1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مغازلة حكومة بنكيران للفنانين المغاربة: لعبة سياسية أم مصالحة مع الفن؟

سهام أشطو١٨ يونيو ٢٠١٣

قامت حكومة الإسلاميين مؤخرا بمجموعة من المبادرات لصالح الفنانين المغاربة. هذه الخطوات لاقت استحسان الفنانين، بينما اتهمهم البعض باستغلال التقارب مع الفنانين لكسب أصوات الناخبين في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها الحزب.

https://p.dw.com/p/18qL9
صورة من: Alice Dufour-Feronce

أصبح الود يسود علاقة الفنانين في المغرب بحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم على ما يبدو، بعدما اتسمت هذه العلاقة في السابق بمد وجزر منذ تولي الإسلاميين السلطة، وإعراب عدد من الفنانين آنذاك عن تخوفهم من أن يفرض الإسلاميون رقابة على الأعمال الفنية.

لكن بعض المبادرات التي قام بها الحزب تجاه الفنانين في الآونة الأخيرة أعادت المياه إلى مجاريها بل ولاقت استحسانا من طرف الفنانين.

لقاء عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، مع عدد من الفنانين للاستماع لمشاكلهم ومناقشة أوضاع الفن في المغرب، اعتبر سابقة من نوعها بالنسبة لحزب حاكم في المغرب. بالإضافة إلى ظهور بنكيران أخيرا وهو منسجم مع إيقاعات إحدى الفرق الفنية الشعبية وتكريم فنانين مغاربة وإشارات أخرى رأى فيها البعض بداية "الصلح" بين الفنانين والإسلاميين، بينما اعتبره آخرون مجرد محاولة من الحزب لكسب أصوات جديدة في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها الحزب حاليا.

رد الاعتبار للفنانين

تباينت الآراء بخصوص أسباب هذا التغيير لكن الإجماع كان على أن هناك اهتماما أكبر بالفنانين المغاربة الذين لطالما اشتكوا من تهميش الساسة لهم وانعدام استراتيجيات تهتم بالنهوض بالمجال الفني في المغرب.

نعمان الحلو، فنان موسيقي مغربي، قال خلال حوار مع DWعربية إنه استقبل بارتياح كبير كل المبادرات التي قامت بها الحكومة بمبادرة من الحزب الإسلامي لصالح الفنانين في الآونة الأخيرة، خصوصا تكريم بعض الممثلين بحضور رئيس الحكومة شخصيا، وأضاف: "هذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم رفضهم للفن بل تشجيعهم الضمني له".

ووصف الحلو تخصيص يوم دراسي للفنانين بمبادرة من الحزب نفسه بـ "سابقة من نوعها بالنسبة لحزب حاكم في المغرب".

Flash-Galerie Marokko Kunst und Körper Nacktheit
الممثلة المغربية لطيفة أحرار خلال أدائها لعرض مسرحي أثار لباسها خلاله الكثير من الجدلصورة من: Ismail Bellaouali

وقبل ذلك كان عبد الإله بنكيران قد أعرب عن تضامنه مع الممثلة المغربية المثيرة للجدل لطيفة أحرار، بعدما تعرضت لمضايقات وتهديدات بالقتل بسبب لباسها في إحدى المناسبات العامة والذي وصف بالخادش للحياء. كما أن الحزب تراجع عن انتقاده لمهرجان موازين بعدما كان على رأس معارضيه أيام كان في صفوف المعارضة.

رسائل سياسية

وفيما يرى البعض في ذلك انتقالا في تعامل الحزب مع القضايا الفنية ومسألة الحريات - التي انتقد بسببها كثيرا- من المنطلق الديني الإيديولوجي للحزب إلى رؤية سياسية أكثر مرونة، يعتبر الكاتب والصحافي المغربي المختار الغزيوي في حوار مع DW عربية أن التكريمات واللقاءات التي عقدتها حكومة بنكيران "كانت ذات طابع سياسوي واضح".

  ويشرح الكاتب ذو التوجه الليبرالي ذلك قائلا: "مثلا تكريم أحد الفنانين جاء بالتزامن مع مهرجان طنجة السينمائي الذي هوجم بسبب عرض فيلم ينتصر للذاكرة اليهودية المغربية ويفتح ملفها من جديد". ويضيف أن الحزب وجه أيضا "رسالة مرموزة" لمنظمي مهرجان موازين المثير للجدل – الذي تهاجمه بشدة حركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي للحزب- عندما نظمت الحكومة لقاء مع الفنانين غلبت عليه نبرة التشكي والاستياء، ليتهمهم بالاهتمام بالفنان الأجنبي على حساب الفنان المحلي.

Musikalische jugendliche Talente in Marokko
الفنان المغربي نعمان الحلوصورة من: Nouaman Lahlou

هذا التعامل "السياسوي" مع الفن، حسب تعبير الغزيوي، يجعل علاقة الفن بالحكومة "جد مشكوك فيها خصوصا أن الحزب ولد من رحم حركة إسلامية ترفض الفن وتعتبره ميوعة وإسفافا في أفضل الحالات، أو تحرّمه بشكل مطلق ونهائي".

محاولة لكسب الأصوات

تركيز الحزب الإسلامي على الفنانين المغاربة في الفترة الحالية، التي يشهد فيها المغرب عدم استقرار سياسي بعد انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة الإسلامية وانفتاح الوضع على كل الاحتمالات بما فيها حل الحكومة الحالية، جعل البعض يفسر ذلك بأنه محاولة لكسب المزيد من الشعبية واستقطاب أصوات الناخبين. وهو ما يشاطره الغزيوي قائلا "أعتقد أن الأمر يندرج في إطار محاولة استمالة أصوات الفنانين المغاربة واستغلال شعبيتهم لدى الناس من أجل تمرير رسائلهم من خلالهم".

  ويضيف في هذا السياق: "لو كانت نواياهم صادقة بخصوص إيجاد حلول لمشاكل الفنانين لسارعوا إلى تحسين أوضاعهم ودعمهم عوض تركهم عرضة للتسوّل والاستغاثة بسبب الذل الذي يعيشونه".

لكن الفنان نعمان الحلو له وجهة نظر مغايرة: "ربما يكونون ضد الفن الهابط ذي الأهداف والنصوص المبتذلة، لكن أبدا لم يكن لهم في يوم من الأيام موقف ضد الفنانين". ويذكر الحلو بالجهود التي بذلها الحزب من أجل الرقي بأوضاع الفنانين قائلا "كانت لوزير الإعلام جهود متعددة في خدمتنا وحل عدد من المشاكل منها مشكلة حقوق المؤلفين مثلا، ولم يسبق لي أن رأيت وزيرا يتعامل مع الموضوع بهذا الشكل"

وحول ما إذا كان الحزب يحاول من خلال ذلك كسب أصوات الفنانين والمواطنين، يقول الحلو" لا أعلم، ولكنني أحكم على الأفعال لا على النوايا. وأفعالهم كانت إيجابية مقارنة بالحكومات السابقة، وإن كانوا يبحثون عن الأصوات، فقد كسبوا الرهان وأنا سأصوت لهم".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد