1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميركل تؤكد دعمها للبنان وتعتبر الاستيطان نكسة كبيرة

١٥ مارس ٢٠١٠

أكدَّت المستشارة أنغيلا مركل بعد اجتماعها مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري دعمها لبلده وقالت إنها لا تتخوف من حرب إسرائيلية على لبنان. ووصفت ميركل مواصلة الاستيطان في القدس الشرقية بـ "النكسة الكبيرة" لعملية السلام.

https://p.dw.com/p/MThv
الحريري يزور ألمانيا للمرة الأولى بصفته رئيسا لوزراء لبنان.صورة من: AP

أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري بعد المحادثات التي أجرياها في مقر المستشارية في برلين عن قلقهما من التطورات الأخيرة في المنطقة ومدى انعكاسها على لبنان بعد التهديدات والتحذيرات المتبادلة بينه وبين إسرائيل. لكن المستشارة أعربت عن اعتقادها بأن "لا خوف من حرب تشنها إسرائيل على لبنان".

ووصفت ميركل قرار الحكومة الإسرائيلية ببناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية بـ "النكسة الكبيرة" التي تصيب الجهود المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وهذا هو أول تعقيب للمستشارة على القرار الذي اتخذته إسرائيل أخيرا وأثار أزمة سياسية مع الولايات المتحدة.

ميركل منزعجة من الموقف الإسرائيلي

وبدا في كلام ميركل انزعاج واضح من الموقف الإسرائيلي حين قالت في المؤتمر الصحافي الذي تلا الاجتماع إنها أوضحت لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي معه "أن الخطر يهدد الآن مجمل عملية السلام"؛ معربة عن أملها "في أن تكون الإشارات التي ستأتي من إسرائيل في المستقبل بناءة وليست سلبية بما يؤدي إلى سد باب المحادثات".

ومعروف أن ألمانيا بذلت جهودا حثيثة للبدء بمحادثات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين فاستقبلت نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في برلين لهذه الغاية في الأسابيع القليلة الماضية. وهي ترى في الجمود الحالي نكسة لجهودها المبذولة أيضا. وتابعت المستشارة أن لألمانيا والاتحاد الأوروبي مصلحة في حصول تقدم في عملية السلام لإنهاء النزاع في المنطقة.

Israel / Siedlungsbau / Gilo / Ostjerusalem
طالبت ميركل بوقف البناء في مستوطنات القدس الشرقية.صورة من: AP

وقال الحريري، الذي يزور ألمانيا رسميا للمرة الأولى بصفته رئيس حكومة لبنان، إنه قلق "من لجوء إسرائيل إلى بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية والأراضي المحتلة في كل مرة يلوح فيها مؤشر أمل ببدء محادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، ما يقوي موقع المتطرفين". وشكر الحريري ألمانيا على الجهود التي تبذلها لمساعدة لبنان في مختلف المجالات.

الحريري يشدد على دور برلين في تنفيذ القرار 1701

وشدد رئيس الوزراء اللبناني على دور برلين في تنفيذ القرار الدولي 1701؛ كما شكر المستشارة على إبقائها الوحدة الألمانية البحرية في المياه الإقليمية اللبنانية ضمن قوات "يونيفيل" الدولية للحفاظ على الاستقرار والأمن فيه. وأضاف بأن مساعدة لبنان "تكمن عمليا في تحقيق تقدم في عملية السلام لحل القضية الفلسطينية حلا عادلا"، مشيرا إلى أن مصداقية المجتمع الدولي أصبحت على المحك الآن.

وردا على سؤال لـدويتشه فيله أكد الزعيمان على أن التعاون المشترك بينهما لتأمين الحماية على الحدود اللبنانية ـ السورية مستمر في شمال لبنان. وشددا على أن هذا التعاون سيتكثف بعد تعيين الحكومة اللبنانية وزيرا منها يكون مسؤولا عن هذا الأمر للاتفاق مع الجانب الألماني على مشاريع لإنماء القرى والبلدات المنتشرة على الحدود اجتماعيا واقتصاديا.

وذكر الحريري أن الأهم من ضمان الحماية الأمنية للحدود هو توفير مستلزمات بقاء الناس في قراهم وبلداتهم مثل تأمين فرص عمل لهم وإقامة مؤسسات صحية واجتماعية. وعن التعاون الاقتصادي بين البلدين قالت ميركل إن الرغبة موجودة في تعميق هذا التعاون، وسيُعقد مطلع الصيف المقبل مؤتمر اقتصادي لهذا الغرض في لبنان. ووعدت المستشارة "بأن تبذل حكومتها كل ما في وسعها لضمان تقدم لبنان".

"لا أتخوف من حرب إسرائيلية على لبنان"

وعن التهديدات التي وجهها مسؤولون إسرائيليون أخيرا إلى لبنان قالت المستشارة ردا على سؤال: "بعد محادثاتي مع نتانياهو لا أتخوف من حرب ضد لبنان، وأعتقد أننا تمكَّنا من تحقيق استقرار من خلال قوات يونيفيل التي تلعب دورا هاما". وأضافت أن تقويم حكومتها للوضع في لبنان والمنطقة لم ينته بعد، لكنها ستعمل على بقاء اليونيفيل كل الفترة التي تراها الحكومة اللبنانية ضرورية.

وبعد أن ذكرت المستشارة أن لبنان يشكِّل مرآة للوضع في المنطقة نفت وجود خطر حرب من جانب إسرائيل على لبنان، لكنها استدركت لتقول إن الوضع في كامل المنطقة غير مستقر بما فيه الكفاية، "ومن هنا أهمية المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، الأمر الذي يوجب وقف الإعلان عن بناء وحدات سكنية في القدس الشرقية".

Auslandseinsätze der Bundeswehr UNIFIL Deutschen Fregatte Bayern in den Gewässern vor Beirut Libanon
سفينة حربية ألمانية ضمن قوات "يونيفيل" الدولية في المياه اللبنانية.صورة من: picture-alliance/dpa

وبعد أن أشار الحريري إلى مبادرة السلام العربية مع إسرائيل العائدة لعام 2002 وموافقة أكثر من 50 دولة في منظمة الدول الإسلامية عليها قال إن إسرائيل لم تعط أي جواب إيجابي حولها. ودعا ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة "للتنسيق في ما بينها وممارسة ضغوط على إسرائيل كي تتقدم عملية السلام في المنطقة ويستتب الاستقرار فيها".

تباين في المواقف حول إيران

وفي موضوع إيران تمايز موقف الحريري عن موقف المستشارة التي أوضحت أن مرحلة اتخاذ عقوبات إضافية في حقها قد دنت؛ وذلك بعد أن رفضت طهران كل العروض التي قدمت إليها لحل أزمة برنامجها النووي. أما رئيس الحكومة اللبنانية فربط موقف لبنان بموقف جامعة الدول العربية؛ مضيفا بأن لكل بلد الحق في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

واستقبل رئيس الحكومة اللبنانية في مقر إقامته ببرلين وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيلله والتقى بعد ذلك رئيس البرلمان الاتحادي (البوندستاغ) نوربرت لامرت. ومن المقرر أن يستقبل الحريري أيضا وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسوغوتنبيرغ ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان روبرشت بولنتس وسفراء الدول العربية في ألمانيا.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد