت الحكومة التركية سفير ألمانيا في أنقرة إلى وزارة الخارجية وأبلغته احتجاجها، لكن الأمر لم يتطور إلى طلب الأتراك مقاضاة القناة الألمانية.

وفي تعليقه على التباين بين الحالتين أشار كيسلر إلى أنّ " الفرق بين الحالتين هو أنّ الأولى كانت أغنية شعبية تسخر من أردوغان وطريقته في الحكم، فيما هاجمت هجائية بومرمان شخص أردوغان، واصفة إياه بالمهووس جنسيا". وسلّط اوبرآل الضوء على جانب آخر بالقول "شخصيا وجدت الأغنية الشعبية مضحكة، ولم أجد هجائية بومرمان مضحكة بتاتا، لكن الحديث هنا لا يدور عن انطباع شخصي، بل عن مساءلة قانونية". وفي خضم هذا الجدل، ظهرت شخصية كوميدية جديدة لتعتلي منبر هجاء أردوغان، إذ أطلق الألماني ديدي هالر فوردن أغنية مطلعها "أردوغان، اشتكي عليَّ أنا أيضا!".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد